[ ص: 1614 ] وَأَخْرَجَ
ابْنُ الضُّرَيْسِ ،
وَالنَّحَّاسُ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28861_28889نَزَلَتْ سُورَةُ الْغَاشِيَةِ بِمَكَّةَ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
ابْنِ الزُّبَيْرِ مِثْلَهُ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ
nindex.php?page=showalam&ids=114النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=1021817أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ nindex.php?page=treesubj&link=1122_29059كَانَ يَقْرَأُ nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=1سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، وَالْغَاشِيَةَ فِي صَلَاةِ الْعِيدِ ، وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=8وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=12فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=14وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=16وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=23إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=24فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=25إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=26ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ nindex.php?page=treesubj&link=29059قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ : " هَلْ " هُنَا بِمَعْنَى قَدْ ، وَبِهِ قَالَ
قُطْرُبٌ : أَيْ قَدْ جَاءَكَ يَا
مُحَمَّدُ حَدِيثُ
nindex.php?page=treesubj&link=30291الْغَاشِيَةِ ، وَهِيَ الْقِيَامَةُ لِأَنَّهَا تَغْشَى الْخَلَائِقَ بِأَهْوَالِهَا .
وَقِيلَ إِنَّ بَقَاءَ " هَلْ " هُنَا عَلَى مَعْنَاهَا الِاسْتِفْهَامِيِّ الْمُتَضَمِّنِ لِلتَّعْجِيبِ مِمَّا فِي خَبَرِهِ وَالتَّشْوِيقِ إِلَى اسْتِمَاعِهِ أَوْلَى .
وَقَدْ ذَهَبَ إِلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْغَاشِيَةِ هُنَا الْقِيَامَةُ أَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14980وَمُحَمَّدُ بْنُ كَعْبٍ : الْغَاشِيَةُ النَّارُ تَغْشَى وُجُوهَ الْكُفَّارِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=14&ayano=50وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ [ إِبْرَاهِيمَ : 50 ] وَقِيلَ الْغَاشِيَةُ أَهْلُ النَّارِ لِأَنَّهُمْ يَغْشُونَهَا وَيَقْتَحِمُونَهَا . وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : الْمَعْنَى إِنْ لَمْ يَكُنْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ فَقَدْ أَتَاكَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ جَوَابُ سُؤَالٍ مُقَدَّرٍ كَأَنَّهُ قِيلَ مَا هُوَ ؟ أَوْ مُسْتَأْنَفَةٌ اسْتِئْنَافًا نَحْوِيًّا لِبَيَانِ مَا تَضَمَّنَتْهُ مِنْ كَوْنٍ ، ثُمَّ وُجُوهٌ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ مُتَّصِفَةٌ بِهَذِهِ الصِّفَةِ الْمَذْكُورَةِ ، وَوُجُوهٌ مُرْتَفِعٌ عَلَى الِابْتِدَاءِ وَإِنْ كَانَتْ نَكِرَةً لِوُقُوعِهِ فِي مَقَامِ التَّفْصِيلِ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مِثْلُ هَذَا فِي سُورَةِ الْقِيَامَةِ ، وَفِي سُورَةِ النَّازِعَاتِ .
وَالتَّنْوِينُ فِي يَوْمَئِذٍ عِوَضٌ عَنِ الْمُضَافِ إِلَيْهِ : أَيْ يَوْمَ غَشَيَانِ الْغَاشِيَةِ ، وَالْخَاشِعَةُ : الذَّلِيلَةُ الْخَاضِعَةُ ، وَكُلُّ مُتَضَائِلٍ سَاكِنٍ يُقَالُ لَهُ خَاشِعٌ ، يُقَالُ خَشَعَ الصَّوْتُ : إِذَا خَفِيَ ، وَخَشَعَ فِي صِلَاتِهِ : إِذَا تَذَلَّلَ وَنَكَّسَ رَأْسَهُ .
وَالْمُرَادُ بِالْوُجُوهِ هُنَا أَصْحَابُهَا .
قَالَ
مُقَاتِلٌ : يَعْنِي الْكُفَّارَ لِأَنَّهُمْ تَكَبَّرُوا عَنْ عِبَادَةِ اللَّهِ .
قَالَ
قَتَادَةُ ،
وَابْنُ زَيْدٍ : خَاشِعَةٌ فِي النَّارِ ، وَقِيلَ أَرَادَ وُجُوهَ
الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى عَلَى الْخُصُوصِ .
وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ مَعْنَى عَامِلَةٍ أَنَّهَا تَعْمَلُ عَمَلًا شَاقًّا .
قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : يُقَالُ لِلرَّجُلِ إِذَا دَأَبَ فِي سَيْرِهِ : عَمِلَ يَعْمَلُ عَمَلًا ، وَيُقَالُ لِلسَّحَابِ إِذَا دَامَ بَرْقُةُ : قَدْ عَمِلَ يَعْمَلُ عَمَلًا .
قِيلَ وَهَذَا الْعَمَلُ هُوَ جَرُّ السَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَالِ وَالْخَوْضُ فِي النَّارِ نَاصِبَةٌ أَيْ تَعِبَةٌ ، يُقَالُ نَصِبَ بِالْكَسْرِ يَنْصَبُ نَصَبًا : إِذَا تَعِبَ ، وَالْمَعْنَى : أَنَّهَا فِي الْآخِرَةِ تَعِبَةٌ لِمَا تُلَاقِيهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ .
وَقِيلَ إِنَّ قَوْلَهُ : عَامِلَةٌ فِي الدُّنْيَا إِذْ لَا عَمَلَ فِي الْآخِرَةِ : أَيْ تَعْمَلُ فِي الدُّنْيَا بِالْكُفْرِ وَالْمَعَاصِي ، وَتَنْصَبُ فِي ذَلِكَ .
وَقِيلَ إِنَّهَا عَامِلَةٌ فِي الدُّنْيَا نَاصِبَةٌ فِي الْآخِرَةِ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
قَالَ
قَتَادَةُ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَكَبَّرَتْ فِي الدُّنْيَا عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ ، فَأَعْمَلَهَا اللَّهُ ، وَأَنْصَبَهَا فِي النَّارِ بِجَرِّ السَّلَاسِلِ الثِّقَالِ وَحَمْلِ الْأَغْلَالِ وَالْوُقُوفِ حُفَاةً عُرَاةً فِي الْعَرَصَاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=4فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ [ الْمَعَارِجِ : 4 ] قَالَ
الْحَسَنُ ،
nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : لَمْ تَعْمَلْ لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ تَنْصَبْ فَأَعْمَلَهَا وَأَنْصَبَهَا فِي جَهَنَّمَ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : يُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ .
وَقَالَ أَيْضًا : يُكَلَّفُونَ ارْتِقَاءَ جَبَلٍ مِنْ حَدِيدٍ فِي جَهَنَّمَ ، فَيَنْصَبُونَ فِيهَا أَشَدَّ مَا يَكُونُ مِنَ النَّصَبِ بِمُعَالَجَةِ السَّلَاسِلِ وَالْأَغْلَالِ وَالْخَوْضِ فِي النَّارِ كَمَا تَخُوضُ الْإِبِلُ فِي الْوَحْلِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=3عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ بِالرَّفْعِ فِيهِمَا عَلَى أَنَّهُمَا خَبَرَانِ آخَرَانِ لِلْمُبْتَدَأِ ، أَوْ عَلَى تَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ ، وَهُمَا خَبَرَانِ لَهُ ، وَقَرَأَ
ابْنُ مُحَيْصَنٍ وَعِيسَى وَحُمَيْدٌ وَابْنُ كَثِيرٍ فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ بِنَصْبِهِمَا عَلَى الْحَالِ أَوْ عَلَى الذَّمِّ .
وَقَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً خَبَرٌ آخَرُ لِلْمُبْتَدَأِ .
أَيْ تَدْخُلُ نَارًا مُتَنَاهِيَةً فِي الْحَرِّ ، يُقَالُ حَمِيَ النَّهَارُ وَحَمِيَ التَّنُّورُ : أَيِ اشْتَدَّ حَرُّهُمَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : يُقَالُ اشْتَدَّ حَمْيُ النَّهَارِ وَحَمْوُهُ بِمَعْنًى .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ تَصْلَى بِفَتْحِ التَّاءِ مَبْنَيًّا لِلْفَاعِلِ .
وَقَرَأَ
أَبُو عَمْرٍو ،
وَيَعْقُوبُ ،
وَأَبُو بَكْرٍ بِضَمِّهِمَا مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ .
وَقَرَأَ
أَبُو رَجَاءٍ بِضَمِّ التَّاءِ وَفَتْحِ الصَّادِ وَتَشْدِيدِ اللَّامِ ، وَالضَّمِيرُ رَاجِعٌ إِلَى الْوُجُوهِ عَلَى جَمِيعِ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ ، وَالْمُرَادُ أَصْحَابُهَا كَمَا تَقَدَّمَ ، وَهَكَذَا الضَّمِيرُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ وَالْمُرَادُ بِالْعَيْنِ الْآنِيَةِ : الْمُتَنَاهِيَةُ فِي الْحَرِّ ، وَالْآنِيُّ : الَّذِي قَدِ انْتَهَى حَرُّهُ ، مِنَ الْإِينَاءِ بِمَعْنَى التَّأَخُّرِ ، يُقَالُ آنَاهُ يُؤْنِيهَ إِينَاءً : أَيْ أَخَّرَهُ وَحَبَسَهُ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=44يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [ الرَّحْمَنِ : 44 ] قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : قَالَ الْمُفَسِّرُونَ لَوْ وَقَعَتْ مِنْهَا نُطْفَةٌ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لَذَابَتْ .
وَلَمَّا ذَكَرَ سُبْحَانَهُ شَرَابَهُمْ عَقَّبَهُ بِذِكْرِ طَعَامِهِمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ هُوَ نَوْعٌ مِنَ الشَّوْكِ يُقَالُ لَهُ الشِّبْرِقُ فِي لِسَانِ
قُرَيْشٍ إِذَا كَانَ رَطْبًا ، فَإِذَا يَبِسَ فَهُوَ الضَّرِيعُ .
كَذَا قَالَ
مُجَاهِدٌ ،
وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْمُفَسِّرِينَ .
قِيلَ وَهُوَ سُمٌّ قَاتِلٌ ، وَإِذَا يَبِسَ لَا تَقْرَبُهُ دَابَّةٌ وَلَا تَرْعَاهُ ، وَقِيلَ هُوَ شَيْءٌ يَرْمِي بِهِ الْبَحْرُ يُسَمَّى الضَّرِيعَ مِنْ أَقْوَاتِ الْأَنْعَامِ ، لَا مِنْ أَقْوَاتِ النَّاسِ ، فَإِذَا رَعَتْ مِنْهُ الْإِبِلُ لَمْ تَشْبَعْ وَهَلَكَتْ هُزَالًا .
قَالَ
الْخَلِيلُ : الضَّرِيعُ نَبَاتٌ أَخْضَرُ مُنْتِنُ الرِّيحِ يَرْمِي بِهِ الْبَحْرُ .
وَجُمْهُورُ أَهْلِ اللُّغَةِ وَالتَّفْسِيرِ قَالُوا بِالْأَوَّلِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
أَبِي ذُؤَيْبٍ :
[ ص: 1615 ] رَعَى الشِّبْرَقَ الرَّيَّانَ حَتَّى إِذَا ذَوَى وَعَادَ ضَرِيعًا بَانَ عَنْهُ التَّحَايُصُ
وَقَالَ
الْهُذَلِيُّ يَذْكُرُ إِبِلًا وَسُوءَ مَرْعَاهَا :
وَحَبْسٌ فِي هَرَمِ الضَّرِيعِ وَكُلُّهَا قَرْنَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ جَرُودُ
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ : الضَّرِيعُ : الْحِجَارَةُ ، وَقِيلَ هُوَ شَجَرَةٌ فِي نَارِ جَهَنَّمَ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ : وَهُوَ بَعْضُ مَا أَخَفَاهُ اللَّهُ مِنَ الْعَذَابِ .
وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : هُوَ طَعَامٌ يَضْرَعُونَ عِنْدَهُ وَيَذِلُّونَ وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَى اللَّهِ بِالْخَلَاصِ مِنْهُ ، فَسُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّ آكِلَهُ يَتَضَرَّعُ إِلَى اللَّهِ فِي أَنْ يُعْفَى عَنْهُ لِكَرَاهَتِهِ وَخُشُونَتِهِ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : قَدْ يَكُونُ مُشْتَقًّا مِنَ الضَّارِعِ وَهُوَ الذَّلِيلُ : أَيْ مِنْ شُرْبِهِ يَلْحَقُهُ ضَرَاعَةٌ وَذِلَّةٌ .
وَقَالَ
الْحَسَنُ أَيْضًا : هُوَ الزَّقُّومُ ، وَقِيلَ هُوَ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْحَاقَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=69&ayano=35فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ [ الْحَاقَّةِ : 36 ، 35 ] وَالْغِسْلِينُ غَيْرُ الضَّرِيعِ كَمَا تَقَدَّمَ ، وَجَمَعَ بَيْنَ الْآيَتَيْنِ بِأَنَّ النَّارَ دَرَكَاتٌ ، فَمِنْهُمْ مَنْ طَعَامُهُ الضَّرِيعُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ طَعَامُهُ الْغِسْلِينُ .
ثُمَّ وَصَفَ سُبْحَانَهُ الضَّرِيعَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ أَيْ لَا يُسْمِنُ الضَّرِيعُ آكِلَهُ وَلَا يَدْفَعُ عَنْهُ مَا بِهِ مِنَ الْجُوعِ .
قَالَ الْمُفَسِّرُونَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ الْمُشْرِكُونَ : إِنَّ إِبِلَنَا تَسْمَنُ مِنَ الضَّرِيعِ ، فَنَزَلَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=7لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ وَكَذَبُوا فِي قَوْلِهِمْ هَذَا ، فَإِنَّ الْإِبِلَ لَا تَأْكُلُ الضَّرِيعَ وَلَا تَقْرَبُهُ .
وَقِيلَ اشْتَبَهَ عَلَيْهِمْ أَمْرُهُ فَظَنُّوهُ كَغَيْرِهِ مِنَ النَّبَاتِ النَّافِعِ .
ثُمَّ شَرَعَ سُبْحَانَهُ فِي بَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=30387حَالِ أَهْلِ الْجَنَّةِ بَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ بَيَانِ حَالِ أَهْلِ النَّارِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=8وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ أَيْ ذَاتُ نِعْمَةٍ وَبَهْجَةٍ ، وَهِيَ وُجُوهُ الْمُؤْمِنِينَ صَارَتْ وُجُوهُهُمْ نَاعِمَةً لِمَا شَاهَدُوا مِنْ عَاقِبَةِ أَمْرِهِمْ وَمَا أَعَدَّهُ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ الْخَيْرِ الَّذِي يَفُوقُ الْوَصْفَ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=83&ayano=24تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ [ الْمُطَفِّفِينَ : 24 ] .
ثُمَّ قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=9لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ أَيْ لِعَمَلِهَا الَّذِي عَمِلَتْهُ فِي الدُّنْيَا رَاضِيَةٌ ، لِأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ مِنَ الْأَجْرِ مَا أَرْضَاهَا وَقَرَّتْ بِهِ عُيُونُهَا ، وَالْمُرَادُ بِالْوُجُوهِ هُنَا أَصْحَابُهَا كَمَا تَقَدَّمَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=10فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ أَيْ عَالِيَةِ الْمَكَانِ مُرْتَفِعَةٍ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ الْأَمْكِنَةِ ، أَوْ عَالِيَةِ الْقَدْرِ لِأَنَّ فِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً قَرَأَ الْجُمْهُورُ لَا تَسْمَعُ بِفَتْحٍ الْفَوْقِيَّةِ وَنَصْبِ لَاغِيَةً : أَيْ لَا تَسْمَعُ أَنْتَ أَيُّهَا الْمُخَاطَبُ ، أَوْ لَا تَسْمَعُ تِلْكَ الْوُجُوهُ .
وَقَرَأَ
ابْنُ كَثِيرٍ ،
وَأَبُو عَمْرٍو بِالتَّحْتِيَّةِ مَضْمُومَةً مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَرَفْعِ لَاغِيَةٍ .
وَقَرَأَ نَافِعٌ بِالْفَوْقِيَّةِ مَضْمُومَةً مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ وَرَفْعِ لَاغِيَةٍ .
وَقَرَأَ
الْفَضْلُ ،
وَالْجَحْدَرِيُّ بِفَتْحِ التَّحْتِيَّةِ مَبْنِيًّا لِلْفَاعِلِ وَنَصْبِ لَاغِيَةٍ ، وَاللَّغْوُ الْكَلَامُ السَّاقِطُ .
قَالَ
الْفَرَّاءُ ،
وَالْأَخْفَشُ : أَيْ لَا تَسْمَعُ فِيهَا كَلِمَةَ لَغْوٍ .
قِيلَ الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْكَذِبُ وَالْبُهْتَانُ وَالْكُفْرُ . قَالَهُ
قَتَادَةُ : وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : أَيَ الشَّتْمُ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : لَا تَسْمَعُ فِيهَا حَالِفًا يَحْلِفُ بِكَذِبٍ .
وَقَالَ
الْكَلْبِيُّ : لَا تَسْمَعُ فِي الْجَنَّةِ حَالِفًا بِيَمِينٍ بَرَّةٍ وَلَا فَاجِرَةٍ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ أَيْضًا : لَا تَسْمَعُ فِي كَلَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَلِمَةً تُلْغَى لِأَنَّهُمْ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا بِالْحِكْمَةِ وَحَمْدِ اللَّهَ تَعَالَى عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنَ النَّعِيمِ الدَّائِمِ ، وَهَذَا أَرْجَحُ الْأَقْوَالِ لِأَنَّ النَّكِرَةَ فِي سِيَاقِ النَّفْيِ مِنْ صِيَغِ الْعُمُومِ ، وَلَا وَجْهَ لِتَخْصِيصِ هَذَا بِنَوْعٍ مِنَ اللَّغْوِ خَاصٍّ إِلَّا بِمُخَصَّصٍ يَصْلُحُ لِلتَّخْصِيصِ ، وَلَاغِيَةٌ إِمَّا صِفَةُ مَوْصُوفٍ مَحْذُوفٍ : أَيْ كَلِمَةٌ لَاغِيَةٌ ، أَوْ نَفْسٌ لَاغِيَةٌ ، أَوْ مَصْدَرٌ : أَيْ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَغْوًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=12فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ قَدْ تَقَدَّمَ فِي سُورَةِ الْإِنْسَانِ أَنَّ فِيهَا عُيُونًا ، وَالْعَيْنُ هُنَا بِمَعْنَى الْعُيُونِ كَمَا فِي قَوْلِهِ : عَلِمَتْ نَفْسٌ [ التَّكْوِيرِ : 14 ] وَمَعْنَى جَارِيَةٍ أَنَّهَا تَجْرِي مِيَاهُهَا وَتَتَدَفَّقُ بِأَنْوَاعِ الْأَشْرِبَةِ الْمُسْتَلَذَّةِ .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : لَا أَدْرِي بِمَاءٍ أَوْ بِغَيْرِهِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ أَيْ عَالِيَةٌ مُرْتَفِعَةُ السُّمْكِ ، أَوْ عَالِيَةُ الْقَدْرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=14وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْأَكْوَابَ جَمْعُ كُوبٍ ، وَأَنَّهُ الْقَدَحُ الَّذِي لَا عُرْوَةَ لَهُ ، وَمَعْنَى مَوْضُوعَةٌ : أَنَّهَا مَوْضُوعَةٌ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ يَشْرَبُونَ مِنْهَا .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ النَّمَارِقُ : الْوَسَائِدُ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : فِي قَوْلِ الْجَمِيعِ ، وَاحِدَتُهَا نُمْرُقَةٌ بِضَمِّ النُّونِ ، وَزَادَ
الْفَرَّاءُ سَمَاعًا عَنِ الْعَرَبِ نِمْرِقَةٌ بِكَسْرِهَا .
قَالَ
الْكَلْبِيُّ : وَسَائِدُ مَصْفُوفَةٌ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
وَإِنَّا لَنُجْرِي الْكَأْسَ بَيْنَ شَرُوبِنَا وَبَيْنَ أَبِي قَابُوسَ فَوْقَ النَّمَارِقِ
وَقَالَ الْآخَرُ :
كُهُولٌ وَشُبَّانٌ حِسَانٌ وُجُوهُهُمْ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَنَمَارِقِ
قَالَ فِي الصِّحَاحِ : النُّمْرُقُ وَالنِّمْرِقَةُ وِسَادَةٌ صَغِيرَةٌ ، وَكَذَلِكَ النِّمْرِقَةُ بِالْكَسْرِ لُغَةٌ حَكَاهَا
يَعْقُوبُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=16وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ يَعْنِي الْبُسُطَ ، وَاحِدُهَا زُرْبِيٌّ وَزُرْبِيَّةٌ .
قَالَ
أَبُو عُبَيْدَةَ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14888وَالْفَرَّاءُ :
الزَّرَابِيُّ : الطَّنَافِسُ الَّتِي لَهَا خَمْلٌ رَقِيقٌ ، وَاحِدُهَا زَرْبِيَّةٌ ، وَالْمَبْثُوثَةُ : الْمَبْسُوطَةُ قَالَهُ
قَتَادَةُ .
وَقَالَ
عِكْرِمَةُ : بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى : أَنَّهَا مُفَرَّقَةٌ فِي الْمَجَالِسِ .
وَبِهِ قَالَ
الْقُتَيْبِيُّ .
وَقَالَ
الْفَرَّاءُ : مَعْنَى مَبْثُوثَةٍ كَثِيرَةٌ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ مَعْنَى الْبَثِّ : التَّفَرُّقُ مَعَ كَثْرَةٍ ، وَمِنْهُ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ [ الْبَقَرَةِ : 164 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ الِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، وَالْفَاءُ لِلْعَطْفِ عَلَى مُقَدَّرٍ كَمَا فِي نَظَائِرِهِ مِمَّا مَرَّ غَيْرَ مَرَّةٍ ، وَالْجُمْلَةُ مَسُوقَةٌ لِتَقْرِيرِ أَمْرِ الْبَعْثِ وَالِاسْتِدْلَالِ عَلَيْهِ ، وَكَذَا مَا بَعْدَهَا ، وَكَيْفَ مَنْصُوبَةٌ بِمَا بَعْدَهَا ، وَالْجُمْلَةُ فِي مَحَلِّ جَرٍّ عَلَى أَنَّهَا بَدَلُ اشْتِمَالٍ مِنَ الْإِبِلِ ، وَالْمَعْنَى : أَيُنْكِرُونَ أَمْرَ الْبَعْثِ وَيَسْتَبْعِدُونَ وُقُوعَهُ ،
nindex.php?page=treesubj&link=19790أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ الَّتِي هِيَ غَالِبُ مَوَاشِيهِمْ وَأَكْبَرُ مَا يُشَاهِدُونَهُ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17كَيْفَ خُلِقَتْ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَلْقِ الْبَدِيعِ مِنْ عِظَمِ جُثَّتِهَا وَمَزِيدِ قُوَّتِهَا وَبَدِيعِ أَوْصَافِهَا .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ : إِنَّمَا خَصَّ الْإِبِلَ لِأَنَّهَا مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ تَبْرَكُ فَتُحْمَلُ عَلَيْهَا الْحُمُولَةُ ، وَغَيْرُهَا مِنْ ذَوَاتِ الْأَرْبَعِ لَا يُحْمَلُ عَلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ قَائِمٌ : قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : نَبَّهَهُمْ عَلَى عَظِيمٍ مِنْ خَلْقِهِ قَدْ ذَلَّلَهُ لِلصَّغِيرِ يَقُودُهُ وَيُنِيخُهُ وَيُنْهِضُهُ وَيَحْمِلُ عَلَيْهِ الثَّقِيلَ مِنَ الْحِمْلِ وَهُوَ بَارِكٌ ، فَيَنْهَضُ بِثِقَلِ حِمْلِهِ ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْحَوَامِلِ غَيْرِهِ ، فَأَرَاهُمْ عَظِيمًا مِنْ خَلْقِهِ لِيَدُلَّ بِذَلِكَ عَلَى تَوْحِيدِهِ .
وَسُئِلَ
الْحَسَنُ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ ، وَقِيلَ لَهُ الْفِيلُ أَعْظَمُ فِي الْأُعْجُوبَةِ ، فَقَالَ : أَمَّا الْفِيلُ فَالْعَرَبُ بَعِيدَةُ الْعَهْدِ بِهِ ، ثُمَّ هُوَ
[ ص: 1616 ] خِنْزِيرٌ لَا يُرْكَبُ ظَهْرُهُ وَلَا يُؤْكَلُ لَحْمُهُ وَلَا يُحْلَبُ دَرُّهُ ، وَالْإِبِلُ مِنْ أَعَزِّ مَالِ الْعَرَبِ وَأَنْفَسِهِ ، تَأْكُلُ النَّوَى وَالْقَتَّ وَتُخْرِجُ اللَّبَنَ وَيَأْخُذُ الصَّبِيُّ بِزِمَامِهَا فَيَذْهَبُ بِهَا حَيْثُ شَاءَ مَعَ عِظَمِهَا فِي نَفْسِهَا .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15153الْمُبَرِّدُ : الْإِبِلُ هُنَا هِيَ الْقِطَعُ الْعَظِيمَةُ مِنَ السَّحَابِ ، وَهُوَ خِلَافُ مَا ذَكَرَهُ أَهْلُ التَّفْسِيرِ وَاللُّغَةِ .
وَرُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=13721الْأَصْمَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ : مَنْ قَرَأَ خُلِقَتْ بِالتَّخْفِيفِ عَنَى بِهِ الْبَعِيرَ ، وَمَنْ قَرَأَ بِالتَّشْدِيدِ عَنَى بِهِ السَّحَابَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ أَيْ رُفِعَتْ فَوْقَ الْأَرْضِ بِلَا عَمَدٍ عَلَى وَجْهٍ لَا يَنَالُهُ الْفَهْمُ وَلَا يُدْرِكُهُ الْعَقْلُ ، وَقِيلَ رُفِعَتْ فَلَا يَنَالُهَا شَيْءٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ عَلَى الْأَرْضِ مُرْسَاةً رَاسِخَةً لَا تَمِيدُ وَلَا تَمِيلُ وَلَا تَزُولُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ أَيْ بُسِطَتْ ، وَالسَّطْحُ بَسْطُ الشَّيْءِ ، يُقَالُ لِظَهْرِ الْبَيْتِ إِذَا كَانَ مُسْتَوِيًا : سَطْحٌ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ سُطِحَتْ مَبْنِيًّا لِلْمَفْعُولِ مُخَفَّفًا .
وَقَرَأَ
الْحَسَنُ : بِالتَّشْدِيدِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=8عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
وَابْنُ السَّمَيْفَعِ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ : " خَلَقْتُ وَرَفَعْتُ وَنَصَبْتُ وَسَطَحْتُ " عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ وَضَمِّ التَّاءِ فِيهَا كُلِّهَا .
ثُمَّ أَمَرَ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالتَّذْكِيرِ فَقَالَ : فَذَكِّرْ وَالْفَاءُ لِتَرْتِيبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا : أَيْ فَعِظْهُمْ يَا
مُحَمَّدُ وَخَوِّفْهُمْ ثُمَّ عَلَّلَ الْأَمْرَ بِالتَّذْكِيرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=21إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ أَيْ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا ذَلِكَ .
وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ الْمُصَيْطِرُ وَالْمُسَيْطِرُ بِالسِّينِ وَالصَّادِ : الْمُسَلَّطُ عَلَى الشَّيْءِ لِيُشْرِفَ عَلَيْهِ وَيَتَعَهَّدَ أَحْوَالَهُ كَذَا فِي الصِّحَاحِ أَيْ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ حَتَّى تُكْرِهَهُمْ عَلَى الْإِيمَانِ ، وَهَذَا مَنْسُوخٌ بِآيَةِ السَّيْفِ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ بِمُصَيْطِرٍ بِالصَّادِ ، وَقَرَأَ
هِشَامٌ وَقُنْبُلٌ فِي رِوَايَةٍ بِالسِّينِ .
وَقَرَأَ خَلَفٌ بِإِشْمَامِ الصَّادِ زَايًا .
وَقَرَأَ
هَارُونُ الْأَعْوَرُ بِفَتْحِ الطَّاءِ اسْمَ مَفْعُولٍ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=23إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ هَذَا اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ : أَيْ لَكِنْ مَنْ تَوَلَّى عَنِ الْوَعْظِ وَالتَّذْكِيرِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=24فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ وَهُوَ عَذَابُ جَهَنَّمَ الدَّائِمُ ، وَقِيلَ هُوَ اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ مِنْ قَوْلِهِ فَذَكِّرْ أَيْ فَذَكِّرْ كُلَّ أَحَدٍ إِلَّا مَنِ انْقَطَعَ طَمَعُكَ عَنْ إِيمَانِهِ وَتَوَلَّى فَاسْتَحَقَّ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ ، وَالْأَوَّلُ أَوْلَى .
وَإِنَّمَا قَالَ الْأَكْبَرُ لِأَنَّهُمْ قَدْ عُذِّبُوا فِي الدُّنْيَا بِالْجُوعِ وَالْقَحْطِ وَالْقَتْلِ وَالْأَسْرِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ " فَإِنَّهُ يُعَذِّبُهُ اللَّهُ " وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
وَقَتَادَةُ " أَلَا مَنْ تَوَلَّى " عَلَى أَنَّهَا أَلَا الَّتِي لِلتَّنْبِيهِ وَالِاسْتِفْتَاحِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=25إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ أَيْ رُجُوعَهُمْ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يُقَالُ آبَ يَؤُوبُ : إِذَا رَجَعَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
عَبِيدِ بْنِ الْأَبْرَصِ :
وَكُلُّ ذِي غَيْبَةٍ يَئُوبُ وَغَائِبُ الْمَوْتِ لَا يَؤُوبُ
قَرَأَ الْجُمْهُورُ إِيَابَهُمْ بِالتَّخْفِيفِ ، وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَشَيْبَةُ بِالتَّشْدِيدِ .
قَالَ
أَبُو حَاتِمٍ : لَا يَجُوزُ التَّشْدِيدُ وَلَوْ جَازَ لَجَازَ مِثْلُهُ فِي الصِّيَامِ وَالْقِيَامِ ، وَقِيلَ هُمَا لُغَتَانِ بِمَعْنًى .
قَالَ
الْوَاحِدِيُّ : وَأَمَّا إِيَابُهُمْ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ فَإِنَّهُ شَاذٌّ لَمْ يُجِزْهُ أَحَدٌ غَيْرُ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=26ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ يَعْنِي جَزَاءَهُمْ بَعْدَ رُجُوعِهِمْ إِلَى اللَّهِ بِالْبَعْثِ ، وَثُمَّ لِلتَّرَاخِي فِي الرُّتْبَةِ لِبُعْدِ مَنْزِلَةِ الْحِسَابِ فِي الشِّدَّةِ عَنْ مَنْزِلَةِ الْإِيَابِ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : الْغَاشِيَةُ مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=1هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ قَالَ : السَّاعَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ قَالَ : تَعْمَلُ وَتَنْصَبُ فِي النَّارِ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ قَالَ : هِيَ الَّتِي قَدْ طَالَ أَيْنُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ قَالَ : الشِّبْرِقُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=2وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ قَالَ : يَعْنِي
الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى تَخْشَعُ وَلَا يَنْفَعُهَا عَمَلُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ قَالَ : قَدْ أَنَى غَلَيَانُهَا .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=4تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً قَالَ : حَارَّةٌ ،
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=5تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ قَالَ : انْتَهَى حَرُّهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ يَقُولُ : مِنْ شَجَرٍ مِنْ نَارٍ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=6إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ قَالَ : الشِّبْرِقُ الْيَابِسُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=11لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً يَقُولُ : لَا تَسْمَعُ أَذًى وَلَا بَاطِلًا . وَفِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=13فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ قَالَ : بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15وَنَمَارِقُ قَالَ : مَجَالِسُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=15وَنَمَارِقُ قَالَ : الْمَرَافِقُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ قَالَ : جَبَّارٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=23إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ قَالَ : حِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ .
وَأَخْرَجَ
أَبُو دَاوُدَ فِي نَاسِخِهِ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=22لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ثُمَّ نَسَخَ ذَلِكَ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ [ التَّوْبَةِ : 5 ] وَأَخْرَجَ
ابْنُ الْمُنْذِرِ عَنْهُ أَيْضًا
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=25إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ قَالَ : مَرْجِعُهُمْ .