nindex.php?page=treesubj&link=19860_19863_28328_30415_32232_32233_32238_34225_34226_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155وهذا كتاب أنـزلناه مبارك فاتبعوه
الإشارة إلى القرآن لأنه حاضر مهيأ كامل، وهو مبارك لأنه يشمل الخير والحق والفضل، وفيه مصالح الناس في معاشهم، وفيه الشريعة الإنسانية الكاملة ما ترك صغيرة ولا كبيرة من أمر الدين إلا بينها وفصلها تفصيلا، ففيه ما يطهر الروح والجسم، وفيه ما يطهر الجماعة وينميها، وفيه ما يجمع الناس على الود والرحمة، وفيه ما يحقق العدالة والميزان في هذا الوجود، فهو مبارك، وإنه لمستمر لكل من يتلقاه مهتديا بهدى الله تعالى، فهو حبل الله تعالى إلى يومه فهو مبارك في كل نواحيه. وهذا كقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وهذا كتاب أنـزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون
وإذا كان الكتاب له هذه البركة وهذه الهداية فإن اتباعه يكون واجبا ولازما لمصلحتهم، فإن فيه النفع العميم; ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155فاتبعوه (الفاء) تفصح عن شرط مقدر وجوابه الأمر: (اتبعوه)، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155فاتبعوه كان لرجاء الخير منه، وقوله بعد ذلك:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155واتقوا كانت للوقاية من العذاب، فالاتباع لرجاء النفع، والاتقاء لتجنب ما يترتب على المخالفة من عقاب بعد الحساب، فالأمران فيهما ترغيب في الخير بالاتباع، وترهيب باتقاء نار جهنم عند الاختلاف والمعاندة، وختم الله تعالى الآية بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155لعلكم ترحمون [ ص: 2747 ] أي: إذا اجتمع اتباع القرآن والأخذ بهدايته وشريعته، وكانت التقوى في قلوبكم، فإن الرحمة ترجى لكم؛ ولذا قال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155لعلكم ترحمون أي: رجاء أن تكون رحمة الله تعالى تعمكم، ورحمة الله وسعت كل شيء والرجاء من العبيد، لا من الله، ويصح أن نقول: إن الآية فيها بيان أن الرحمة هي الغاية المرجوة للاتباع والتقوى.
وهنا يجب أن نلاحظ أن القرآن الكريم يذكر دائما شريعة
موسى عليه السلام، وذلك لأن
موسى أنزل عليه الكتاب وهو التوراة فيه بيان كل شيء وفيه ما كان عقابا لبني إسرائيل، ولذلك عندما سمع نفر من الجن قالوا كما أخبر القرآن الكريم:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنـزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيمnindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم
nindex.php?page=treesubj&link=19860_19863_28328_30415_32232_32233_32238_34225_34226_28977nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155وَهَذَا كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ
الْإِشَارَةُ إِلَى الْقُرْآنِ لِأَنَّهُ حَاضِرٌ مُهَيَّأٌ كَامِلٌ، وَهُوَ مُبَارَكٌ لِأَنَّهُ يَشْمَلُ الْخَيْرَ وَالْحَقَّ وَالْفَضْلَ، وَفِيهِ مَصَالِحُ النَّاسِ فِي مَعَاشِهِمْ، وَفِيهِ الشَّرِيعَةُ الْإِنْسَانِيَّةُ الْكَامِلَةُ مَا تَرَكَ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً مِنْ أَمْرِ الدِّينِ إِلَّا بَيَّنَهَا وَفَصَّلَهَا تَفْصِيلًا، فَفِيهِ مَا يُطَهِّرُ الرُّوحَ وَالْجِسْمَ، وَفِيهِ مَا يُطَهِّرُ الْجَمَاعَةَ وَيُنَمِّيهَا، وَفِيهِ مَا يَجْمَعُ النَّاسَ عَلَى الْوِدِّ وَالرَّحْمَةِ، وَفِيهِ مَا يُحَقِّقُ الْعَدَالَةَ وَالْمِيزَانَ فِي هَذَا الْوُجُودِ، فَهُوَ مُبَارَكٌ، وَإِنَّهُ لَمُسْتَمِرٌّ لِكُلِّ مَنْ يَتَلَقَّاهُ مُهْتَدِيًا بِهُدَى اللَّهِ تَعَالَى، فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى يَوْمِهِ فَهُوَ مُبَارَكٌ فِي كُلِّ نَوَاحِيهِ. وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=92وَهَذَا كِتَابٌ أَنْـزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ
وَإِذَا كَانَ الْكِتَابِ لَهُ هَذِهِ الْبَرَكَةُ وَهَذِهِ الْهِدَايَةُ فَإِنَّ اتِّبَاعَهُ يَكُونُ وَاجِبًا وَلَازِمًا لِمَصْلَحَتِهِمْ، فَإِنَّ فِيهِ النَّفْعَ الْعَمِيمَ; وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155فَاتَّبِعُوهُ (الْفَاءُ) تُفْصِحُ عَنْ شَرْطٍ مُقَدَّرٍ وَجَوَابُهُ الْأَمْرُ: (اتَّبِعُوهُ)، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155فَاتَّبِعُوهُ كَانَ لِرَجَاءِ الْخَيْرِ مِنْهُ، وَقَوْلُهُ بَعْدَ ذَلِكَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155وَاتَّقُوا كَانَتْ لِلْوِقَايَةِ مِنَ الْعَذَابِ، فَالِاتِّبَاعُ لِرَجَاءِ النَّفْعِ، وَالِاتِّقَاءُ لِتَجَنُّبِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الْمُخَالَفَةِ مِنْ عِقَابٍ بَعْدَ الْحِسَابِ، فَالْأَمْرَانِ فِيهِمَا تَرْغِيبٌ فِي الْخَيْرِ بِالِاتِّبَاعِ، وَتَرْهِيبٌ بِاتِّقَاءِ نَارِ جَهَنَّمَ عِنْدَ الِاخْتِلَافِ وَالْمُعَانَدَةِ، وَخَتَمَ اللَّهُ تَعَالَى الْآيَةَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [ ص: 2747 ] أَيْ: إِذَا اجْتَمَعَ اتِّبَاعُ الْقُرْآنِ وَالْأَخْذُ بِهِدَايَتِهِ وَشَرِيعَتِهِ، وَكَانَتِ التَّقْوَى فِي قُلُوبِكُمْ، فَإِنَّ الرَّحْمَةَ تُرْجَى لَكُمْ؛ وَلِذَا قَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=155لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَيْ: رَجَاءَ أَنْ تَكُونَ رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى تَعُمُّكُمْ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَالرَّجَاءُ مِنَ الْعَبِيدِ، لَا مِنَ اللَّهِ، وَيَصِحُّ أَنْ نَقُولَ: إِنَّ الْآيَةَ فِيهَا بَيَانُ أَنَّ الرَّحْمَةَ هِيَ الْغَايَةُ الْمَرْجُوَّةُ لِلِاتِّبَاعِ وَالتَّقْوَى.
وَهُنَا يَجِبُ أَنْ نُلَاحِظَ أَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ يَذْكُرُ دَائِمًا شَرِيعَةَ
مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَذَلِكَ لِأَنَّ
مُوسَى أُنْزِلَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ وَهُوَ التَّوْرَاةُ فِيهِ بَيَانُ كُلِّ شَيْءٍ وَفِيهِ مَا كَانَ عِقَابًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَلِذَلِكَ عِنْدَمَا سَمِعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ قَالُوا كَمَا أَخْبَرَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=30قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْـزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍnindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=31يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ