الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: ربنا وابعث فيهم يعني في هذه الأمة رسولا منهم يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، وقيل في قراءة أبي بن كعب: ربنا وابعث في آخرهم رسولا منهم وقد روى خالد بن معدان: أن نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: [ ص: 192 ]

                                                                                                                                                                                                                                        يا رسول الله أخبرنا عن نفسك، قال: (نعم، أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى)
                                                                                                                                                                                                                                        . يتلو عليهم آياتك فيه تأويلان: أحدهما: يقرأ عليهم حجتك. والثاني: يبين لهم دينك. ويعلمهم الكتاب يعني القرآن. والحكمة فيها تأويلان: أحدهما: أنها السنة، وهو قول قتادة. والثاني: أنها المعرفة بالدين، والفقه فيه، والاتباع له، وهو قول ابن زيد. ويزكيهم فيه تأويلان: أحدهما: معناه يطهرهم من الشرك بالله وعبادة الأوثان. والثاني: يزكيهم بدينه إذا اتبعوه فيكونون به عند الله أزكياء.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية