الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ( الثاني ) قال في كتاب الحج الأول من المدونة فيمن ودع وخرج من مكة إلى ذي طوى فأقام بها يومه وليلته : فلا يرجع للوداع ويتم الصلاة بذي طوى ما داموا فيها ; لأنها من مكة انتهى . ونحوه في " رسم صلى نهارا " من سماع ابن القاسم من كتاب الصلاة ونصه : وسئل عن القوم يبرزون من مكة إلى ذي طوى يريدون المسير أيقصرون ؟ قال : لا أرى ذلك ، ولكن أرى لهم أن يتموا ابن رشد مثل هذا في كتاب الحج الثالث من المدونة وزاد : لأن ذا طوى عندي من مكة فذكر العلة في ذلك انتهى . وعزا ابن عرفة هذه المسألة للحج الثالث من المدونة كما فعل ابن راشد ، وإنما هي في الحج الأول كما تقدم ، وقوله : إنه يتم بذي طوى يظهر أنه مخالف لقولهم يقصر إذا جاوز البلد وبيوته وبساتينه ; لأن ذا طوى منفصل عن بيوت مكة بمسافة كثيرة يمكن أن يقال إنما حكم بالإتمام لمن كان بذي طوى ; لأن الشارع جعل من كان مقيما بها من حاضري المسجد الحرام ، ولذلك جعلها بمنزلة مكة وكأنهما بمنزلة البلد الواحد انتهى .

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية