الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولما كان أكبر الكبائر بعد الشرك القتل تلاه بالتذكير بما أخذ عليهم فيه من العهد ، وقرن به الإخراج من الديار لأن المال عديل الروح والمنزل أعظم المال وهو للجسد كالجسد للروح ، فقال : وإذ أخذنا ميثاقكم [ ص: 9 ] يا بني إسرائيل لا تسفكون دماءكم أي : لا يسفك بعضكم دماء بعض ، ولا تخرجون أنفسكم بإخراج بعضكم لبعض ; لأن المتواصلين بنسب أو دين كالنفس الواحدة ، من دياركم قال الحرالي : وأصلها ما أدارته العرب من البيوت كالحلقة استحفاظا لما تحويه من أموالها . انتهى .

                                                                                                                                                                                                                                      ولما كانوا قد نكصوا عند حقوق الأمر فلم يقبلوا ما أتاهم من الخير حتى خافوا الدمار بسقوط الطور عليهم أشار إلى ذلك بقوله : ثم أقررتم أي : بذلك كله بعد لي وتوقف ، والإقرار إظهار الالتزام بما خفي أمره ، قاله الحرالي . وأنتم تشهدون بلزومه وتعاينون تلك الآيات الكبار الملجئة لكم إلى ذلك ، وقد مضى مما يصدق هذا [ ص: 10 ] عن التوراة آنفا ما فيه كفاية للموفق ، وسيأتي في المائدة بقيته إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية