الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 98 ] 3336 - (خت د ت ق ) : عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني ، مولاهم ، أبو صالح المصري كاتب الليث بن سعد ، كان يذكر أنه رأى زبان بن فائد ، وعمرو بن الحارث .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن أعين المصري ، وإبراهيم بن سعد الزهري ، وإسماعيل بن عياش الحمصي ، وبشر بن السري ( ر ) ، وبكر بن مضر ، وحرملة بن عمران التجيبي ( بخ ) ، وداود بن الزبرقان ، ورشدين بن سعد ، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي ، الدمشقي ، وسليمان بن هرم القرشي الهاشمي المدني ، وعبد الله بن كليب المرادي ، وعبد الله بن لهيعة ( ق ) ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الحميد بن بهرام ، [ ص: 99 ] وأبي شريح عبد الرحمن بن شريح ( بخ ) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ( خت ) ، وعطاء بن خالد المخزومي ، وعمرو بن هاشم البيروتي ، وفرج بن فضالة ، والفضل بن زياد السكسكي ، وقباث بن رزين اللخمي ، وكثير بن سليم ، والليث بن سعد ( خت د ت ق ) ، ومعاوية بن صالح الحضرمي ( بخ ت فق ) ، ومفضل بن فضالة ، وموسى بن علي بن رباح اللخمي ( بخ ) ، ونافع بن يزيد ، وهشيم بن بشير ، والهقل بن زياد ، ويحيى بن أيوب المصري ( ق ) ، وأبي زهير يحيى بن عطارد بن مصعب ، وأبي هزان يزيد بن سمرة المذحجي الرهاوي ، ويعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني .

                                                                          استشهد به البخاري في " الصحيح " ، وقيل : إنه روى عنه في " الصحيح " أيضا كما يأتي في الترجمة التي بعد هذه . وروى عنه في كتاب " القراءة خلف الإمام " ، وغيره .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن الحسين بن ديزيل الهمذاني وإبراهيم بن سليمان البرلسي ، وإبراهيم بن الهيثم البلدي ، وإبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري ( فق ) ، وأحمد بن ثابت الرازي ، وأحمد بن الحسن الترمذي ، وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وأحمد بن نصر النيسابوري ، وأحمد بن يزيد الحلواني الصفار المقرئ ، وإسماعيل بن عبد الله الأصبهاني سمويه ، وإلياس بن جعفر المصري ، وبكر بن سهل الدمياطي ، وبكر بن الهيثم الأهوازي ، وجعفر بن أحمد بن علي بن بيان الماسح ، وجعفر بن محمد بن حماد القلانسي الرملي ، والحسن بن سليمان الفزاري الحافظ قبيطة ، والحسن بن شجاع البلخي ، والحسن بن [ ص: 100 ] علي الخلال ( ق ) ، وحميد بن زنجويه ، وخشيش بن أصرم ، والربيع بن سليمان المرادي ، ورجاء بن مرجى الحافظ ، وسهل بن زنجلة الرازي ، وسهل بن سوادة ، وعبد الله بن حماد الآملي ، وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي ( ت ) ، وعبد الله بن وهب - وهو من شيوخه - وعبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي ، وعبد العزيز بن عمران بن أيوب بن مقلاص المصري ، وعبد الملك بن حبيب الفقيه المالكي ، وعبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي ، وعثمان بن معبد بن نوح المقرئ ، وعلي بن إبراهيم ، وعلي بن داود القنطري ( ق ) ، وعلي بن عبد الرحمن بن المغيرة المخزومي علان ، وعلي بن عثمان .النفيلي ، وعمارة بن وثيمة بن موسى بن الفرات المصري ، وعمر بن الخطاب السجستاني ، والفضل بن محمد الشعراني ، وفهد بن سليمان النحاس ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، وشيخه الليث بن سعد ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ( فق ) ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ، ومحمد بن الحارث العسكري ، ومحمد بن أبي الحسين السمناني ( ق ) ، وأبو قرة محمد بن حميد الرعيني ، ومحمد بن خزيمة البصري ، ومحمد بن سهل بن عسكر التميمي ، ومحمد بن عبد الملك بن زنجويه ، وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين ، وأبو الحسن محمد بن عثمان بن سعيد المصري المعروف بابن أبي السوار - وهو آخر من روى عنه - ومحمد بن عمرو بن نافع المعدل ، ومحمد بن مسلم بن وارة الرازي ، ومحمد بن يحيى الذهلي ( د ق ) ، والمرار بن حمويه الهمذاني ، ومطلب بن شعيب الأزدي ، ومكتوم بن العباس المروزي ( ت ) ، وميمون بن الأصبغ النصيبي [ ص: 101 ] ونوح بن حبيب القومسي ، وهارون بن كامل المصري ، وهشام بن يونس القصار ، والوليد بن العباس بن مسافر الخولاني ، ويحيى بن حاتم ، ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي ، ويحيى بن معين ، ويعقوب بن سفيان الفارسي ، وأبو يزيد يوسف بن يزيد القراطيسي .

                                                                          قال أبو حاتم الرازي : سمعت أبا الأسود النضر بن عبد الجبار وسعيد بن عفير يثنيان على كاتب الليث .

                                                                          وقال أيضا : سمعت عبد الملك بن شعيب بن الليث ، يقول : أبو صالح ، ثقة مأمون ، قد سمع من جدي حديثه ، وكان يحدث بحضرة أبي ، وأبي يحضه على التحديث .

                                                                          وقال عبد العزيز بن عمران بن مقلاص المصري : كنا نحضر شعيب بن الليث وأبو صالح يعرض عليه حديث الليث ، فإذا فرغنا ، قلنا : يا أبا صالح ، نحدث بهذا عنك ؟ فيقول : نعم .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي عنه ، فقال : كان أول أمره متماسكا ثم فسد بأخرة ، وليس هو بشيء ، قال : وسمعت أبي ذكره يوما فذمه وكرهه ، وقال إنه روى عن الليث ، عن [ ص: 102 ] ابن أبي ذئب كتابا أو أحاديث ، وأنكر أن يكون الليث سمع من ابن أبي ذئب شيئا .

                                                                          وقال أحمد بن صالح المصري : لا أعلم أحدا روى عن الليث ، عن ابن أبي ذئب إلا أبو صالح ، وذكر أن أبا صالح أخرج درجا قد ذهب أعلاه ولم يدر حديث من هو ، فقيل له : حديث ابن أبي ذئب ، فروى عن الليث ، عن ابن أبي ذئب .

                                                                          وقال أبو حاتم : سمعت يحيى بن معين ، يقول : أقل أحوال أبي صالح كاتب الليث أنه قرأ هذه الكتب على الليث فأجازها له ، ويمكن أن يكون ابن أبي ذئب كتب إليه بهذا الدرج - يعني إلى الليث - .

                                                                          وقال علي ابن المديني : ضربت على حديث عبد الله بن صالح وما أروي عنه شيئا .

                                                                          وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي : سألت أبا علي صالح بن محمد ، عن أبي صالح كاتب الليث ، فقال : كان يحيى بن معين يوثقه ، وعندي كان يكذب في الحديث .

                                                                          [ ص: 103 ] وقال أبو حفص بن شاهين : في كتاب جدي ، عن ابن رشدين - يعني أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد - ، قال : سمعت أحمد بن صالح ، يقول في عبد الله بن صالح : متهم ليس بشيء ، وقال فيه قولا شديدا .

                                                                          وقال النسائي : ليس بثقة .

                                                                          وقال سعيد بن منصور : قلت لأبي صالح : سمعت من الليث ؟ قال : لم أسمع من الليث إلا كتاب يحيى بن سعيد .

                                                                          وقال أبو عثمان سعيد بن عمرو البرذعي : قلت لأبي زرعة : أبو صالح كاتب الليث ؟ فضحك وقال : ذاك رجل حسن الحديث . قلت : أحمد يحمل عليه في كتاب ابن أبي ذئب ، وحكاية سعيد بن منصور قد عرفتها ؟ قال : نعم ، وشيء آخر ، سمعت عبد العزيز بن عمران ، يقول : قرأ علينا كتاب عقيل فإذا في أوله حدثني أبي عن جدي ، عن عقيل ، فإذا هو كتاب عبد الملك بن شعيب بن الليث قلت : فأي شيء حاله في يحيى بن أيوب ، ومعاوية بن صالح ، والمشيخة ؟ قال : كان يكتب لليث ، فالله أعلم .

                                                                          [ ص: 104 ] وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم : سمعت أبي ما لا أحصي ، وقد قيل له : إن يحيى بن عبد الله بن بكير ، يقول في أبي صالح كاتب الليث شيئا . فقال : قل له : هل جئنا الليث قط إلا وأبو صالح عنده ؟ فرجل كان يخرج معه في الأسفار وإلى الريف ، وهو كاتبه ، فينكر على هذا أن يكون عنده ما ليس عند غيره ؟ ! .

                                                                          وقال إسماعيل بن عبد الله سمويه ، عن عبد الله بن صالح : صحبت الليث عشرين سنة لا نتغدى ولا نتعشى إلا مع الناس .

                                                                          وقال النسائي : يحيى بن بكير أحب إلينا من أبي صالح ، وسعيد بن عفير أحب إلينا من يحيى بن بكير ، وسعيد بن أبي مريم أحب إلينا من سعيد بن عفير .

                                                                          قال النسائي : ولقد حدث أبو صالح ، عن نافع بن يزيد ، عن زهرة بن معبد ، عن سعيد بن المسيب ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " إن الله اختار أصحابي على جميع العالمين " ، حديث بطوله موضوع .

                                                                          وقال البردعي أيضا : قلت لأبي زرعة : رأيت بمصر نحوا من مائة حديث عن عثمان بن صالح ، عن ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار وعطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم منهما : " لا تكرم أخاك بما يشق عليه " ، فقال : لم يكن عثمان عندي ممن يكذب ولكن كان يسمع الحديث مع خالد بن نجيح ، وكان خالد إذا سمعوا من [ ص: 105 ] الشيخ ، أملى عليهم ما لم يسمعوا فبلوا به ، وبلي هو أبو صالح أيضا في حديث زهرة بن معبد عن سعيد بن المسيب ، عن جابر ، ليس له أصل ، وإنما هو من خالد بن نجيح .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، عن أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن الجرجاني الوراق ، عن أبي الحسن أحمد بن الحسن القاضي : سمعت أحمد بن محمد بن سليمان التستري ، يقول : سألت أبا زرعة الرازي عن حديث زهرة بن معبد ، عن سعيد بن المسيب ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في " الفضائل " فقال : هذا حديث باطل ، كان خالد بن نجيح المصري وضعه ودلسه في كتاب الليث ، وكان خالد بن نجيح هذا يضع في كتب الشيوخ ما لم يسمعوا ويدلس لهم ، وله غير هذا . قلت لأبي زرعة : فمن رواه عن ابن أبي مريم ؟ قال : هذا كذاب . قال التستري : وقد كان محمد بن الحارث العسكري حدثني به عن كاتب الليث وابن أبي مريم .

                                                                          قال الحاكم أبو عبد الله : فأقول رضي الله عن أبي زرعة لقد شفى في علة هذا الحديث وبين ما خفي علينا ، فكل ما أتي أبو صالح كان من أجل هذا الحديث ، فإذا وضعه غيره وكتبه في كتاب الليث ، كان المذنب فيه غير أبي صالح .

                                                                          وقال أبو حاتم : الأحاديث التي أخرجها أبو صالح في آخر عمره فأنكروها عليه ، أرى أن هذا مما افتعل خالد بن نجيح ، وكان أبو صالح [ ص: 106 ] يصحبه . وكان أبو صالح سليم الناحية ، وكان خالد بن نجيح يفتعل الكذب ويضعه في كتب الناس ، ولم يكن وزن أبي صالح وزن الكذب ، كان رجلا صالحا .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه ، فقال : لم يكن عندي ممن يتعمد الكذب ، وكان حسن الحديث .

                                                                          وقال أبو إبراهيم القطان : سمعت محمد بن يحيى ، يقول : حكم الله بيني وبين أبي صالح شغلني حسن حديثه عن الاستكثار من سعيد بن عفير .

                                                                          وقال الفضل بن محمد الشعراني : ما رأيت عبد الله بن صالح إلا وهو يحدث أو يسبح .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : وأما حديث شهر فإن أبا صالح ، الرجل الصالح ، عبد الله بن صالح حدثنا ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، فذكر عنه حديثا .

                                                                          [ ص: 107 ] وقال أبو أحمد بن عدي : ولعبد الله بن صالح روايات كثيرة ، عن صاحبه الليث بن سعد ، وعنده عن معاوية بن صالح نسخة كبيرة ، ويروي عن يحيى بن أيوب صدرا صالحا ، ويروي عن ابن لهيعة أخبارا كثيرة ، ومن نزول رجاله عبد الله بن وهب ، وهو عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه في أسانيده ومتونه غلط ، ولا يتعمد الكذب ، وقد روى عنه يحيى بن معين كما ذكرت .

                                                                          قال علي بن عبد الرحمن بن المغيرة : سمعت أبا صالح ، يقول : ولدت في سنة سبع وثلاثين ومائة ورأيت زبان بن فائد وعمرو بن الحارث .

                                                                          وقال أحمد بن منصور الرمادي ، عن أبي صالح : خرجنا مع الليث بن سعد إلى بغداد سنة إحدى وستين ومائة ، خرجنا في شوال ، وشهدنا الأضحى ببغداد .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : قالوا : كان مولده سنة سبع وثلاثين ومائة .

                                                                          ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله الحضرمي : مات سنة اثنين وعشرين ومائتين آخرها .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قال أبو صالح : مولدي سنة تسع وثلاثين ومائة .

                                                                          ومات سنة اثنتين وعشرين ومائتين أو بعدها بيسير .

                                                                          وقال خليفة بن خياط ، ويحيى بن معين : مات سنة ثلاث وعشرين ومائتين .

                                                                          [ ص: 108 ] وقال أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ابن البرقي : مات في المحرم يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين ومائتين .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : توفي يوم الأربعاء لتسع خلون من محرم سنة ثلاث وعشرين ومائتين ، ودفن يوم الخميس يوم عاشوراء . وكان مولده سنة سبع وثلاثين ومائة .

                                                                          [ ص: 109 ] وروى له أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية