الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 102 ] 3817 - (بخ د ت ق) : عبد الرحمن بن زياد بن أنعم بن منبه بن النمادة بن حيويل بن عمرو بن أسوط بن سعد بن ذي شعبين بن يعفر بن ضبع بن شعبان بن عمرو بن معاوية بن قيس الشعباني ، أبو أيوب ، ويقال : أبو خالد الأفريقي ، قاضيها ، عداده في أهل مصر .

                                                                          روى عن : بكر بن سوادة الجذامي (د ت) ، وخديج بن صومي ، [ ص: 103 ] وحيان بن أبي جبلة ، وأبي ليلى دخين بن عامر الحجري (عخ) ، وربيعة بن سيف المعافري ، وأبيه زياد بن أنعم الأفريقي (بخ) ، وزياد بن نعيم الحضرمي (د ت ق) ، وسعد بن مسعود الصدفي ، وعبادة بن نسي (ق) ، وعبد الله بن راشد ، مولى عثمان ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الحبلي (بخ د ت ق) ، وعبد الرحمن بن رافع التنوخي (بخ د ت ق) ، وعتبة بن حميد (ت) ، وعمارة بن راشد الكناني الليثي الدمشقي (بخ د) ، وعمارة بن غراب اليحصبي ، وعمران بن عبيد المعافري (د ق) ، وأبي عثمان مسلم بن يسار الطنبذي (ت) ، وموهب بن حي المعافري المصري ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبي عثمان صاحب أبي هريرة (ت) ، وأبي علقمة مولى بني هاشم ، وأبي غطيف الهذلي (د ت ق) .

                                                                          روى عنه : الأبيض بن الأغر ، وإسماعيل بن عياش (بخ ت) ، وبكر بن خنيس الكوفي (ق) ، وبكر بن عمرو المعافري ، والجارود بن يزيد النيسابوري ، وجعفر بن عون (ق) ، وأبو أسامة حماد بن أسامة (ق) ، وخالد بن حميد المهري ، ورشدين بن سعد (ت ق) ، وأبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي ، وسعد بن الصلت البجلي ، قاضي شيراز ، وسفيان الثوري (ت ق) ، وعبد الله بن إدريس ، وعبد الله بن عمر بن غانم الأفريقي (د) ، وعبد الله بن لهيعة (ق) ، وعبد الله بن المبارك (ت) ، وعبد الله بن وهب (د) ، وعبد الله بن يحيى البرلسي ، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ (بخ) ، وكناه أبا خالد ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي (ق) ، وعبد الرحيم بن سليمان ، وكناه أبا أيوب ، وعبدة بن سليمان (ق) ، وعثمان بن الحكم الجذامي ، [ ص: 104 ] وعيسى بن يونس (ق) ، والفرج بن فضالة (ق) ، وأبو معاوية محمد بن خازم الضرير ، ومحمد بن شعيب بن شابور ، ومحمد بن يزيد الواسطي (ت) ، ومروان بن معاوية الفزاري (بخ) ، ويحيى بن العلاء الرازي ، ويعلى بن عبيد الطنافسي (ت) .

                                                                          قال أبو عبد الرحمن المقرئ ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي : أنا أول مولود ولد في الإسلام ، بعد فتح أفريقية . يعني : بأفريقية .

                                                                          وقال عبد الله بن إدريس : قدم على أبي جعفر بالكوفة ، وولي القضاء لمروان بن محمد بن مروان على أفريقية .

                                                                          وقال أحمد بن صالح المصري : كان أسيرا في الروم ، فخلوا عنه ، لما رأوا منه . على أن يأخذ لهم شيئا عند الخليفة ، فلذلك أتى أبا جعفر .

                                                                          وقال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن يحدثان عن سفيان عنه .

                                                                          وقال عمرو بن علي : كان يحيى لا يحدث عنه ، وما سمعت عبد الرحمن بن مهدي ذكره قط ، إلا مرة .

                                                                          قال : حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن زياد الأفريقي ، وهو مليح الحديث ، ليس مثل غيره في الضعف .

                                                                          [ ص: 105 ] وقال محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، عن إسحاق بن راهويه : سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول : عبد الرحمن بن زياد ثقة .

                                                                          وقال علي ابن المديني : سألت يحيى بن سعيد عنه . فقال : سألت هشام بن عروة عنه ، فقال : دعنا منه ، حديثه حديث مشرقي .

                                                                          وقال في موضع آخر : سمعت يحيى يقول : حدثت هشام بن عروة عن الأفريقي . عن ابن عمر في الوضوء . فقال : هذا حديث مشرقي ، وضعف يحيى الأفريقي ، وقال : كتبت عنه كتابا بالكوفة ، يعني حديثه عن أبي غطيف ، عن ابن عمر : من توضأ على طهر كتبت له عشر حسنات .

                                                                          وقال محمد بن يزيد المستملي : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : أما الأفريقي ، فما ينبغي أن يروى عنه حديث .

                                                                          وقال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : ليس بشيء .

                                                                          وقال أحمد بن الحسن الترمذي وغيره ، عن أحمد بن حنبل : لا أكتب حديثه .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي ، عن أحمد بن حنبل : منكر الحديث ، [ ص: 106 ] وقد دخل على أبي جعفر ، فتكلم بكلام خشن ، فقال له وأحسن ووعظه .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة ، عن يحيى بن معين : ضعيف .

                                                                          زاد محمد عن يحيى : ويكتب حديثه ، وإنما أنكر عليه الأحاديث الغرائب التي يجيء بها .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس ، وهو ضعيف ، وهو أحب إلي من أبي بكر بن أبي مريم الغساني .

                                                                          وقال علي ابن المديني : كان أصحابنا يضعفونه ، وأنكر أصحابنا عليه أحاديث ، تفرد بها لا تعرف .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : غير محمود في الحديث . وكان صارما خشنا .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : ضعيف الحديث ، وهو ثقة صدوق ، رجل صالح ، وكان من الأمارين بالمعروف الناهين عن المنكر .

                                                                          [ ص: 107 ] وقال يعقوب بن سفيان : لا بأس به ، وفي حديثه ضعف .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن الأفريقي وابن لهيعة أيها أحب إليكما ؟ قالا : جميعا ضعيفين وأشبههما الأفريقي . بين الأفريقي وابن لهيعة كثير ، أما الأفريقي فإن أحاديثه التي تنكر عن شيوخ لا نعرفهم ، وعن أهل بلده فيحتمل أن يكون منهم ، ويحتمل أن لا يكون .

                                                                          وقال سعيد بن عمرو البرذعي : قلت يعني لأبي زرعة : يروى عن يحيى القطان أنه قال : الأفريقي ثقة ، ورجاله لا نعرفهم ، فقال لي أبو زرعة : حديثه عن هؤلاء لا ندري ، ولكنه حدث عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيب ، فيمن أتى بهيمة ، وهو منكر . قلت : فكيف محله عندك ؟ قال : يقارب يحيى بن عبيد الله ، ونحوه .

                                                                          وقال صالح بن محمد البغدادي : منكر الحديث ، ولكن كان رجلا صالحا .

                                                                          وقال أبو داود : قلت لأحمد بن صالح : يحتج بحديث الأفريقي ؟ قال : نعم ، قلت : صحيح الكتاب ؟ قال : نعم .

                                                                          وقال الترمذي : ضعيف عند أهل الحديث ، ضعفه يحيى [ ص: 108 ] القطان وغيره ، ورأيت محمد بن إسماعيل يقوي أمره ، ويقول : هو مقارب الحديث .

                                                                          وقال النسائي : ضعيف .

                                                                          وقال أبو بكر بن خزيمة : لا يحتج به .

                                                                          وقال ابن خراش : متروك .

                                                                          وقال زكريا بن يحيى الساجي : فيه ضعف ، وكان عبد الله بن وهب يطريه ، وكان أحمد بن صالح يقول : هو ثقة ، وينكر على من يتكلم فيه .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين بن سعد : قلت لأحمد بن صالح : حيي يجري عندك مجرى أبي هانئ في الثقة ؟ قال : نعم . قلت : فابن أنعم ؟ قال لي أحمد بن صالح : ابن أنعم أكبر من حيي عندي ، ورفع بابن أنعم في الثقة . فقلت لأحمد بن صالح : فمن يتكلم فيه عندك جاهل ؟ فقال أحمد بن صالح : من تكلم في ابن أنعم فليس بمقبول ، ابن أنعم من الثقات .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث ، وأروى الناس عنه عبد الله بن يزيد المقرئ ، وعامة حديثه لا يتابع عليه .

                                                                          أخبرنا يوسف بن يعقوب الشيباني ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي . قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرني الأزهري ، قال : أخبرنا [ ص: 109 ] أحمد بن إبراهيم قال : حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة ، قال : أخبرني أبو العباس المنصوري ، قال : أخبرنا محمد بن يوسف ، قال : أخبرنا محمد بن يزيد ، عن ابن إدريس ، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي .

                                                                          قال : أرسل إلي أبو جعفر المنصور ، فقدمت عليه ، فدخلت والربيع قائم على رأسه ، فاستدناني ثم قال : يا عبد الرحمن ، كيف ما مررت به من أعمالنا إلى أن وصلت إلينا ؟ ، قال : قلت : رأيت يا أمير المؤمنين أعمالا سيئة ، وظلما فاشيا ، وظننته لبعد البلاد منك ، فجعلت كلما دنوت منك ، كان أعظم للأمر ، قال : فنكس رأسه طويلا ، ثم رفعه إلي ، فقال : كيف لي بالرجال ؟ قلت : أفليس عمر بن عبد العزيز كان يقول : إن الوالي بمنزلة السوق ، يجلب إليها ما ينفق فيها ، فإن كان برا ، أتوه ببرهم ، وإن كان فاجرا أتوه بفجورهم . قال : فأطرق طويلا .

                                                                          فقال لي الربيع وأومأ إلي أن اخرج فخرجت ، وما عدت إليه . قال الهيثم بن عدي : مات أول سلطان أبي جعفر .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات في خلافة أبي جعفر .

                                                                          وقال البخاري : بلغني عن المقرئ ، أنه قال : مات سنة ست وخمسين ومائة .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : مات بأفريقية سنة ست وخمسين ومائة ، وكان أول مولود ، ولد بأفريقية في الإسلام .

                                                                          وقال المقرئ : جاز المائة .

                                                                          [ ص: 110 ] روى له البخاري في " الأدب " وفي " أفعال العباد " ، وأبو داود والترمذي ، وابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية