الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3555 - (ع) : عبد الله بن محيريز بن جنادة بن وهب بن [ ص: 107 ] لوذان بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، الجمحي، أبو محيريز المكي، من رهط أبي محذورة، وكان يتيما في حجره، نزل الشام، وسكن بيت المقدس .

                                                                          روى عن : أوس بن أوس الثقفي ، وثابت بن السمط (ق) ، وربيعة، ويقال : ابن ربيعة بن دراج ، وعبادة بن الصامت ، وعبد الله ابن السعدي (س) ، وفضالة بن عبيد الأنصاري ، ومعاوية بن أبي سفيان (د ق) ، وأبي جمعة الأنصاري ، وأبي سعيد الخدري (خ م د س) ، وأبي صرمة الأنصاري المازني (س) ، وأبي عبد الله الصنابحي (م ت) ، وأبي محذورة الجمحي المؤذن (م 4) ، والمخدجي (د س ق) ، رجل من بني مدلج، يقال : إنه أبو رفيع ، وأم الدرداء.

                                                                          [ ص: 108 ] روى عنه : إبراهيم بن أبي عبلة المقدسي ، وإسماعيل بن عبيد الله ابن أبي المهاجر ، وأسيد بن عبد الرحمن الخثعمي ، وبسر بن عبيد الله الحضرمي (س) ، وجبلة بن عطية ، وحرب بن قيس ، وحسان بن عطية ، وخالد بن دريك (مد) ، وخالد بن معدان (خد) ، والعباس بن نعيم ، وأبو بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص (س ق) ، وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي ، وعبد الله بن نعيم بن همام القيني ، وعبد ربه بن سليمان بن زيتون ، وابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن محيريز ، وعبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة (د س ق) ، وأبوه عبد الملك بن أبي محذورة (د) ، وأبو معاوية عبد الواحد بن موسى الفلسطيني ، وعثمان بن أبي سودة ، وعطاء بن أبي مسلم الخراساني ، وعقبة بن وساج ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (خ م) ، ومحمد بن يحيى بن حبان (ع) ، ومكحول الشامي (م 4) ، ويحيى بن حسان البكري الفلسطيني ، ويحيى بن أبي عمرو السيباني .

                                                                          قال أبو زرعة الدمشقي : قلت - يعني : لدحيم - فنجعله - يعني : خالد بن معدان - مع عبد الله بن محيريز طبقة؟ قال : ابن محيريز المقدم عليه كثيرا. كان الأوزاعي لا يذكر خمسة من السلف إلا ذكر فيهم ابن محيريز، ورفع من ذكره وفضله.

                                                                          قلت : فيكون مع ابن محيريز في طبقة : ابن الديلمي، وهانئ بن كلثوم وابنا أبي سودة عثمان وزياد؟ قال : هو أرفع منهم، ورأيته أجل أهل الشام عنده بعد أبي إدريس وأهل طبقته.

                                                                          [ ص: 109 ] وقال ضمرة بن ربيعة عن الأوزاعي : كان ابن أبي زكريا يقدم فلسطين فيلقى ابن محيريز، فتتقاصر إليه نفسه؛ لما يرى من فضل ابن محيريز.

                                                                          وقال إبراهيم بن أبي عبلة ، عن رجاء بن حيوة : إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر فإنا نفخر عليهم بعابدنا عبد الله بن محيريز.

                                                                          وقال أيضا : إن كان أهل المدينة ليرون عبد الله بن عمر فيهم أمانا، فإنا نرى ابن محيريز فينا أمانا، وإن كان لصموتا معتزلا في بيته.

                                                                          وقال رجاء بن أبي سلمة ، عن رجاء بن حيوة : أتانا نعي ابن عمر ونحن في مجلس ابن محيريز، فقال ابن محيريز : والله إن كنت لأعد بقاء ابن عمر أمانا لأهل الأرض.

                                                                          وقال رجاء بن حيوة بعد موت ابن محيريز : وأنا والله إن كنت لأعد بقاء ابن محيريز أمانا لأهل الأرض.

                                                                          وقال رجاء بن أبي سلمة عن خالد بن دريك : كانت في ابن محيريز خصلتان ما كانتا في أحد ممن أدركت من هذه الأمة، كان من أبعد الناس أن يسكت عن حق بعد أن يتبين له، يتكلم فيه، غضب [ ص: 110 ] في الله من غضب، ورضي فيه من رضي، وكان من أحرص الناس أن يكتم من نفسه أحسن ما عنده.

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة : حدثنا عبد الحميد بن صبيح شيخ لنا حذاء، عن الأوزاعي ، قال : من كان مقتديا فليقتد بمثل ابن محيريز؛ فإن الله لم يكن ليضل أمة فيها مثل ابن محيريز.

                                                                          وقال ضمرة أيضا عن يحيى بن أبي عمرو السيباني : كان ابن الديلمي من أنصر الناس لإخوانه، فذكر ابن محيريز في مجلسه فقال رجل : كان بخيلا، فغضب ابن الديلمي، وقال : كان جوادا حيث يحب الله، بخيلا حيث يحبون.

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : عبد الله بن محيريز، شامي تابعي، ثقة، من خيار الناس.

                                                                          قال الهيثم بن عدي، وخليفة بن خياط : مات في خلافة عمر بن عبد العزيز.

                                                                          وقال ضمرة بن ربيعة : مات في خلافة الوليد بن عبد الملك.

                                                                          [ ص: 111 ] روى له الجماعة.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية