الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          5728 - (ع) : مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن [ ص: 92 ] عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث [ ص: 93 ] وهو ذو أصبح الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني إمام دار الهجرة ، وعدادهم في بني تيم بن مرة من قريش حلفاء عثمان بن عبيد الله التيمي أخي طلحة بن عبيد الله .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن أبي عبلة المقدسي ، وإبراهيم بن عقبة (س) ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة (ع) ، وإسماعيل بن أبي حكيم (م س ق) ، وأيوب أبي تميمة السختياني (د ت س) ، وأيوب بن حبيب الزهري (ت كن) ، وثور بن زيد [ ص: 94 ] الديلي (خ م د ت س) ، وجعفر بن محمد الصادق (م ت س ق) ، وحميد بن قيس المكي الأعرج (خ س) ، وحميد الطويل (خ م د ت س) ، وخبيب بن عبد الرحمن (م ت) ، وداود بن الحصين (ع) ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن [ ص: 95 ] (خ م د ت س) ، وزياد بن أبي زياد مولى ابن عياش ، وزياد بن سعد (عخ م س) ، وزيد بن أسلم (خ م د ت س) ، وزيد بن أبي أنيسة (د ت س) ، وزيد بن رباح (خ ت كن ق) ، وسالم أبي النضر (ع) ، وسعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة [ ص: 96 ] (د ت س) ، وسعيد بن أبي سعيد المقبري (خ م د ت ق) ، وسعيد بن عمرو بن شرحبيل بن سعيد بن سعد بن عبادة (س) ، وأبي حازم سلمة بن دينار المدني (ع) ، وسمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (ع) ، وسهيل بن أبي [ ص: 97 ] صالح (بخ م د ت س) ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر (خ س) ، وصالح بن كيسان (خ م د س) ، وصفوان بن سليم (ع) ، وصيفي مولى أبي أيوب (م د ت س) ، وضمرة بن سعيد المازني (م د ت س) ، وطلحة بن عبد الملك الأيلي (خ د ت س) ، وعامر بن عبد الله بن الزبير (ع) ، وعبد الله بن [ ص: 98 ] أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ع) ، وعبد الله بن دينار (ع) ، وأبي الزناد عبد الله بن ذكوان (ع) ، وعبد الله بن عبد الله [ ص: 99 ] بن جابر بن عتيك (د س) ، وأبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر (م د) ، وعبد الله (ت س) ، ويقال : عبيد الله بن عبد الرحمن (كن) ، يقال : إنه ابن أبي ذباب ، وعبد الله بن الفضل الهاشمي (م 4) ، وعبد الله بن يزيد بن هرمز ، وعبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان (ع) ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري (م د س) ، وعبد الرحمن بن حرملة الأسلمي (د ت س) ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (خ د س) ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (ع) ، وعبد الكريم بن مالك الجزري (د س) ، وأبي [ ص: 100 ] أمية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري ، وعبد المجيد بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف (خ م س) ، وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر (خ ت كن ق) ، وعطاء الخراساني (مد) ، وعلقمة [ ص: 101 ] بن أبي علقمة (بخ س) ، وعمرو بن أبي عمرو مولى المطلب (خ ت) ، وعمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة الليثي (م ت س ق) ، وعمرو بن يحيى بن عمارة المازني (ع) ، والعلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب (ر م د ت س) ، والفضيل بن [ ص: 102 ] أبي عبد الله (م د ت س) ، وقطن بن وهب (م س) ، وكثير بن زيد الأسلمي ، وكثير بن فرقد ، ومحمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف (س) ، ومحمد بن أبي بكر الثقفي (خ م س) ، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ (د) ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (خ س) ، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل (ع) ، وأبي الرجال محمد بن [ ص: 103 ] عبد الرحمن الأنصاري ، ومحمد بن عمارة بن عمرو بن حزم (د ت كن ق) ، ومحمد بن عمرو بن حلحلة (خ م س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري (ع) ، ومحمد بن المنكدر (خ م ت س) .، ومحمد بن يحيى بن حبان (خ م س) ، ومخزمة بن سليمان (خ م د تم س ق) ، ومسلم بن أبي مريم (م د س) ، [ ص: 104 ] والمسور بن رفاعة القرظي (كن) ، وموسى بن أبي تميم (م س) ، وموسى بن عقبة (خ م د س) ، وموسى بن ميسرة مولى بني الديل (بخ د كن) ، وعمه أبي سهيل نافع بن مالك (خ م د س) ، ونافع مولى ابن عمر (ع) ، ونعيم بن عبد الله المجمر (خ م د ت س) ، وهاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص (س) ، وهشام بن عروة (خ م د ت س) ، وهلال بن أبي ميمونة (س) ، ووهب بن كيسان (خ م س) ، ويحيى بن [ ص: 105 ] سعيد الأنصاري (خ م د ت س) ، ويزيد بن رومان (خ م د س) ، ويزيد بن زياد بن أبي زياد مولى ابن عياش (بخ كن) ، ويزيد بن عبد الله بن خصيفة (خ م د ت س) ، ويزيد بن عبد الله بن قسيط (م د س ق) ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد (خ د ت س) ، ويونس بن يوسف بن حماس (كن) ، وأبي بكر [ ص: 106 ] بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (خ م ت س ق) ، وأبي بكر بن نافع مولى ابن عمر (م د ت كن) ، وأبي الزبير المكي (م 4) ، وأبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك (د سي) ، وأبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل الأنصاري (خ م د ق) ، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص .

                                                                          [ ص: 107 ] روى عنه : إبراهيم بن طهمان ، ومات قبله ، وإبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري قاضي المدينة (ت) ، وإبراهيم بن عمر بن أبي الوزير (كن) ، وأبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي (ق) ، وأبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري (م ت كن ق) ، وأحمد بن عبد الله بن يونس (د) ، وإسحاق بن سليمان الرازي (م ت كن ق) ، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع (م ت) ، وإسحاق بن محمد الفروي (خ) ، وإسماعيل بن أبي أويس (خ م) ، وإسماعيل ابن علية ، وإسماعيل بن موسى الفزاري (ق) ، وأشهب بن عبد العزيز (د س) ، وبشر بن عمر الزهراني (م 4) ، وجويرية بن أسماء (خ م د س) ، وحبيب بن أبي حبيب كاتب مالك ، والحسين بن الوليد النيسابوري (كن) ، وحماد بن مسعدة (سي) ، وخالد بن عبد الرحمن الخراساني (كن) ، وخالد بن مخلد القطواني (م كد س ق) ، وخلف بن هشام البزار (م) ، وداود بن عبد الله بن أبي الكرم الجعفري (ق) ، وذؤيب [ ص: 108 ] بن غمامة السهمي ، وروح بن عبادة (م) ، وزافر بن سليمان (كن) ، وزيد بن الحباب (ت س) ، وزيد بن أبي الزرقاء (كن) ، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي (س) ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم ، وسعيد بن داود الزنبري (خت) ، وسعيد بن عمرو بن الزبير بن عمرو بن عمرو بن الزبير الزبيري ، وسعيد بن كثير بن عفير ، وسعيد بن منصور (م) ، وسفيان الثوري ، ومات قبله ، وسفيان بن عيينة (س) ، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة (خ) ، وسلمة بن العيار (كن) ، وسويد بن سعيد (م ق) ، وشعبة بن الحجاج (م ت س ق) ، ومات قبله ، وشعيب بن حرب ، وأبو عاصم الضحاك بن مخلد (خ) ، وعبد الله بن إدريس (ت) ، وعبد الله بن الجراح القهستاني (كن) ، وعبد الله بن رجاء المكي (ق) ، وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي (خ) ، وعبد الله بن المبارك (خ م ت س) ، وعبد الله بن محمد النفيلي (د) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي (خ م د ت) ، وعبد الله بن نافع الزبيري (ق) ، وعبد الله بن نافع الصائغ (م ت) ، وعبد الله بن وهب (خ م س) ، وعبد الله بن يوسف التنيسي (خ كن) ، وعبد الأعلى بن حماد النرسي (م) ، وأبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغساني (س) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وهو أكبر منه ، وعبد الرحمن بن غزوان المعروف بقراد أبي نوح (س) ، وعبد الرحمن بن القاسم المصري (مد س) ، وعبد الرحمن بن مهدي (ع) ، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي (خ كن) ، وعبد الملك [ ص: 109 ] بن عبد العزيز بن جريج ، وهو أكبر منه ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون (كد س ق) ، وعتبة بن عبد الله المروزي (س) ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وعقبة بن خالد السكوني (كن) ، وعلي بن الجعد ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (خ س) ، والقاسم بن يزيد الجرمي (كن) ، وقتيبة بن سعيد البلخي (خ م د ت س) ، وكامل بن طلحة الجحدري (خ م د ت س) ، وليث بن خالد البلخي ، وليث بن سعد ، وهو من أقرانه ، ومحمد بن إدريس الشافعي ، ومحمد بن خالد بن عثمة (ت كن) ، ومحمد بن سليمان بن أبي داود الحراني (س) ، وأبو لبيد محمد بن غياث السرجسي ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وهو من شيوخه ، وأبو غسان محمد بن يحيى الكناني (خ) ، ومصعب بن عبد الله الزبيري (ق) ، ومطرف بن عبد الله اليساري (ق) ، ومعاوية بن هشام القصار (س) ، ومعلى بن منصور الرازي (ق) ، ومعن بن عيسى القزاز (ع) ، ومكي بن إبراهيم البلخي (كن ق) ، ومنصور بن أبي مزاحم (م) ، وموسى بن أعين الجزري (س) ، والنعمان بن عبد السلام الأصبهاني ، وهشام بن عبيد الله الرازي ، وهشام بن عمار الدمشقي (ق) ، . وورقاء بن عمر اليشكري ، ومات قبله ، ووكيع بن الجراح ، والوليد بن مسلم ، ووهيب بن خالد ، وهو من أقرانه ، ويحيى بن إبراهيم بن أبي قتيلة (كن) ، ويحيى بن أيوب المصري (عس) ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة (س) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وهو من شيوخه ، ويحيى بن سعيد القطان (خ) ، ويحيى بن عبد الله بن بكير (خ) ، [ ص: 110 ] ويحيى بن أبي عمر العدني (م) ، ويحيى بن قزعة (خ) ، ويحيى بن يحيى الأندلسي ، ويحيى بن يحيى النيسابوري (خ م كن) ، ويزيد بن عبد الله بن الهاد ، وهو من شيوخه ، ويونس بن عبيد الله العميري (كد) ، وأبو نباتة يونس بن يحيى المدني ، وأبو إسحاق الفزاري (خ) ، وأبو عامر العقدي ، وأبو علي الحنفي (م) ، وأبو الوليد الطيالسي (خ) .

                                                                          قال البخاري عن علي بن المديني : له نحو ألف حديث .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق الثقفي السراج : سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن أصح الأسانيد فقال : مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر .

                                                                          وقال أبو بكر الأعين ، عن أبي سلمة الخزاعي : كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يحدث توضأ وضوءه للصلاة ، ولبس أحسن ثيابه ، ولبس قلنسوة ، ومشط لحيته فقيل له في ذلك ؟ فقال : أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي ، عن معن بن عيسى : كان مالك بن أنس إذا أراد أن يجلس للحديث اغتسل وتبخر وتطيب ، [ ص: 111 ] فإن رفع أحد صوته في مجلسه زبره ، وقال : قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي فمن رفع صوته عند حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنما رفع صوته فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال علي بن المديني ، عن سفيان بن عيينة : ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بشأنهم .

                                                                          وقال علي أيضا : قيل لسفيان : أيما كان أحفظ سمي أو سالم أبو النضر ؟ قال : قد روى مالك عنهما .

                                                                          وقال علي أيضا : عن حبيب الوراق كاتب مالك : جعل لي الدراوردي ، وابن أبي حازم ، وابن كنانة دينارا على أن أسأل مالكا عن ثلاثة رجال لم يرو عنهم وكنت حديث عهد بعرس ، فقالوا : أتدخل عليه وعليك موردتان ؟ قال : فدخلت عليه بعد الظهر ، وليس عنده غير هؤلاء ، قال : فقال لي : يا حبيب ليس هذا وقتك . قال : قلت : أجل ، ولكن جعل لي قوم دينارا على أن أسألك عن ثلاثة رجال لم ترو عنهم وليس في البيت دقيق ولا سويق . قال : فأطرق ثم رفع رأسه ، وقال : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، وكان كثيرا ما يقولها ، [ ص: 112 ] ثم قال : يا حبيب ما أحب إلي منفعتك ولكني أدركت هذا المسجد ، وفيه سبعون شيخا ممن أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وروى عن التابعين ، ولم يحمل العلم إلا عن أهله قال : فأومأ القوم إلي أن قد اكتفينا قال : وقلت له : في الموردتين فتبسم ، وقال : ربما رأيت على ربيعة بن أبي عبد الرحمن مثلهما .

                                                                          وقال أيضا ، عن بشر بن عمر الزهراني : سألت مالكا عن صالح مولى التوأمة فقال : ليس بثقة ، ولا تأخذن عنه شيئا ، وسألت مالكا عن محمد بن عبد الرحمن صاحب سعيد بن المسيب يعني أبا جابر البياضي فقال : ليس بثقة ، ولا تأخذن عنه شيئا ، قال : وسألت مالكا عن شعبة مولى ابن عباس فقال : ليس بثقة ، ولا تأخذن عنه شيئا قال : وسألت مالكا عن رجل فقال : رأيته في كتبي ؟ قلت : لا . قال : لو كان ثقة لرأيته في كتبي قال : وسألت مالكا عن إبراهيم بن أبي يحيى فقال : ليس بذاك في دينه .

                                                                          قال علي لا أعلم مالكا ترك إنسانا إلا إنسانا في حديثه شيء .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : قد روى مالك عن عبد الكريم أبي أمية ، وهو بصري ضعيف .

                                                                          وقال هو أو غيره ، عن يحيى بن معين : كل من روى عنه [ ص: 113 ] مالك بن أنس فهو ثقة إلا عبد الكريم البصري أبو أمية .

                                                                          وقال علي أيضا : سمعت يحيى بن سعيد يقول : أصحاب نافع الذين رووا عنه أيوب ، وعبيد الله ، ومالك قال علي : هؤلاء أثبت أصحاب نافع .

                                                                          وقال أيضا : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما في القوم أصح حديثا من مالك يعني بالقوم سفيان الثوري ، وابن عيينة قال : ومالك أحب إلي من معمر .

                                                                          وقال أيضا : قال يحيى بن سعيد : أصحاب الزهري مالك فبدأ به ثم سفيان بن عيينة ثم معمر قال : وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحدا .

                                                                          وقال يحيى بن عبد الله بن بكير : حدثني محمد بن أبي زرعة المقرئ ، عن ابن لهيعة قال : قدم علينا أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل سنة ست وثلاثين ومائة قال : فقلنا له : من بالمدينة اليوم يفتي ؟ قال ما ثم مثل فتى من ذي أصبح يقال [ ص: 114 ] له : مالك بن أنس .

                                                                          وقال حسين بن عروة ، عن مالك : قدم علينا الزهري فأتيناه ، ومعنا ربيعة فحدثنا نيفا وأربعين حديثا قال : ثم أتيناه الغد فقال : انظروا كتابا حتى أحدثكم منه أرأيتم ما حدثتكم به أمس أي شيء في أيديكم منه قال : فقال له ربيعة : ها هنا من يرد عليك ما حدثت به أمس قال : ومن هو ؟ قال : ابن أبي عامر . قال : هات فحدثته بأربعين حديثا منها ، فقال الزهري : ما كنت أقول إنه بقي أحد يحفظ هذا غيري .

                                                                          وقال عمرو بن علي : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : حدثنا مالك ، وهو أثبت من عبيد الله ، وموسى بن عقبة ، وإسماعيل بن أمية ، عن نافع .

                                                                          وقال العباس بن محمد بن العباس : أخبرنا الحارث بن مسكين أنه سمع بعض المحدثين يقول : قدم علينا وكيع فجعل يقول : حدثني الثبت حدثني الثبت فظننا أنه اسم رجل فقلنا من هذا الثبت أصلحك الله ؟ قال : مالك بن أنس .

                                                                          [ ص: 115 ] وقال حرب بن إسماعيل : قلت لأحمد بن حنبل : مالك أحسن حديثا عن الزهري أو سفيان بن عيينة ؟ قال : مالك أصح حديثا . قلت : فمعمر ؟ فقدم مالكا عليه إلا أن معمرا أكثر حديثا عن الزهري .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : قلت لأبي : من أثبت أصحاب الزهري ؟ قال : مالك أثبت في كل شيء .

                                                                          وقال الحسين بن الحسن الرازي : سألت يحيى بن معين فقلت : من أثبت أصحاب الزهري في الزهري ؟ فقال : مالك بن أنس . قلت : ثم من ؟ قال معمر .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة ، وهو أثبت في نافع من أيوب ، وعبيد الله بن عمر ، وليث بن سعد ، وغيرهم .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : أثبت [ ص: 116 ] أصحاب الزهري مالك ، ومالك في نافع أثبت عندي من عبيد الله بن عمر ، وأيوب السختياني .

                                                                          وقال عمرو بن علي : أثبت من روى عن الزهري ممن لا يختلف فيه مالك بن أنس .

                                                                          وقال يونس بن عبد الأعلى : سمعت الشافعي يقول : إذا جاء الأثر فمالك النجم ، ومالك وابن عيينة القرينان .

                                                                          وقال علي بن المديني : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : كان وهيب لا يعدل بمالك أحدا .

                                                                          وقال أحمد بن صالح المصري ، عن يحيى بن حسان : كنا [ ص: 117 ] عند وهيب فذكر حديثا عن ابن جريج ، ومالك ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، فقلت لصاحب لي : اكتب ابن جريج ودع مالكا ، وإنما قلت ذلك ; لأن مالكا كان يومئذ حيا فسمعها وهيب ، فقال : تقول : دع مالكا ! ما بين شرقها وغربها أحد أعلم (آمن) عندنا على ذلك من مالك ، وللعرض على مالك أحب إلي من السماع من غيره ، ولقد أخبرني شعبة أنه قدم المدينة بعد وفاة نافع بسنة ، وإذا لمالك حلقة .

                                                                          وقال سفيان بن عيينة ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رواية : يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة .

                                                                          أخرجه الترمذي ، وقال : هذا حديث حسن ، وهو حديث ابن عيينة ،

                                                                          وقد روي عن ابن عيينة أنه قال في هذا من عالم المدينة : إنه مالك بن أنس .

                                                                          قال الترمذي : قال إسحاق بن موسى : سمعت ابن عيينة يقول : هو العمري عبد العزيز بن عبد الله الزاهد ، قال : وسمعت [ ص: 118 ] يحيى بن موسى يقول : قال عبد الرزاق : هو مالك بن أنس .

                                                                          وقال بكر بن سهل الدمياطي ، عن عبد الله بن يوسف التنيسي : حدثني خلف بن عمر قال : كنت عند مالك بن أنس فأتاه ابن أبي كثير قارئ أهل المدينة فناوله رقعة فنظر فيها مالك ، ثم جعلها تحت مصلاة ، فلما قام من عنده ذهبت أقوم ، فقال : اجلس يا خلف ، وناولني الرقعة ، فإذا فيها : رأيت الليلة في منامي كأنه يقال لي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فأتيت المسجد فإذا ناحية القبر قد انفرجت ، وإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس والناس حوله يقولون له : يا رسول الله مر لنا ، فقال لهم : إني قد كنزت تحت المنبر كنزا ، وقد أمرت مالكا أن يقسمه فيكم ، فاذهبوا إلى مالك فانصرف الناس ، وبعضهم يقول لبعض : ما ترون مالكا فاعلا فقال بعضهم : ينفذ لما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرق مالك ، وبكى ثم خرجت من عنده ، وتركته على تلك الحال .

                                                                          قال عبد الله بن يوسف : وقال أبو ضمرة علي بن ضمرة : قال أبو المعافى بن أبي رافع المديني :


                                                                          ألا إن فقد العلم في فقد مالك فلا زال فينا صالح الحال مالك     يقيم طريق الحق والحق واضح
                                                                          ويهدي كما تهدي النجوم الشوابك     فلولاه ما قامت حدود كثيرة
                                                                          ولولاه لاشتد علينا المسالك     عشونا إليه نبتغي ضوء رأيه
                                                                          وقد لزم الغي اللحوح المماحك [ ص: 119 ]     فجاء برأي مثله يقتدى به
                                                                          كنظم جمان زينته السبائك



                                                                          قال الواقدي : مات بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة ، وهو ابن تسعين سنة ، وحمل به ثلاث سنين ، يعني بقي في بطن أمه ثلاث سنين .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، عن إسماعيل بن أبي أويس : اشتكى مالك بن أنس أياما يسيرة ، فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت ، فقالوا : تشهد ثم قال : لله الأمر من قبل ومن بعد وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة في خلافة هارون ، وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ، وهو يومئذ وال على المدينة ، ودفن بالبقيع ، وكان ابن خمس وثمانين .

                                                                          قال محمد بن سعد : فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله فقال : أنا أحفظ الناس لموت مالك بن أنس ; مات في صفر سنة تسع وسبعين ومائة .

                                                                          [ ص: 120 ] قال محمد بن سعد : وكان مالك ثقة مأمونا ثبتا ، ورعا فقيها عالما حجة .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه الزهري ، وزكريا بن دويد الكندي ، وبين وفاتيهما مائة وسبع وثلاثون سنة أو أكثر من ذلك .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية