الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3337 - عبد الله بن صالح بن مسلم بن صالح العجلي الكوفي المقرئ ، والد أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي صاحب " التاريخ " ، نزل بغداد ، وحدث بها ، وأقرأ بها القرآن .

                                                                          روى عن : أسباط بن نصر الهمداني ، وإسرائيل بن يونس ، وإسماعيل بن مجالد بن سعيد ، وإسماعيل بن يحيى الكوفي ، وأيوب بن عتبة اليمامي ، وحزم بن مهران القطعي ، والحسن بن صالح بن حي ، وحماد بن سلمة ، وحمزة الزيات وقرأ عليه القرآن ، وأبي خيثمة زهير بن معاوية ، وأبي الأحوص سلام بن سليم ، وشبيب بن شيبة ، وشجاع بن أبي نصر البلخي ، وشريك بن عبد الله ، وصفوان بن عيسى ، وأبي زبيد عبثر بن القاسم ، وعبد الله بن إدريس ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد ،

                                                                          [ ص: 110 ] وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري قاضي بغداد ، وعلي بن حمزة الكسائي المقرئ ، وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز ، وفضيل بن مرزوق ، ومبارك بن سعيد الثوري ، ومحمد بن الحسن الشيباني الفقيه ، ومحمد بن صبيح ابن السماك ، ومحمد بن عبد الله بن كناسة ، ومعرف بن واصل ، ومعلى بن راشد ، ومندل بن علي العنزي ، وناصح أبي عبد الله الكوفي الحائك ، والوليد بن بكير أبي جناب ، ويحيى بن آدم ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، ويحيى بن سلمة بن كهيل ، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، ويحيى بن يمان ، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد ، وأبي بكر النهشلي .

                                                                          روى عنه : البخاري فيما قيل ، وإبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي ، وإبراهيم بن عبد الرحيم بن دنوقا ، وإبراهيم بن محمد بن مروان العتيق ، وإبراهيم بن الوليد الجشاش ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، وأحمد بن خازم بن أبي غرزة الغفاري ، وأحمد بن خالد الخلاد ، وأحمد بن الخليل البرجلاني ، وابنه أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي الحافظ ، وأحمد بن محمد بن عبد الحميد الجعفي ، وأحمد بن مسعود بن نصر النحوي ، وأحمد بن نصر النيسابوري ، وأحمد بن يحيى بن جابر البلاذري [ ص: 111 ] الكاتب ، وبشر بن موسى الأسدي ، وجعفر بن محمد بن شاكر الصائغ ، وجعفر بن محمد بن عامر البزاز ، وحامد بن سهل الثغري ، والحسن بن إسحاق الحربي العطار ، والحسن بن ناصح ، والحسين بن عبد الرحمن الاحتياطي ، وسليمان بن توبة النهرواني ، وسليمان بن أبي شيخ الخزاعي ، وصالح بن عمران الدعاء ، وعبد الله بن عمرو بن أبي سعد الوراق ، وعبد الله بن محمد بن سورة السلمي ، وعبد السلام بن جابر ، وعبد السلام بن يحيى محمد بن شاكر العنبري ، وأبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، وعلي بن الحسن بن موسى ، وعمر بن محمد الشطوي وعمرو بن محمد الناقد ، والفضل بن داود الواسطي ، والفضل بن سهل الأعرج ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ، ومحمد بن العباس المؤدب ، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز ، وأبو بكر محمد بن أبي عتاب الأعين ، .ومحمد بن عثمان الأسلمي ، ومحمد بن علي بن بطحاء ، ومحمد بن غالب بن حرب تمتام ، ومحمد بن المثنى البزاز صاحب بشر الحافي ، ومحمد بن الورد ، وهارون بن إسحاق الهمداني ، وهارون بن سفيان المستملي ، وهيذام بن قتيبة المروزي نزيل بغداد ، ويحيى بن يونس .

                                                                          قال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله يسأل عن عبد الله بن صالح بن مسلم الذي كان يحدث ببغداد ويقرئ ، فقال : ما أدري ، ما كتبت عنه ، وكأنه فيما ظننت لم يعجبه .

                                                                          [ ص: 112 ] وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : ما أرى كان به بأس .

                                                                          وقال عبد الخالق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة .

                                                                          وكذلك قال ابن خراش .

                                                                          وقال أبو حاتم : صدوق .

                                                                          وقال الوليد بن بكر الأندلسي : وأما عبد الله بن صالح فمن ثقات أئمة أهل الكوفة ، صاحب قرآن وسنة ، قرأ على حمزة الزيات القرآن ، وقد أخرجه محمد بن إسماعيل البخاري في " الصحيح " ، يقول : حدثنا عبد الله بن صالح المقرئ وأخرجه محمد بن إبراهيم بن محمد الكناني في " تاريخه " في باب القضاة : سألت أبا حاتم الرازي عنه ، فقال : كان قاضيا .

                                                                          قال الوليد : وسمعت أحمد بن عبدان الشيرازي الحافظ بالأهواز ، يقول في المذاكرة : كان عبد الله بن صالح قاضيا بشيراز ، أو بناحية شيراز .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " ، وقال : مستقيم الحديث .

                                                                          [ ص: 113 ] قال أحمد بن عبد الله العجلي : ولد أبي سنة إحدى وأربعين ومائة ، وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين ، وله سبعون سنة .

                                                                          روى البخاري في تفسير سورة الفتح من " صحيحه " ، عن " عبد الله " ولم ينسبه ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن هلال بن أبي هلال ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن هذه الآية التي في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا . . . وذكر الحديث . فزعم أبو نصر الكلاباذي ، وأبو القاسم اللالكائي ، أنه : عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي .

                                                                          وقال أبو علي بن السكن في روايته عن الفربري ، عن البخاري : حدثنا عبد الله بن مسلمة - يعني القعنبي .

                                                                          وقال أبو مسعود الدمشقي في " الأطراف " : هو عبد الله بن رجاء .

                                                                          قال : والحديث عند عبد الله بن رجاء ، وعبد الله بن صالح .

                                                                          وقال أبو علي الغساني : هو عبد الله بن صالح ، كاتب الليث .

                                                                          وقال أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام القاضي : إنما روى في تفسير سورة الفتح ، عن عبد الله بن مسلمة ، وهو القعنبي ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، ولا ذكر لعبد الله بن صالح بن مسلم هناك ، ولا في شيء من " الجامع " ، ولا ذكره الجرجاني ، وقد وهم الكلاباذي في هذا .

                                                                          [ ص: 114 ] والجرجاني الذي أشار إليه هو : أبو أحمد بن عدي - يعني لم يذكره في شيوخ البخاري من تصنيفه - وإنما قال القاضي أبو الوليد ذلك ، والله أعلم اعتمادا على رواية أبي علي بن السكن ، وأولى هذه الأقوال بالصواب قول من قال : أنه كاتب الليث ، لأن البخاري قد روى هذا الحديث في باب " الانبساط إلى الناس " من كتاب " الأدب " له عن عبد الله بن صالح ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، ذكره عقيب حديث محمد بن سنان العوقي ، عن فليح بن سليمان ، عن هلال بن علي ، وهو هلال بن أبي هلال ويعرف بابن أبي ميمونة . ورواه في " البيوع " من " الصحيح " عن محمد بن سنان العوقي بهذا الإسناد . فالحديث عنده بهذين الإسنادين في " الصحيح " وفي كتاب " الأدب " ، فالظاهر أنه لم يكن عنده عن أحد من أصحاب عبد العزيز بن أبي سلمة سوى عبد الله بن صالح ، ويؤكد ذلك ما ذكره أبو نصر الكلاباذي من أنه عبد الله بن صالح ، وإن كان عنده أنه العجلي ، لأنه إنما ساغ له أن يرفع في نسبه حين وجده منسوبا إلى صالح ، ولو لم يجده منسوبا إلى أبيه لبينه على عادته ، فمن ادعى بعد ذلك أنه ليس بعبد الله بن صالح ، فدعواه غير مقبولة حتى يأتي بحجة قاطعة أنه غيره ، وأنى له ذلك . فإذا تقرر أن البخاري قد روى هذا الحديث عن عبد الله بن صالح وقد وقع الاشتراك في هذا الاسم ، فنقول : إن كونه كاتب الليث أولى من كونه العجلي ، والدليل على ذلك : أنا قد علمنا يقينا أن البخاري قد لقي كاتب الليث وسمع منه ، وروى عنه الكثير في " التاريخ " ، وغيره من مصنفاته ، وعلق عنه في عدة مواضع من " الصحيح " عن الليث بن سعد ، وعبد العزيز بن أبي سلمة ، وعلمنا أيضا أن كاتب الليث قد لقي عبد العزيز بن أبي سلمة ، وروى عنه الكثير ، وهذه الأمور كلها معدومة في حق [ ص: 115 ] العجلي ، فإن البخاري ذكر له ترجمة في " التاريخ " مختصرة جدا ، ولم يرو عنه فيها شيئا ، ولا وجدنا له عنه رواية متيقنة قاطعة للعذر أنه لقيه وسمع منه ، وروى عنه ، لا في " الصحيح " ، ولا في غيره . وقد روى في " التاريخ " عن رجل عنه ، فهذا مما يؤكد أنه لم يلقه ولا وجدنا له رواية عن عبد العزيز يعني ابن أبي سلمة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الظلم ظلمات يوم القيامة " .

                                                                          وروى البخاري أيضا في كتاب " الجهاد " من " الصحيح " في باب " التكبير إذا علا شرفا " عن " عبد الله " ، ولم ينسبه عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن صالح بن كيسان ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قفل من حج أو عمرة أو غزو فأوفى على فدفد من الأرض . . . الحديث " .

                                                                          قال أبو علي بن السكن في روايته ، عن الفربري ، عن البخاري : حدثنا عبد الله بن يوسف ، ورواه في مصنفه من رواية عبد الله بن يوسف .

                                                                          وقال أبو مسعود الدمشقي في " الأطراف " : وهذا الحديث رواه إلياس ، عن عبد الله بن صالح . وقد روي أيضا عن عبد الله بن رجاء البصري ، فالله أعلم أيهما هو .

                                                                          وقال أبو علي الغساني : هو عبد الله بن صالح كاتب الليث .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية