الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3821 - (س) : عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب القرشي [ ص: 120 ] العدوي ، ابن أخي عمر بن الخطاب ، ووالد عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، أمه لبابة بنت أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري .

                                                                          ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان اسمه محمدا ، فمر به عمر بن الخطاب ، ورجل يسبه يقول : فعل الله بك يا محمد ، فقال عمر : ألا أرى محمدا يسب بك ، والله لا تدعى محمدا ما دمت حيا ، فغير اسمه وسماه عبد الرحمن .

                                                                          روى عن : أبيه زيد بن الخطاب ، وعمه عمر بن الخطاب ، وأبي مسعود الأنصاري ، ورجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (س) .

                                                                          روى عنه : أبو القاسم حسين بن الحارث الجدلي (س) ، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعاصم بن عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، وابنه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وعيسى بن أسيد ، وأبو جناب الكلبي .

                                                                          قال مصعب بن عبد الله الزبيري : كان عبد الرحمن - زعموا - من أطول الرجال وأتمهم ، كان شبيها بأبيه ، وكان عمر بن الخطاب إذا نظر إليه قال :

                                                                          [ ص: 121 ]

                                                                          أخوكم غير أشيب قد أتاكم بحمد الله عاد له الشباب



                                                                          وزوجه عمر بن الخطاب ابنته فاطمة ، فولدت له عبد الله بن عبد الرحمن .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري ، عن أبيه ، قال : ولد عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، وهو ألطف من ولد ، فأخذه جده أبو أمه أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري في ليفة فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ما هذا معك يا أبا لبابة ؟ ، فقال : ابن ابنتي يا رسول الله ، ما رأيت مولودا قط أصغر خلقة منه ، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومسح على رأسه ، ودعا له بالبركة ، قال : فما رؤي عبد الرحمن بن زيد مع قوم في صف إلا يرعهم طولا .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : عزل يزيد الوليد بن عتبة بن أبي سفيان ، عن مكة وولاها الحارث بن خالد بن العاص بن هشام ، ثم عزله ، وولى عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب سنة ثلاث وستين .

                                                                          وأقام الحج سنة ثلاث وستين عبد الله بن الزبير ، قال : اصطلح الناس على عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب فصلى بالناس ، ويقال : لم يحج أميرا ، ثم عزل عبد الرحمن وأعاد الحارث بن خالد ، فمنعه ابن الزبير الصلاة ، فصلى بالناس مصعب بن عبد الرحمن بن عوف .

                                                                          قال البخاري : مات قبل ابن عمر .

                                                                          [ ص: 122 ] وقال محمد بن سعد : قبض النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ابن سنتين : ومات في زمن ابن الزبير بالمدينة .

                                                                          وقال سيار أبو الحكم ، عن حفص بن عبيد الله بن أنس : لما توفي عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أرادوا أن يخرجوه بسحر لكثرة الناس ، فقال عبد الله بن عمر : حتى يصبحوا .

                                                                          روى له النسائي حديثا واحدا ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يحيى بن زكريا ، قال : حدثنا حجاج ، عن حسين بن الحارث الجدلي ، قال : خطب عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب في اليوم الذي يشك فيه ، فقال : ألا إني جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وساءلتهم ، ألا وإنهم حدثوني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته ، وانسكوا لها فإن غم عليكم ، فأتموا ثلاثين ، وإن شهد شاهدان مسلمان ، فصوموا وأفطروا " .

                                                                          [ ص: 123 ] رواه عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، عن سعيد بن شبيب الحضرمي ، عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة ، عن حسين بن الحارث الجدلي ، ولم يذكر حجاج بن أرطاة في إسناده ، والصواب ذكره كما في روايتنا هذه .

                                                                          وقد رواه يزيد بن هارون أيضا عن حجاج بن أرطاة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية