الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 125 ] 3343 - (م س ق ) : عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي ، أبو صفوان المكي ، والد صفوان بن عبد الله بن صفوان ، وعمرو بن عبد الله بن صفوان ، وهو الأكبر من ولد صفوان بن أمية ، وأمه برزة بنت مسعود بن عمرو بن عمير الثقفي . أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن أبيه صفوان بن أمية ( ق ) ، وعبد الله بن السائب المخزومي ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ( س ) ، وعمار الغفاري ، وعمر بن الخطاب ، وحفصة أم المؤمنين ( م س ق ) ، وصفية بنت أبي عبيد ، وأم الدرداء الصغرى ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : ابن ابنه أمية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية ( م س ق ) ، وسالم بن أبي الجعد ، وعبد الله بن أبي مليكة ، [ ص: 126 ] وعبد الرحمن بن موسى ، وعمرو بن دينار ( س ) ، ومحمد بن عباد بن جعفر ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( ق ) ، وأبو مجلز لاحق بن حميد ، ويوسف بن ماهك ( م ) .

                                                                          وروى أبو إدريس المرهبي ، عن ابن صفوان ، وفي رواية : عن مسلم بن صفوان .

                                                                          قال الزبير بن بكار : كان من أشراف قريش .

                                                                          وقال أبو بكر الجعابي : ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في سنين من الهجرة ، وكان من سادات قريش .

                                                                          وقال محمد بن سلام الجمحي ، عن أبي اليقظان عامر بن حفص العجيفي : قدم رجل من مكة على معاوية ، فقال : من يطعم اليوم بمكة ؟ قال : عبد الله بن صفوان . قال : تلك نار قديمة .

                                                                          وقال يزيد بن عياض بن جعدبة : لما قدم معاوية مكة لقيته رجالات قريش فلقيه عبد الله بن صفوان على بعير في خفين وعمامة وبت فساير معاوية ، فقال أهل الشام : من هذا الأعرابي الذي يساير أمير المؤمنين ؟ فلما انتهى إلى مكة إذا الجبل أبيض من غنم عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين هذه ألفا شاة أحزرتكها ، فقسمها معاوية في جنده ، فقالوا : ما رأينا أسخى من ابن عم أمير المؤمنين هذا الأعرابي .

                                                                          وقال أبو الربيع السمان ، عن القاسم بن أبي بزة : تناول رجل من [ ص: 127 ] أهل مكة ابنا لعبد الله بن صفوان ببعض ما يكره ، فأمسك عنه الفتى ، فقال مجاهد : لقد أشبه أباه في الحلم والاحتمال .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : كان عبد الله بن صفوان ممن يقوي أمر عبد الله بن الزبير ، فقال له عبد الله بن الزبير : قد أذنت لك ، وأقلتك بيعتي . قال : إني والله ، ما قاتلت معك لك ما قاتلت إلا عن ديني ، فأبى أن يقبل الأمان ، حتى قتل هو وابن الزبير معا في يوم واحد ، وهو متعلق بأستار الكعبة وله يقول الشاعر :

                                                                          كرهت كتيبة الجمحي لما رأ * يت الموت سال به كداء     فليت أبا أمية كان فينا
                                                                          * فيعذر أو يكون له غناء

                                                                          وكذلك قال خليفة بن خياط ، وابن حبان ، وغير واحد : أنه قتل مع ابن الزبير سنة ثلاث وسبعين .

                                                                          روى له مسلم ، والنسائي ، وابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية