الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          5731 - (س) : مالك بن الحارث بن عبد يغوث بن مسلمة بن ربيعة بن الحارث بن جذيمة بن سعد بن مالك بن النخع النخعي الكوفي المعروف بالأشتر ، أدرك الجاهلية ، وكان من شيعة علي .

                                                                          روى عن : خالد بن الوليد (س) ، وعلي بن أبي طالب (س) ، وعمر بن الخطاب ، وأبي ذر الغفاري ، وأم ذر زوج أبي ذر .

                                                                          روى عنه : ابنه إبراهيم بن الأشتر ، وعبد الرحمن بن يزيد (س) ، وعلقمة بن قيس : النخعيون ، وعمرو بن غالب الهمداني ، وكنانة مولى صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، ومخرمة بن ربيعة النخعي أخو [ ص: 127 ] عابس بن ربيعة ، وأبو حسان الأعرج (س) .

                                                                          وشهد اليرموك ثم سيره عثمان من الكوفة إلى دمشق ، وولاه علي مصر فخرج إليها فمات قبل أن يصل إليها ، وقيل : مات وهو وال عليها .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الكوفة قال : وكان من أصحاب علي ، وشهد معه الجمل وصفين ، ومشاهده كلها .

                                                                          وقال العجلي : كوفي ، تابعي ، ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال غيره : كان رئيس قومه ، وله بلاء حسن في وقعة اليرموك ، وذهبت عينه يومئذ ، وكان ممن سعى في الفتنة ، وألب على عثمان ، وشهد حصره .

                                                                          وروي أن عائشة دعت عليه في جماعة ممن سعى في أمر عثمان فما منهم أحد إلا أصابته دعوتها .

                                                                          وروي أن عبد الله بن الزبير كان قد شهد يوم الجمل مع أبيه ، وعائشة ، وكان لا يأخذ أحد بخطام الجمل إلا قتل فجاء ابن الزبير [ ص: 128 ] فأخذ بخطامه فقالت عائشة : من أنت ؟ قال : عبد الله قالت : واثكل أسماء ، فأقبل الأشتر فعرفه ثم اعتنقا ، فقال عبد الله : اقتلوني ومالكا ، وقال الأشتر : اقتلوني وعبد الله ، ولولا قال الأشتر : لقتلا جميعا .

                                                                          وروي عن عبد الله بن سلمة قال : دخلنا على عمر بن الخطاب معاشر وفد مذحج فجعل ينظر إلى الأشتر ويصرف بصره ، فقال لي : أمنكم هذا ؟ قلت : نعم . قال : ما له قاتله الله ، كفى الله أمة محمد شره ، والله إني لأحسب للمسلمين منه يوما عصيبا .

                                                                          وقال محمد بن سعد : ولاه علي مصر فلما كان بالقلزم شرب شربة عسل فمات .

                                                                          وروي أن عليا رضي الله عنه غضب عليه وقلاه واستثقله فكلمه فيه عبد الله بن جعفر إلى أن بعثه إلى مصر ، وقال : إن ظفر فذاك ، وإلا استرحت منه ، فلما كان ببعض الطريق شرب شربة عسل فمات ، فأخبر بذلك علي فقال : لليدين وللفم لليدين وللفم !

                                                                          [ ص: 129 ] وقال عمرو بن العاص حين بلغه ذلك : إن لله جنودا من عسل ، وقيل : إن الذي سمه كان عبدا لعثمان رضي الله عنه .

                                                                          وروي أنه لما مات نعاه علي إلى قومه ، وأثنى عليه ثناء حسنا .

                                                                          وقال يعقوب بن داود - وذكر له الأشتر - : ذاك رجل هدمت حياته أهل الشام ، وهدمت وفاته أهل العراق .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : ولاه علي بن أبي طالب مصر بعد قيس بن سعد بن عبادة ، فسار حتى بلغ القلزم فمات بها ، يقال : مسموما في شهر رجب سنة سبع وثلاثين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات بعد سنة سبع وثلاثين .

                                                                          روى له النسائي حديثين قد كتبنا أحدهما في ترجمة محمد بن شداد .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية