الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3354 - ( م ت ) : عبد الله بن عامر بن يزيد بن تميم بن ربيعة اليحصبي المقرئ ، الدمشقي ، كنيته أبو عمران ، وقيل : أبو عبيد الله ، وقيل : أبو عامر ، وقيل : أبو نعيم ، وقيل : أبو عثمان ، وقيل : أبو معبد ، وقيل : أبو محمد ، وقيل : أبو موسى ، والأول أصح . وهو من يحصب بن [ ص: 144 ] دهمان بن عامر بن حمير بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ، وقيل : من يحصب بن مالك بن أصبح بن أبرهة بن الصباح . وقيل : من يحصب بن مالك بن زيد بن عوف بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك . والمحققون من النساب على القول الأول .

                                                                          ولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني ،

                                                                          وقرأ القرآن على المغيرة بن أبي شهاب المخزومي ، وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان ، وقيل : على معاذ بن جبل ، وقيل : على أبي الدرداء ، وقيل : على فضالة بن عبيد ، وقرأ عليه إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، وأبو عبيد الله مسلم بن مشكم - وهما من أقرانه - ويحيى بن الحارث الذماري .

                                                                          وروى عن : أبي أمامة صدي بن عجلان الباهلي ، وأبي إدريس عائذ الله بن عبد الله الخولاني ، وفضالة بن عبيد ، وقيس بن الحارث الغامدي المذحجي ، ومعاوية بن أبي سفيان ( م ) ، والنعمان بن بشير ( ت ) ، وواثلة بن الأسقع .

                                                                          روى عنه : جعفر بن ربيعة المصري ، وربيعة بن يزيد ( م ت ) ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وأخوه عبد الرحمن بن عامر اليحصبي ، وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، ومحمد بن الوليد الزبيدي ، ومعاوية بن يزيد الرقاشي ، وممطور أبو سلام الأسود ، والوليد بن سليمان بن أبي السائب ، ويحيى بن الحارث الذماري - وهو خليفته في القراءة - .

                                                                          [ ص: 145 ] قال الهيثم بن عمران : كان عبد الله بن عامر رئيس أهل المسجد زمان الوليد بن عبد الملك وبعده ، وكان يزعم أنه من حمير ، وكان يغمز في نسبه .

                                                                          وقال العجلي ، والنسائي : ثقة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن عامر : قال لي إسماعيل بن عبيد الله على أخيك قرأت القرآن . قال : وقال لي إسماعيل بن عبيد الله : أخوك أكبر مني بخمس سنين .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وخليفة بن خياط ، وأبو عبيد القاسم بن سلام : مات سنة ثماني عشرة ومائة .

                                                                          قال محمد بن سعد : وكان قليل الحديث .

                                                                          وقال يحيى بن الحارث الذماري : ولد سنة إحدى وعشرين من الهجرة في أولها ، ومات في أول عاشوراء من المحرم سنة ثماني عشرة [ ص: 146 ] ومائة ، وله سبع وتسعون سنة ، وله أخوان : عبد الرحمن ، وعبيد الله .

                                                                          وروي عن خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح المري أنه قال : ولد عبد الله بن عامر سنة ثمان من الهجرة ، وكان له يوم مات مائة وعشر سنين . فالله أعلم .

                                                                          روى له مسلم حديثا ، والترمذي آخر ، وقد وقع لنا كل واحد منهما بعلو .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا مسعود بن أبي منصور الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر الطلحي ، قال : حدثنا عبيد بن غنام ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، قال : حدثنا زيد بن الحباب ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، قال : حدثني ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية وهو يقول : إياكم والأحاديث ، إلا حديثا كان على عهد عمر فإن عمر كان يخيف الناس في الله ، سمعت [ ص: 147 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " ، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إنما أنا خازن ، فمن أعطيته عن طيب نفس فمبارك له فيه ، ومن أعطيته عن مسألة وشره ، كان كالذي يأكل ولا يشبع " .

                                                                          رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، فوافقناه فيه بعلو . ورواه عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح أتم من هذا ، وقد وقع لنا عنه بعلو .

                                                                          أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري المقدسيان ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر اليحصبي ، قال : سمعت معاوية يحدث وهو يقول : إياكم والأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا كان على عهد عمر ، فإن عمر كان يخيف الناس في الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين " ، وسمعته يقول : " إنما أنا خازن وإنما يعطي الله ، فمن أعطيته عطاء عن طيب نفس ، فقمن أن يبارك لأحدكم ، ومن أعطيته عطاء عن شره ، وشره مسألة ، فهو كالآكل ولا يشبع " . وسمعته يقول : [ ص: 148 ] " لا تزال أمة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " .

                                                                          ورواه أسد بن موسى ، عن معاوية بن صالح نحو هذه الرواية ، وقد وقع لنا بعلو عنه .

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا أبو يزيد القراطيسي ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، قال : حدثنا معاوية بن صالح ، فذكره . وهذه أعلى من التي قبلها بدرجة ، ومن رواية مسلم بدرجتين .

                                                                          وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو سعد عبد الله بن عمر ابن الصفار ، قال : أخبرنا جدي أبو نصر عبد الرحيم بن أبي القاسم القشيري ، قال : أخبرنا أبو نصر محمد بن المفضل بن محمد بن محمد بن يونس النسوي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يعقوب النسوي ، قال : أخبرنا الحسن بن سفيان النسوي ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : حدثني معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر ، عن النعمان بن بشير ، قال : كتب معي معاوية بن أبي سفيان إلى عائشة بعد ما قتل عثمان ، قال : فلما جئتها بالكتاب ، قالت : يا بني ألا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : قلت : نعم يا أم المؤمنين ، [ ص: 149 ] أو يا أمتاه . قالت : كنت جالسة أنا وحفصة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : " لو كان عندنا رجل يحدثنا " فقالت : قلت : يا رسول الله ألا أبعث إلى أبي بكر ، فسكت ، ثم قال : " لو كان عندنا أحد يحدثنا " ، قالت حفصة : ألا أبعث إلى عمر ؟ " ثم دعا إنسانا فأسر إليه سرا وأرسله ، فما كان شيء إذ جاء عثمان ، فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأقبل عليه بوجهه وحدثه ، قالت : فسمعته يقول : يا عثمان لعل الله أن يقمصك بقميص فإن أرادوك على خلعه ، فلا تخلعه " ، قال ذلك ثلاث مرات . قال : قلت : يا أم المؤمنين ، فأين كنت عن هذا الحديث ؟ قالت : نسيته حتى ما ظننت أني سمعته .

                                                                          روى الترمذي بعضه ، عن محمود بن غيلان ، عن حجين بن المثنى ، عن الليث بن سعد ، عن معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن عامر ، عن النعمان بن بشير ، عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " يا عثمان لعل الله يقمصك قميصا . . . الحديث ، بهذه القصة ، وقال : حسن غريب . فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          وقد اختلف في إسناده ، فرواه أسد بن موسى ، والليث بن سعد ، وعبد الله بن وهب ، وعبد الله بن صالح ، عن معاوية بن صالح كما مضى . ورواه عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الله بن أبي قيس ، عن النعمان بن بشير ، عن [ ص: 150 ] عائشة بطوله . ورواه فرج بن فضالة ، عن ربيعة بن يزيد ، عن النعمان لم يذكر بينهما أحدا ، ومن ذلك الوجه أخرجه ابن ماجه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية