الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          5761 - ماهان الحنفي أبو سالم الكوفي الأعور ، وكان [ ص: 170 ] يقال له : المسبح ، وليس بأبي صالح الحنفي عبد الرحمن بن قيس .

                                                                          روى عن : عبد الله بن عباس ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن أبي حنيفة ، وإسماعيل بن سميع ، وجعفر بن أبي المغيرة ، وسفيان التمار ، والضحاك بن يربوع الحنفي ، وطلحة بن الأعلم ، وعثمان بن أبي زرعة الثقفي ، وعمار الدهني ، وفضيل بن غزوان الضبي .

                                                                          ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال محمد بن فضيل عن أبيه : كان ماهان الحنفي يلقى الرجل فيقول : ما يستحيي أحدكم أن تكون دابته التي يركبها وثوبه الذي يلبسه أكثر ذكرا لله منه ، وكان لا يفتر من التسبيح . قال : فأخذه الحجاج فصلبه على باب مسجد بني حنيفة ، وكان يسبح ، ويعقد . قال : فطعن وقد عقد تسعة وستين قال : فرأيتها بعد كذا وكذا .

                                                                          [ ص: 171 ] وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : حدثني الثقة ، عن ابن فضيل ، عن إبراهيم بن أبي حنيفة قال : رأيت ماهان الحنفي حيث صلبه الحجاج فجعل يسبح حتى عقد على تسعة وعشرين ، فطعن وهو على تلك الحال فرأيته بعد شهر عاقدا عليها ، قال إبراهيم : وكنا نؤمر بالحرس على خشبته فنرى عنده الضوء . قال أبو داود : قال عمار الدهني : رأيت ماهان حين صلب فقال : إني لأرغب بك عن هذا المكان : اذهب قال أبو داود : قطع الحجاج يديه ورجليه ، وصلبه قال أبو داود : سئل سفيان عن الرجل يقتل أيمد رقبته ؟ فقال : قال ماهان الحنفي : احملوني أي على الخشبة قال : وقال الحجاج لأبي صالح : زرعتم قال : حرثنا ، قال : فقال له ابن أبي مسلم : اقتله فإنه خارجي .

                                                                          وقال البخاري : قتل الحجاج ماهان أبا سالم الحنفي الكوفي ، وقال بعضهم : ماهان أبو صالح ، وهو وهم قال لي علي : ماهان أبو سالم ، قلت : إن أحمد يقول : ماهان أبو صالح ، فقال : أنا أخبرت أحمد كان عندنا كذلك حتى وجدناه ماهان أبا سالم .

                                                                          قال أبو بكر بن أبي عاصم : قتل سنة ثلاث وثمانين .

                                                                          [ ص: 172 ] روى النسائي عن إسحاق بن إبراهيم ، عن النضر بن شميل ، وأبي عامر العقدي ، عن شعبة ، عن أبي عون ، عن أبي صالح الحنفي ، واسمه ماهان ، عن علي : أهديت إلى النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فأرسل بها إلي فلبستها . الحديث .

                                                                          وقال : هكذا قال إسحاق : ماهان ، والصواب عبد الرحمن بن قيس أخو طليق بن قيس

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية