الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3363 - ( خ م د س ) : عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي ، أبو يحيى المدني ، أخو إسحاق بن عبد الله ، وعون بن عبد الله ، ومحمد بن عبد الله .

                                                                          وقال أبو حاتم : ويقال : عبيد الله ، وعبد الله أصح ، وأمه خالدة بنت معتب بن أبي لهب .

                                                                          [ ص: 174 ] روى عن : أبيه عبد الله بن الحارث بن نوفل ( م س ) ، وعبد الله بن خباب بن الأرت ( س ) ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ، وعبد الله بن عباس ( خ م د ) ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ( م عس ) - على خلاف فيه - وأم هانئ بنت أبي طالب ( س ) كذلك .

                                                                          روى عنه : عاصم بن عبيد الله ، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ( خ م د كن ) ، وأخوه عون بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( م س ) ، وفي أسانيد حديثه اختلاف غير ما ذكرنا .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وعمرو بن علي : قتله السموم بالأبواء ، وهو مع سليمان بن عبد الملك سنة تسع وتسعين وصلى عليه سليمان بن عبد الملك .

                                                                          وقال الزبير بن بكار نحو ذلك .

                                                                          وكذلك قال علي ابن المديني في تاريخ وفاته .

                                                                          [ ص: 175 ] روى له البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا مسعود بن أبي منصور قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بكر بن خلاد غير مرة ، قال : حدثنا محمد بن غالب ، قال : حدثنا القعنبي .

                                                                          ( ح ) قال أبو نعيم : وحدثنا أبو محمد بن حيان ، قال : حدثنا الفضل بن العباس ، قال : حدثنا يحيى بن بكير ، جميعا عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب ، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن عبد الله بن عباس ، أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ ، لقيه أمراء الأجناد : أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام .

                                                                          قال ابن عباس : فقال عمر : ادعوا لي المهاجرين الأولين ، فدعاهم فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ، فاختلفوا عليه ، فقال بعضهم : قد خرجت لأمر ، ولا نرى أن ترجع عنه .

                                                                          وقال بعضهم : معك بقية الناس ، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء . فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعوا لي الأنصار فدعوتهم له فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم . فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعوا لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعوتهم له ، فلم يختلف عليه منهم رجلان ، فقالوا : نرى أن نرجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء . فنادى عمر في الناس : إني مصبح على ظهر ، فأصبحوا عليه . فقال أبو عبيدة بن الجراح : أفرارا من قدر الله ؟ فقال عمر : لو غيرك قالها [ ص: 176 ] يا أبا عبيدة ! نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيت لو كانت لك إبل فهبطت واديا له عدوتان : إحداهما خصبة ، والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله . قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف ، وكان متغيبا في بعض حاجته ، فقال : إن عندي من هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم به بأرض ، فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه " . قال : فحمد الله عمر ، ثم انصرف
                                                                          .

                                                                          رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف . ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى جميعا عن مالك بطوله . فوقع لنا بدلا عاليا . ورواه أبو داود ، عن القعنبي مختصرا " إذا سمعتم به بأرض " فوافقناه فيه بعلو . وليس له عند البخاري ، وأبي داود غيره .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية