الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3600 - (4) : عبد الله بن موهب الهمداني، ويقال : الخولاني، أبو خالد الشامي القاضي.

                                                                          ولاه عمر بن عبد العزيز قضاء فلسطين .

                                                                          روى عن : تميم الداري (ت س ق) ، وقيل : لم يدركه، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (ت) ، وقبيصة بن ذؤيب (د) ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وأبي هريرة .

                                                                          روى عنه : عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (4) ، وعبد الملك بن أبي جميلة (ت) ، وعمرو بن مهاجر ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وابنه يزيد بن عبد الله بن موهب ، وأبو إسحاق السبيعي، (س) ، على خلاف فيه، وأبو قبيل المعافري المصري ، وابن أبي غيلان الفلسطيني .

                                                                          [ ص: 192 ] قال عباس الدوري : سئل يحيى بن معين ، عن حديث عبد الله بن موهب : سمعت تميما الداري؟ قال : أهل الشام يقولون : عن قبيصة، قيل له : من عبد الله بن موهب؟ قال : لا أعرفه.

                                                                          قال يعقوب بن سفيان : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وهو ثقة، عن عبد الله بن موهب، وهو همداني ثقة، قال : سمعت تميما الداري، وهذا خطأ، ابن موهب لم يسمع تميما، ولا لحقه.

                                                                          وهكذا رواه غير واحد عن عبد العزيز.

                                                                          ورواه يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب، عن قبيصة بن ذؤيب، عن تميم الداري حديث : "الرجل يسلم على يدي الرجل" .

                                                                          قال أبو زرعة الدمشقي : وجه مدخل قبيصة بن ذؤيب في حديثه هذا فيما نرى، والله أعلم، أن عبد العزيز بن عمر حدث يحيى بن حمزة بهذا الحديث من كتابه، وحدثهم بالعراق حفظا، وهذا حديث متصل، حسن المخرج والاتصال، لم أر أحدا من أهل العلم يدفعه.

                                                                          وقال البخاري عقيب يحيى بن حمزة : وقال بعضهم : عن عبد الله [ ص: 193 ] ابن موهب، سمع تميما الداري، ولا يصح.

                                                                          وقال يحيى بن حمزة، عن ابن أبي غيلان الفلسطيني، قال ابن موهب : ثلاث إذا لم يكن في قاض فليس بقاض، يسأل وإن كان عالما، ولا يسمع من أحد شكية ليس معه خصمه، ولا يقضي إلا بعد أن يفهم.

                                                                          روى له الأربعة.

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري، وإسماعيل ابن العسقلاني، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزذ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، وأبو المواهب بن ملوك الوراق، قالا : أخبرنا أبو محمد الجوهري، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المظفر الحافظ، قال : حدثنا أبو بكر الباغندي، قال : حدثنا هشام بن عمار الدمشقي، قال : حدثنا يحيى بن حمزة، قال : حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، قال : سمعت عبد الله بن موهب يحدث عمر بن عبد العزيز، عن قبيصة بن ذؤيب، عن تميم الداري قال : يا رسول الله ما السنة في الرجل الكافر يسلم على يدي المسلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هو أولى الناس بمحياه ومماته" .

                                                                          رواه أبو داود، عن هشام بن عمار، فوافقناه فيه بعلو.

                                                                          [ ص: 194 ] ورواه الترمذي، والنسائي، وابن ماجه من غير وجه، عن عبد العزيز بن عمر، عن عبد الله بن موهب، عن تميم الداري، ليس فيه قبيصة بن ذؤيب.

                                                                          وفي حديث وكيع وحده : عن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب، قال : سمعت تميما الداري.

                                                                          وقال غيره : عن تميم الداري.

                                                                          وقد جوده يحيى بن حمزة، عن عبد العزيز.

                                                                          وقد وقع لنا حديث وكيع بعلو أيضا.

                                                                          أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة، وأبو الحسن ابن البخاري، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : حدثني أبي، قال : حدثنا وكيع، قال : حدثنا عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن موهب قال : سمعت تميما الداري ، قال : قلت يا رسول الله، ما السنة في الرجل من أهل الكتاب يسلم على يدي الرجل من المسلمين، قال : "هو أولى الناس بمحياه ومماته" .

                                                                          رواه الترمذي، وابن ماجه، من حديث وكيع، فوقع لنا [ ص: 195 ] بدلا عاليا.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية