الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3874 - (م 4) : - عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار القرشي ، المكي ، وكان يلقب بالقس لعبادته .

                                                                          [ ص: 230 ] روى عن : جابر بن عبد الله ، وشداد بن الهاد (س) ، وعبد الله بن بابيه (م 4) ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأبي هريرة

                                                                          روى عنه : عبد الله بن عبيد بن عمير ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (م 4) ، وعكرمة بن خالد المخزومي (س) ، وعمرو بن دينار ، ويوسف بن ماهك .

                                                                          قال محمد بن سعد ، وأبو زرعة ، والنسائي : ثقة .

                                                                          وقال أبو حاتم : صالح الحديث .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن الزبير بن بكار ، عن بكار بن رباح : كان عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار ، من بني جشم بن معاوية .

                                                                          قال ابن أبي خيثمة : وكان حليفا لبني جمح ، وكان أصابت جده منة من صفوان بن أمية ، وكان ينزل مكة ، وكان من عباد أهلها ، فسمي القس من عبادته ، ثم ذكر قصته مع سلامة ، فتاة ابن بياع التي يقال لها : سلامة القس ، وشغفه بها وشغفها به ، وبعض أشعاره فيها ، وتوبته ورجوعه إلى حاله التي كان عليها ، وأنها اشتريت له ، فلم يقبلها ، وقوله : إن اليمين قد سبقت أن لا نجتمع ، وكان قد حلف أن [ ص: 231 ] لا يجمع رأسه ورأسها سقف بيت أبدا .

                                                                          روى له الجماعة ، سوى البخاري .

                                                                          أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يحيى ، عن ابن جريج ، قال : حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار ، عن عبد الله بن بابيه ، عن يعلى بن أمية ، قال : قلت لعمر بن الخطاب : إقصار الناس الصلاة اليوم ، وإنما قال الله عز وجل : ( إن خفتم أن يفتنكم ) ، فقد ذهب ذاك اليوم ، فقال : عجبت مما عجبت منه ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " صدقة تصدق الله بها عليكم ، فاقبلوا صدقته " .

                                                                          أخرجوه من حديث ابن جريج ، فوقع لنا عاليا .

                                                                          ورواه أبو داود ، عن أحمد بن حنبل ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          وأخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وعبد الرحيم بن عبد الملك ، وأحمد بن شيبان ، وإسماعيل [ ص: 232 ] ابن العسقلاني ، وعبد الرحيم بن يوسف ابن خطيب المزة ، وزينب بنت مكي ، وزينب بنت أحمد بن كامل ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، وأبو المواهب بن ملوك الوراق ، قالا : أخبرنا القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري ، قال : حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، قال : حدثنا أبو خليفة ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الخزاعي ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، يعني عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي عمار ، عن جابر بن عبد الله ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الضبع ، فقال : " هو صيد ، ويجعل فيه كبش إذا صاده المحرم " .

                                                                          رواه أبو داود عن الخزاعي ، فوافقناه فيه بعلو ، إلا أنه سقط من هذه الرواية " عبد الله بن عبيد بن عمير " .

                                                                          وقد وقع لنا من وجه آخر عن جرير بن حازم عاليا على الصواب .

                                                                          أخبرنا به أحمد بن أبي بكر بن سليمان ، وشامية بنت الحسن ابن البكري ، قالا : أخبرنا أبو محمد عبد الجليل بن مندويه ، قال : أخبرنا أبو المحاسن البرمكي ، قال : أخبرنا أبو الحسن بن النقور ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا طالوت بن عباد الصيرفي ، قال : حدثنا جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن عبد الرحمن بن أبي عمار ، عن جابر بن عبد الله ، قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضبع ، فقال : " هي صيد " ، وجعل فيها كبشا إذا أصابها المحرم .

                                                                          [ ص: 233 ] ورواه الترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من حديث عبد الله بن عبيد بن عمير ، فوقع لنا عاليا بدرجتين ، وقال الترمذي : حسن صحيح .

                                                                          وأخبرنا إبراهيم بن إسماعيل القرشي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني في جماعة ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني عكرمة بن خالد ، عن ابن أبي عمار ، عن شداد بن الهاد ، أن رجلا من الأعراب جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فآمن به واتبعه ، وقال : أهاجر معك ، فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم به أصحابه ، فلما كانت غزوة خيبر أو حنين ، غنم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبيا ، فقسم ، وقسم له ، فأعطى أصحابه ما قسم له ، وكان يرعى ظهرهم ، فلما جاء دفعوه إليه ، فقال : ما هذا ؟ قالوا : قسم قسمه لك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأخذه فجاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، ما هذا ؟ قال : " قسم قسمته لك " ، قال : ما على هذا اتبعتك ، ولكني اتبعتك على أن أرمى ها هنا - وأشار إلى حلقه بسهم - فأموت ، فأدخل الجنة ، فقال : " إن تصدق الله يصدقك " ، فلبثوا قليلا ، ثم نهضوا في قتال العدو ، فأتي به يحمل ، قد أصابه سهم حيث أشار ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أهو هو ؟ " قالوا : نعم ، قال : [ ص: 234 ] " صدق الله فصدقه " ، فكفنه النبي صلى الله عليه وسلم ، في جبة النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قدمه ، فصلى عليه ، فكان مما ظهر من صلاته عليه : " اللهم هذا عبدك خرج مهاجرا في سبيلك ، فقتل شهيدا ، أنا عليه شهيد " .

                                                                          رواه النسائي ، عن سويد بن نصر ، عن عبد الله بن المبارك ، عن ابن جريج ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

                                                                          وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية