الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3504 - (ع) : عبد الكريم بن مالك الجزري ، أبو سعيد [ ص: 253 ] الحراني مولى عثمان بن عفان ، ويقال : مولى معاوية بن أبي سفيان ، وهو ابن عم خصيف بن عبد الرحمن الجزري ، وأخيه خصاف بن عبد الرحمن لحا ، أصله من إصطخر تحول إلى حران .

                                                                          قال الحاكم أبو أحمد : يقال له : الخضرمي - بالخاء المعجمة - وهي قرية من قرى اليمامة ينسبون إليها .

                                                                          رأى أنس بن مالك .

                                                                          وروى عن البراء بن زيد ابن بنت أنس بن مالك (تم) ، وزياد بن الجراح ، وزياد بن أبي مريم (ق) ، وسعيد بن جبير (د س ق) ، وسعيد بن المسيب (ق) ، وطاوس بن كيسان (م ق) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (د) ، وعطاء بن [ ص: 254 ] أبي رباح (خت س ق) ، وعكرمة مولى ابن عباس (خ 4) ، وعمرو بن شعيب (ق) ، وقيس بن حبتر (د) ، ومجاهد بن جبر المكي (ع) ، ومحمد بن المنكدر (م) ، ومقسم (خ ت س ق) ، وميمون بن مهران ، ونافع مولى ابن عمر (م س) ، ويزيد الفقير ، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود (ق) ، وأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر ، وأبي الواصل .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع (ق) ، وإسرائيل بن يونس (س) ، وأيوب السختياني (س) ، والحجاج بن أرطاة (س) ، وخطاب بن القاسم الحراني ، وزهير بن معاوية الجعفي (م س) ، وسفيان (خ م س ق) ، وسفيان بن عيينة (م 4) ، وأبي الأحوص سلام بن سليم (ق) ، وشريك بن عبد الله النخعي (ق) ، وعبد الرحمن بن يزيد بن تميم الدمشقي ، وعبد الملك بن جريج (خ م ت س) ، وعبيد الله بن عمرو الرقي (خت م د س ق) ، والفرات بن سلمان ، ومالك بن أنس (د س) ، ومحمد بن عبد الله بن علاثة (ق) ، وأبو سعيد محمد بن مسلم بن أبي الوضاح المؤدب (ت س) ، ومسعر بن كدام ، ومعمر بن راشد (خ ت ق) ، وموسى بن أعين الجزري (س) ، وأبو جعفر الرازي ، وأبو حمزة السكري (ت) .

                                                                          قال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : ثقة ثبت ، وهو أثبت من خصيف في الحديث ، وهو صاحب سنة ، وليس هو فوق سالم - يعني الأفطس . [ ص: 255 ] وقال معاوية بن صالح ، عن يحيى بن معين : ثقة ثبت .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة ، كثير الحديث ، وهو مولى محمد بن مروان بن الحكم .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار ، وأحمد بن عبد الله العجلي ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم ، والنسائي ، وغير واحد : ثقة .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : ثقة أخذ عنه الأكابر ; مسعر ، وسفيان ، وأهل طبقتهم ، وقد قال سفيان : ما رأيت عربيا أثبت من عبد الكريم .

                                                                          [ ص: 256 ] وقال يعقوب بن شيبة : إلى الضعف ما هو ، وهو صدوق ثقة ، وقد روى مالك عنه ، وكان ممن ينتقي الرجال .

                                                                          وقال الحميدي ، عن سفيان : كان حافظا ، وكان من الثقات ، لا يقول إلا سمعت ، وحدثنا ، ورأيت .

                                                                          وقال عبد الرزاق : سمعت سفيان الثوري يقول لسفيان بن عيينة : أرأيت عبد الكريم الجزري وأيوب وعمرو بن دينار فهؤلاء ومن أشبههم ليس لأحد فيهم متكلم .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي ، عن عبد الملك بن محمد ، عن عباس الدوري : سمعت يحيى يقول : حديث عبد الكريم ، عن عطاء رديء .

                                                                          قال ابن عدي : وهذا الذي ذكره يحيى بن معين هو ما رواه عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن عبد الكريم ، عن عطاء ، عن عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبلها ، ولا يحدث ، وضوءا إنما أراد ابن معين هذا الحديث ; لأنه ليس بمحفوظ ، ولعبد الكريم أحاديث صالحة مستقيمة يرويها ، عن قوم ثقات ، وإذا روى عنه الثقات فأحاديثه مستقيمة ، ومع هذا فإن الثوري وغيره من الثقات قد حدثوا عنه .

                                                                          [ ص: 257 ] وقال النسائي : أخبرنا إبراهيم بن يعقوب عن آخر قال : قلت لعلي : عبد الكريم الجزري إلى من تضمه ؟ قال : ذاك ثبت ثبت ، قلت : هو مثل ابن أبي نجيح ؟ قال : ابن أبي نجيح أعلم بمجاهد ، وهو أعلم بالمشايخ ، وهو ثبت ثقة .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن علي بن المديني : قلت ليحيى بن سعيد : حدث عبد الكريم ، عن عطاء في لحم البغل ؟ فقال : قد سمعته ، وأنكره يحيى وأبى أن يحدثني به .

                                                                          وقال عبيد الله بن عمرو الرقي : قال لي سفيان بن سعيد : يا أبا وهب ، لقد جاءنا صاحبكم عبد الكريم الجزري بأحاديث ، لو حدثنا بها هؤلاء الكوفيون ما زالوا يفخرون بها علينا ، منها النوم توبة .

                                                                          قال محمد بن سعد ، وأبو عبيد ، وأبو جعفر النفيلي ، وأبو حسان الزيادي ، وغير واحد : مات سنة سبع وعشرين ومائة .

                                                                          [ ص: 258 ] روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية