الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3783 - (م د ت س) : عبد الرحمن بن جبير المصري المؤذن ، مولى نافع بن عمرو ، ويقال : ابن عبد عمرو بن نضلة القرشي العامري .

                                                                          روى عن : خارجة بن حذافة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (م د ت س) ، وعقبة بن عامر الجهني ، وعمارة بن عبد الله ، وعمرو بن العاص (د) ، وقيل : عن أبي قيس (د) عنه ، وعن عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي ، ومحمد بن ثابت بن شرحبيل ، والمستورد بن شداد ، ومعمر بن عبد الله العدوي ، وأبي الدرداء ، وأبي ذر الغفاري ، وفي سماعه منه نظر ، وعن من خدم النبي صلى الله عليه وسلم (س) ، ثماني سنين .

                                                                          [ ص: 29 ] روى عنه : بكر بن سوادة (م س) ، والحارث بن يزيد ، والحارث بن يعقوب ، ودراج أبو السمح ، وزافر بن هبيرة السوائي ، وسعد بن مسعود التجيبي ، وعبد الله بن هبيرة السبئي (س) ، وعقبة بن مسلم ، وعمران بن أبي أنس (د) ، وقيس بن رافع العبسي ، وكعب بن علقمة (م د ت س) ، ويزيد بن أبي حبيب ، ويزيد بن أبي يزيد مولى مسلمة بن مخلد ، ويعقوب بن إبراهيم الأنصاري المصري .

                                                                          قال النسائي : ثقة .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال عبد الله بن لهيعة : كان عالما بالفرائض ، وكان عبد الله بن عمرو به معجبا ، وكان يقول : إنه لمن المحببين .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : كان فقيها عالما بالقراءة ، شهد فتح مصر .

                                                                          قال ربيعة الأعرج : توفي سنة سبع .

                                                                          وقال غيره : سنة ثمان وتسعين .

                                                                          روى له مسلم ، وأبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أخبرنا [ ص: 30 ] أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو محمد بن الطراح ، قال : حدثنا أبو الحسين ابن المهتدي بالله ، قال : حدثنا عبيد الله بن حبابة ، قال : حدثنا عبد الله بن سليمان ، قال : حدثنا محمد - يعني : ابن سلمة - قال : حدثنا ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، وحيوة ، وسعيد بن أبي أيوب ، عن كعب بن علقمة ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإنه من صلى علي صلاة ، صلى الله عليه عشرا ، ثم سلوا لي الوسيلة ، فإنها منزلة في الجنة ، لا تنبغي إلا لعبد من عبيد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " .

                                                                          رواه مسلم ، وأبو داود ، عن محمد بن سلمة المرادي ، فوافقناهما فيه بعلو ، إلا أن مسلما قال في روايته : عن حيوة وسعيد وغيرهما .

                                                                          ورواه الترمذي ، عن محمد بن إسماعيل عن المقرئ ، عن حيوة ، وقال : صحيح .

                                                                          ورواه النسائي ، عن سويد بن نصر ، عن ابن المبارك ، عن حيوة ، فوقع لنا عاليا .

                                                                          أخبرنا أبو العز الحراني ، قال : أخبرنا الحافظ عبد القادر بن [ ص: 31 ] عبد الله الرهاوي ، قال : أخبرنا مسعود بن الحسن الثقفي بأصبهان ، قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد القفال ، قال : أخبرنا أبو إسحاق بن خرشيد قولة ، قال : حدثنا أبو بكر بن زياد الفقيه ، قال : حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن بكر بن سوادة حدثه ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو : أن النبي صلى الله عليه وسلم ، تلا قول الله تعالى في إبراهيم : (رب إنهن أضللن كثيرا من الناس ، فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) ، وقال عيسى : (إن تعذبهم فإنهم عبادك) الآية ، فرفع يديه وقال : " اللهم أمتي أمتي " وبكى ، فقال الله : " يا جبريل اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك ؟ " فأتاه جبريل ، فسأله ، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بما قال ، وهو أعلم ، فقال الله : " يا جبريل اذهب إلى محمد ، فقل : إنا سنرضيك في أمتك ، ولا نسوؤك " .

                                                                          رواه مسلم ، والنسائي ، عن يونس بن عبد الأعلى ، فوافقناهما فيه بعلو .

                                                                          وأخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا مسعود بن أبي منصور ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد ، ومحمد بن إبراهيم ، قالا : حدثنا أحمد بن علي ، قال : حدثنا هارون بن معروف ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن بكر بن سوادة حدثه ، أن عبد الرحمن بن جبير حدثه ، أن عبد الله بن عمرو حدثه : أن نفرا من بني هاشم ، دخلوا على [ ص: 32 ] أسماء بنت عميس ، فدخل أبو بكر الصديق ، وهي تحته يومئذ ، فكره ذلك ، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني وقال : لم أر إلا خيرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله قد برأها من ذلك " ، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، على المنبر ، فقال : " لا يدخلن رجل على مغيبة ، بعد يومي هذا ، إلا ومعه رجل أو اثنان " .

                                                                          رواه مسلم ، عن هارون بن معروف ، فوافقناه فيه بعلو .

                                                                          ورواه النسائي ، عن يونس بن عبد الأعلى ، عن ابن وهب ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          ورواه من وجه آخر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن بكر بن سوادة .

                                                                          وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا محمد بن معمر بن الفاخر ، وغير واحد ، قالوا : أخبرنا سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو الفتح منصور بن الحسين ، وأبو طاهر بن محمود الثقفي ، قالا : أخبرنا أبو بكر ابن المقرئ ، قال : حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، قال : حدثنا حرملة بن يحيى ، قال : حدثنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عمران بن أبي أنس ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص : أن عمرو بن العاص ، كان على سرية ، وأنه أصابهم برد شديد ، لم يروا مثله ، فخرج لصلاة الصبح فقال : والله لقد احتلمت البارحة ، ولكني والله ما رأيت بردا مثل هذا ، هل مر على وجوهكم مثله ؟ قالوا : لا . فغسل [ ص: 33 ] مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة ، ثم صلى بهم ، فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه ، قال : " كيف وجدتم عمرا وصحابته " ؟ فأثنوا عليه خيرا ، ثم قالوا : يا رسول الله ، صلى لنا وهو جنب ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو ، فسأله ، فأخبره بذلك ، وبالذي لقي من البرد ، فقال : يا رسول الله ، إن الله عز وجل قال : (لا تقتلوا أنفسكم ، إن الله كان بكم رحيما) ولو اغتسلت مت ، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو .

                                                                          رواه أبو داود ، عن محمد بن سلمة ، عن ابن وهب ، عن ابن لهيعة ، وعمرو بن الحارث ، عن يزيد ، نحوه ، فوقع لنا بدلا عاليا .

                                                                          ورواه من وجه آخر ، عن يزيد ، ولم يذكر فيه : أبا قيس .

                                                                          وكذلك رواه أبو صالح الحراني ، عن ابن لهيعة .

                                                                          وروى له النسائي حديثا آخر في التسمية على الطعام ، وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم .

                                                                          وقد خلط بعضهم هذه الترجمة بالتي قبلها ، والصواب : التفريق ، كما ذكرنا ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية