الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3425 - ( خ م ت س ق ) : عبد الله بن عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، أبو بكر المدني ، أخو هشام بن عروة ، وعثمان بن عروة ، ويحيى بن عروة ، ومحمد بن عروة ، وإسماعيل بن عروة وإبراهيم بن عروة ، وعبيد الله بن عروة ، ووالد عمر بن عبد الله بن عروة .

                                                                          روى عن : الحسن بن علي بن أبي طالب ، وحكيم بن حزام ، وعمه عبد الله بن الزبير ( م سي ) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وأبيه عروة بن الزبير ( خ م ت س ق ) ، والفرافصة بن عمير الحنفي ، والنابغة [ ص: 297 ] الجعدي ، وأبي مسلم الخولاني ، وأبي هريرة ، وجدته أسماء بنت أبي بكر الصديق .

                                                                          روى عنه : أسامة بن زيد الليثي ، وإسماعيل بن أمية ( م ت س ق ) ، وجعفر بن محمد بن خالد بن الزبير بن العوام ، وحصين بن عبد الرحمن السلمي ، وحماد بن عطيل بن فضالة بن رداد الليثي ، وحماد بن موسى المدني ، وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي ، والضحاك بن عثمان الحزامي ( م ) ، وعبد الله بن مصعب بن عبد الله بن الزبير ، وعبد الملك بن جريج ، وأخوه عبيد الله بن عروة بن الزبير ، وعمارة بن غزية الأنصاري ، وعمر بن صالح المدني ، وابنه عمر بن عبد الله بن عروة ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، وابن أخيه محمد بن يحيى بن عروة بن الزبير ، ومصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير ، ونافع بن أبي نعيم القارئ ، وأخوه هشام بن عروة ( خ م تم س ) ، وياسين بن معاذ الزيات ، ويحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، ويوسف بن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون ، وأبو بكر بن إسحاق بن يسار ( س ) أخو محمد بن إسحاق بن يسار ، وأبو بكر الثقفي ، يقال : إنه عبد الرزاق بن عمر الدمشقي الكبير .

                                                                          قال أحمد بن صالح المصري : ليس بينه وبين أبيه في السن إلا خمس عشرة سنة .

                                                                          وقال أبو حاتم ، والنسائي ، والدارقطني : ثقة .

                                                                          [ ص: 298 ] زاد الدارقطني : أحد الأثبات .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : ومن ولد عروة بن الزبير عمر بن عروة قتل مع عبد الله بن الزبير ، وكان مشجعا لا عقب له . وعبد الله بن عروة ، أمهما فاختة بنت الأسود بن أبي البختري بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، وأمها أم شيبة بنت حكيم بن حزام ، وأمها زينب بنت العوام . كان عبد الله بن عروة أسن بني عروة ، وبه كان يكنى ، وبلغ خمسا أو ستا وتسعين سنة ، لم يكن بينه وبين أبيه إلا خمس عشرة سنة . وكان له عقل ، وحزم ، ولسان ، وفضل ، وشرف ، وكان يشبه عبد الله بن الزبير في لسانه ، وكان عبد الله بن الزبير يعرف ذلك له ، وكان رسول عبد الله بن الزبير إلى الحصين بن نمير حين لقيه بمر .

                                                                          وقال العيشي عن أبيه : أمه بنت المغيرة بن شعبة .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : وعبد الله بن عروة من رجال آل الزبير يشبه بعبد الله بن الزبير في لسانه وجلده ، وكان عبد الله بن الزبير يقول لعروة : ولدت لي ، يريد أن عبد الله بن عروة يشبهه ، وزوجه عبد الله بن الزبير بابنته أم حكيم وقد خطبها معاوية على ابنه يزيد .

                                                                          [ ص: 299 ] وقال محمد بن سعد ، عن محمد بن سليم : سمعت يوسف بن يعقوب الماجشون ، يقول كنت مع أبي في حاجة ، فلما انصرفنا قال لي أبي : هل لك في هذا الشيخ ، فإنه بقية من بقايا قريش وأنت واجد عنده ما شئت من حديث ، ونبل رأي - يريد : عبد الله بن عروة . قال : فدخلنا عليه ، فحادثه أبي طويلا ، ثم ذكر أبي بني أمية وسوء سيرتها . وما قد لقي الناس منهم ، وقال : انقطع آمال الناس من قريش ، فقال عبد الله : أقصر أيها الشيخ ، فإن الناس لن يبرح لهم أمر صالح من قريش ما لم يل بنو فلان ، فإذا وليت بنو فلان انقطع آمالهم . فقال له سلمة الأعور ، صاحبنا : أبنو هاشم ؟ فقال برأسه : أي نعم .

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله : جمع عبد الله بن عروة بنيه ثم قال : يا بني ، إن الله لم يبن شيئا فهدمه ، وإن الناس لم يبنوا شيئا قط إلا هدموه ، وإن بني أمية من عهد معاوية إلى اليوم يهدمون شرف علي فلا يزيده الله إلا شرفا وفضلا ومحبة في قلوب المؤمنين ، يا بني ، فلا تشتموا عليا .

                                                                          وقال الأصمعي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد : قال عبد الله بن عروة : وجدت بعض الذل أبقى للأهل والمال .

                                                                          وقال الأصمعي أيضا ، عن سفيان بن عيينة : قالوا لعبد الله بن عروة : ألا تأتي المدينة ؟ قال : ما بقي بالمدينة إلا حاسد لنعمة أو فرح بنقمة .

                                                                          روى له الجماعة سوى أبي داود .

                                                                          [ ص: 300 ] أخبرتنا أمة الحق شامية بنت الحسن ابن البكري ، قالت : أخبرنا عبد الجليل بن أبي غالب بن مندويه ، قال : أخبرنا أبو المحاسن نصر بن المظفر البرمكي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قال : أخبرنا أبو الحسن الحربي السكري ، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، قال : حدثنا هشام بن عمار بن نصير الدمشقي ، قال : حدثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أخيه عبد الله بن عروة ، عن عروة ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ، قالت : جلس إحدى عشرة امرأة ، فتعاهدن وتعاقدن أن لا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا .

                                                                          قالت الأولى : زوجي لحم جمل غث ، على رأس جبل ، لا سهل فيرتقى ، ولا سمين فينتقى

                                                                          قالت الثانية : زوجي لا أبث خبره إني أخاف أن لا أذره إن أذكره أذكر عجره وبجره

                                                                          قالت الثالثة : زوجي العشنق ، إن أنطق أطلق ، وإن أسكت أعلق .

                                                                          قالت الرابعة : زوجي كليل تهامة ، [ ص: 301 ] لا حر ولا قر ، ولا مخافة ولا سآمة .

                                                                          قالت الخامسة : زوجي إن دخل فهد ، وإن خرج أسد ، ولا يسأل عما عهد .

                                                                          قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج الكف فيعلم البث .

                                                                          قالت السابعة : زوجي عياياء أو غياياء - الشك من عيسى - طباقاء ، كل داء له داء شجك أو فلك ، أو جمع كلا لك .

                                                                          قالت الثامنة : زوجي المس مس أرنب ، والريح ريح زرنب . [ ص: 302 ]

                                                                          قالت التاسعة : زوجي رفيع العماد ، طويل النجاد عظيم الرماد ، قريب البيت من الناد .

                                                                          قالت العاشرة : زوجي مالك ، وما مالك مالك خير من ذلك . له إبل قليلات المسارح كثيرات المبارك . إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك .

                                                                          قالت الحادية عشرة : زوجي أبو زرع ، وما أبو زرع ، أناس من حلي أذني ، وملأ من شحم عضدي ، وبجعني فبجحت إلي نفسي ، وجدني في أهل غنيمة بشق ، [ ص: 303 ] فجعلني في أهل صهيل وأطيط ودائس ومنق .

                                                                          قال هشام : سألت عيسى بن يونس عن الدائس والمنق ، فقال : الدائس : الأندر ، والمنق : الغربال . فعنده أقول فلا أقبح ، وأرقد فأتصبح ، وأشرب فأتقمح ، أم أبي زرع ، وما أم أبي زرع ، عكومها رداح ، وبيتها فساح ، ابن أبي زرع ، وما ابن أبي زرع ، مضجعه كمسل شطبة ، ويشبعه ذراع الجفرة ، ابنة أبي زرع ، وما ابنة أبي زرع ، طوع أبيها ، وطوع أمها ، وملء كسائها ، وغيظ جارتها ، جارية أبي زرع ، وما جارية أبي زرع ، لا تبث حديثنا تبثيثا [ ص: 304 ] ولا تنقل ميرتنا تنقيثا ، ولا تملأ بيتنا تعشيشا .

                                                                          قال عروة : وقد كانت عائشة وضعت لي معه كلب أبي زرع فأنسيته . قالت : خرج أبو زرع والأوطاب تمخض ، فلقي امرأة معها ولدان لها كالفهدين يلعبان من تحت خصرها برمانتين فنكحها وطلقني ، فنكحت بعده رجلا سريا ركب شريا وأخذ خطيا ، قد أراح علي نعما ثريا ، فقال : كلي أم زرع ، وميري أهلك . قالت : فلو جمعت كل شيء أعطانيه ، ما بلغ أصغر آنية أبي زرع .

                                                                          قالت عائشة : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع " .

                                                                          [ ص: 305 ] قال عيسى : قال هشام بن عروة : هذا الذي يراد من الحديث : " كنت لك كأبي زرع لأم زرع
                                                                          " .

                                                                          رواه البخاري ، ومسلم ، والترمذي في " الشمائل " ، والنسائي عن علي بن حجر ، عن عيسى بن يونس . فوقع لنا بدلا عاليا . وليس عند البخاري غيره .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية