الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3532 - (خت م 4) : عبد الملك بن أبي سليمان ، واسمه [ ص: 323 ] ميسرة العرزمي أبو محمد ، وقيل : أبو سليمان ، وقيل : أبو عبد الله الكوفي ، نزل جبانة عرزم بالكوفة ، فنسب إليها ، وقيل : إن عرزم إنسان أسود ، وهو عم محمد بن عبيد الله العرزمي مولى النخع ، وقيل : مولى بني فزارة ، وقيل : من أنفسهم .

                                                                          روى عن : أنس بن سيرين (م) ، وأنس بن مالك ، وأبي حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي (عس) ، وزبيد اليامي (س) ، وسعيد بن جبير (ي م ت س) ، وسلمة بن كهيل (م د) ، وعبد الله بن عطاء المكي (م س) ، وعبد الله بن كيسان مولى أسماء (بخ م ت س) ، وعبد الملك بن أعين (س) ، وعطاء بن أبي رباح (خت م 4) ، ومسلم بن يناق أبي الحسن (م س) ، وأبي الزبير المكي (بخ م د س ق) .

                                                                          روى عنه : إسحاق بن يوسف الأزرق (م ت س) ، وجرير بن عبد الحميد ، وحفص بن غياث (م) ، وخالد بن الحارث (س) ، وخالد بن عبد الله (م ت س) ، وزائدة بن قدامة (س) ، وزهير بن معاوية (د س) ، وزياد بن عبد الله البكائي (ق) ، وسفيان الثوري (ي) ، وسفيان بن حبيب (س) ، وشعبة بن الحجاج ، وعبد الله بن إدريس (ت) ، وعبد الله بن المبارك (م س) ، وعبد الله بن نمير (م ق) ، وعبد الرحيم بن سليمان (م ت) ، وعبد الرزاق بن همام (م ت) ، وعبدة بن سليمان (ت س ق) ، وعلي بن ظبيان [ ص: 324 ] وعلي بن عروة الدمشقي (ق) ، وعلي بن مسهر (م) ، وعيسى بن يونس (م) ، والقاسم بن مالك المزني (ت س) ، ومحمد بن عبيد الطنافسي (س) ، ومحمد بن فضيل (س) ، ومروان بن معاوية ، ومنصور بن أبي الأسود (س) موسى بن أعين الجزري (س) ، وهشيم بن بشير (م د س ق) ، وأبو عوانة الوضاح بن عبد الله (س) ، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة (م س) ، ويحيى بن سعيد القطان (بخ م د س) ، ويحيى بن عبد الملك بن أبي غنية (بخ) ، ويزيد بن هارون (م ت س ق) ، ويعلى بن عبيد الطنافسي (س ق) ، وأبو بكر بن عياش (د س) .

                                                                          قال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن علي بن المديني : سمعت عبد الرحمن بن مهدي قال : كان شعبة يعجب من حفظ عبد الملك - يعني : ابن أبي سليمان .

                                                                          وقال نوفل بن مطهر ، عن ابن المبارك ، عن سفيان : حفاظ الناس إسماعيل بن أبي خالد فبدأ به ، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وحفاظ البصريين ثلاثة : سليمان التيمي ، وعاصم الأحول ، وداود بن أبي هند ، وكان عاصم أحفظهم .

                                                                          وقال محمد بن داود الحداني ، عن يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية : سمعت سفيان الثوري يقول : حدثني الميزان ، وقال بيده هكذا ، كأنه يزن ، حدثني الميزان عبد الملك بن أبي سليمان .

                                                                          [ ص: 325 ] وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود ، حدثنا نعيم بن قيس قال : سمعت عبدة بن سليمان يقول : كان سفيان يقول : لعبد الملك بن أبي سليمان : الميزان .

                                                                          وقال أبو داود : سمعت أحمد بن صالح يقول : قال سفيان : موازين الكوفة فعدهم ، منهم عبد الملك بن أبي سليمان .

                                                                          وقال محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة : حدثنا علي بن الحسن ، عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن عبد الملك بن أبي سليمان فقال : عبد الله ميزان .

                                                                          وقال الحسين بن إدريس الأنصاري ، عن أبي داود : قلت لأحمد : عبد الملك بن أبي سليمان ؟ قال : ثقة ، قلت : يخطئ ؟ قال : نعم ، وكان من أحفظ أهل الكوفة ، إلا أنه رفع أحاديث ، عن عطاء .

                                                                          وقال علي بن الحسين بن حبان : وجدت في كتاب أبي بخط يده ، سئل أبو زكريا يحيى بن معين ، عن حديث عطاء ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الشفعة قال : هو حديث لم يحدث به أحد إلا عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، وقد أنكره عليه الناس ، ولكن عبد الملك ثقة صدوق ، لا يرد على مثله ، قلت [ ص: 326 ] له : تكلم شعبة فيه ؟ قال : نعم ، قال شعبة : لو جاء عبد الملك بآخر مثل هذا لرميت بحديثه .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : هذا حديث منكر .

                                                                          وقال محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ، عن أمية بن خالد : قلت لشعبة : ما لك لا تحدث ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ؟ قال : تركت حديثه ، قلت : تحدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، وتدع عبد الملك ، وقد كان حسن الحديث ؟ ! قال : من حسنها فررت ، قال الحافظ أبو بكر الخطيب : قد أساء شعبة في اختياره ، حيث حدث عن محمد بن عبيد الله العرزمي ، وترك التحديث ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ; لأن محمد بن عبيد الله لم يختلف الأئمة من أهل الأثر في ذهاب حديثه ، وسقوط روايته ، وأما عبد الملك فثناؤهم عليه مستفيض ، وحسن ذكرهم له مشهور .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل : عبد الملك بن أبي سليمان من عيون الكوفيين .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ثقة .

                                                                          وقال صالح بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : عبد الملك بن [ ص: 327 ] أبي سليمان من الحفاظ إلا أنه كان يخالف ابن جريج في إسناد أحاديث ، وابن جريج أثبت منه عندنا .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : سمعت أحمد ، ويحيى يقولان : كان عبد الملك بن أبي سليمان ثقة .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، وسألته - يعني يحيى بن معين - قلت : عبد الملك بن أبي سليمان أحب إليك أو ابن جريج ؟ فقال : كلاهما ثقتان .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ضعيف ، وهو أثبت في عطاء من قيس بن سعد .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي : ثقة حجة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : ثقة ثبت في الحديث ، ويقال : كان سفيان الثوري يسميه الميزان ، وكان راوية عن عطاء بن أبي رباح .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا سفيان [ ص: 328 ] عن عبد الملك بن أبي سليمان العرزمي : ثقة متقن فقيه .

                                                                          وقال في موضع آخر : عبد الملك بن أبي سليمان فزاري من أنفسهم ثقة .

                                                                          وقال النسائي : ثقة .

                                                                          وقال أبو زرعة الرازي : لا بأس به .

                                                                          قال أبو نعيم ، والهيثم بن عدي ، وغير واحد : مات سنة خمس وأربعين ومائة .

                                                                          زاد الهيثم في ذي الحجة .

                                                                          [ ص: 329 ] استشهد به البخاري في " الصحيح " ، وروى له في " رفع اليدين " ، وفي " الأدب " ، وروى له الباقون .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية