الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3669 - (د عس) : عبد الله بن يسار، أبو همام الكوفي .

                                                                          روى عن : علي بن أبي طالب (عس) ، وعمرو بن حريث ، وأبي عبد الرحمن الفهري (د) .

                                                                          روى عنه : يعلى بن عطاء العامري (د عس) .

                                                                          ذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          [ ص: 328 ] روى له أبو داود حديثا، والنسائي في "مسند علي" حديثا، وقد وقع لنا حديث أبي داود بعلو.

                                                                          أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، في جماعة، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة.

                                                                          قال الصيدلاني : وأخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي، قال : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه.

                                                                          قالا : أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز، قال : حدثنا عفان وحجاج بن المنهال، قالا : حدثنا حماد بن سلمة، قال : أخبرنا يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار، عن أبي عبد الرحمن الفهري ، قال : كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، فسرنا في يوم قائظ شديد الحر، ونزلنا تحت ظلال الشجر، فلما زالت الشمس لبست لأمتي وركبت فرسي، فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في فسطاط له، فقلت : السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، الرواح، حان الرواح، قال : "أجل" فقال : "يا بلال" فثار من تحت سمرة، كأن ظله ظل طائر، فقال : لبيك وسعديك، وأنا فداؤك، فقال : "يا بلال، أسرج لي فرسي" فأخرج سرجا دفتاه من ليف، ليس فيهما أشر ولا [ ص: 329 ] بطر، فأسرج، فركب، وركبنا، فصاففناهم عشيتنا وليلتنا، فتشامت الخيلان، فولى المسلمون مدبرين كما قال الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا عبد الله ورسوله" ثم اقتحم عن فرسه، فأخذ كفا من تراب، فأخبرني الذي كان أدنى إليه مني : أنه ضرب به وجوههم، وقال : "شاهت الوجوه" فهزمهم الله .

                                                                          قال يعلى بن عطاء : فحدثني أبناؤهم عن آبائهم : أنهم قالوا : لم يبق أحد منا إلا امتلأت عيناه وفمه ترابا، وسمعنا صلصلة بين السماء والأرض، كإمرار الحديد على الطشت، واللفظ لعفان.

                                                                          رواه أحمد بن حنبل، عن عفان، فوافقناه فيه بعلو.

                                                                          ورواه أبو داود، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية