الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3928 - (خت 4) : عبد الرحمن بن غنم الأشعري الشامي ، مختلف في صحبته .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم (س) ، والحارث بن عمير الحارثي ، وشداد بن أوس (ق) ، وشرحبيل ابن حسنة ، وعبادة بن الصامت (ق) ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب ، وعمرو بن خارجة (ت س ق) ، ومعاذ بن جبل (د ت سي ق) ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وأبي الدرداء ، وأبي ذر الغفاري (ت سي ق) ، وأبي عبيدة بن الجراح (ق) ، وأبي مالك الأشعري (د س ق) ، [ ص: 340 ] وأبي مالك (خت) ، أو أبي عامر الأشعري - بالشك - وأبي موسى الأشعري (د) ، وأبي هريرة (س) .

                                                                          روى عنه : إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ، ورجاء بن حيوة ، وسوار بن شبيب ، وشهر بن حوشب (4) ، وصفوان بن سليم ، والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ، وعبادة بن نسي (د ت ق) ، وعبد الله بن معانق الأشعري ، وعبد الله بن هبيرة السبئي المصري ، وعبد الرحمن بن صباب الأشعري ، وعطية بن قيس (خت د) ، وعمير بن هانئ ، ومالك بن أبي مريم الحكمي (د ق) ، وابنه محمد بن عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، ومكحول الشامي (د) ، والنعمان بن نعيم ، ويوسف بن هاشم ، وأبو إدريس الخولاني ، وأبو سلام الأسود (د س ق) ، وأبو قبيل المعافري المصري .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام ، وقال : كان ثقة إن شاء الله ، بعثه عمر بن الخطاب إلى الشام يفقه الناس ، وكان لقي معاذ بن جبل وروى عنه ، وأبوه غنم بن سعد ممن قدم مع أبي موسى الأشعري من الأشعريين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقتل في بعض المغازي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال أبو سعيد بن يونس : عبد الرحمن بن غنم بن كريب بن [ ص: 341 ] هانئ بن ربيعة بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن حنيك بن الجماهر بن أدعم بن أشعر ، ممن قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفينة ، وقدم مصر مع مروان سنة خمس وستين .

                                                                          وقال أبو عبد الله بن منده : ذكر يحيى بن بكير أن عبد الرحمن بن غنم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن دخل مصر ، وذكر عن الليث وابن لهيعة أنهما كانا يقولان : لعبد الرحمن بن غنم صحبة .

                                                                          وقال إسماعيل بن عبيد الله ، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري : سمعت عمر بن الخطاب يقول : ويل ديان من في الأرض ، من ديان من في السماء إلا من أم بالعدل وقضى بالحق ، ولم يقض على رعب ولا رهب ولا قرابة ، وجعل كتاب الله مرآة بين عينيه ، قال ابن غنم : فحدثت بهذا الحديث عثمان بن عفان ومعاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية وعبد الملك بن مروان .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : وناظرت عبد الرحمن بن إبراهيم ، قلت : أرأيت الطبقة التي أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تره وأدركت أبا بكر وعمر ومن بعدهما من أهل الشام ، من المقدم منهم الصنابحي أو عبد الرحمن بن غنم ؟ قال : ابن غنم المقدم عندي وهو رجل أهل الشام ، ورآه مقدما لمكانه من أمير المؤمنين ، وحديثه عن عثمان بن عفان ومعاوية وابنه وعبد الملك ، قلت : ولا تقدم عليهم [ ص: 342 ] الصنابحي لقول عبادة فيه ما قال ولفضله في نفسه ؟ فقال : المقدم عليهم عبد الرحمن بن غنم الأشعري .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : شامي ، تابعي ، ثقة ، من كبار التابعين .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة : مشهور من ثقات الشاميين ، وقد حدث عن غير واحد من الصحابة ، وقد أدرك عمر وسمع منه .

                                                                          وذكر ابن حبان في التابعين من كتاب " الثقات " وقال : زعموا أن له صحبة ، وليس ذلك بصحيح عندي .

                                                                          وقال أبو عمر بن عبد البر : عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، جاهلي كان مسلما على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولم يفد إليه ، ولازم معاذ بن جبل منذ بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن إلى أن مات في خلافة عمر يعرف بصاحب معاذ لملازمته إياه ، وسمع من عمر بن الخطاب ، وكان أفقه أهل الشام ، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام ، وكانت له جلالة وقدر ، وهو الذي عاتب أبا هريرة وأبا الدرداء بحمص إذ انصرفا من عند علي رسولين لمعاوية ، وكان مما قال لهما : عجبا منكما ، كيف جاز عليكما ما جئتما به تدعوان عليا أن يجعلها شورى وقد علمتما أنه قد بايعه المهاجرون [ ص: 343 ] والأنصار وأهل الحجاز والعراق ، وأن من رضيه خير ممن كرهه ، ومن بايعه خير ممن لم يبايعه ، وأي مدخل لمعاوية في الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافة وهو وأبوه رؤوس الأحزاب ، فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه ، رحمة الله عليه .

                                                                          قال خليفة بن خياط ، وغير واحد : مات سنة ثمان وسبعين .

                                                                          استشهد به البخاري ، وروى له الأربعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية