الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          5848 - (ق) : مرار بن حمويه بن منصور الثقفي ، أبو أحمد [ ص: 352 ] الهمذاني الفقيه يقال : إنه من ولد أبي بكرة الثقفي .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن حمزة الزبيري ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وأحمد بن أبي الحواري ، وإسحاق بن راهويه ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وحفص بن عمر الحوضي ، وروح بن عبد المؤمن ، وسعيد بن أبي مريم ، وأبي صالح عبد الله بن صالح المصري ، وعبد الله بن محمد بن سالم المفلوج القزاز ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعمرو بن حماد بن طلحة القناد ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد بن جعفر الفيدي ، ومحمد بن مصفى الحمصي (ق) ، وأبي غسان محمد بن يحيى الكناني ، ومحمد بن يزيد بن دينار الربذي ، وموسى بن إسماعيل ، والنعمان بن شبل الباهلي ، وأبي الوليد الطيالسي .

                                                                          روى عنه : ابن ماجه ، وإبراهيم بن الحسن بن إسحاق الأدمي ، وأحمد بن أبي غانم الهمذاني ، وجمهور النهاوندي ، وأبو عبد الله الحسن بن علي بن الحسين بن نرداس التيمي الهمداني المعروف بابن أبي الحناء ، وابن أخيه الحسين بن صالح بن حمويه [ ص: 353 ] الثقفي ، وعبد الله بن أحمد بن داود ، ويقال : ابن زياد الدحيمي ، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري ، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعد بن المختار البزاز الهمذاني ، وعيسى بن يزيد الهمذاني إمام الجامع بها ، ومحمد بن إسماعيل الصائغ المكي ، ومحمد بن أبي حفص النصيبي ، ومحمد بن نصر بن عبد الرحمن القطان الهمذاني مموس ، وموسى بن هارون الحافظ ، وأبو حاتم الرازي ، وأبو عروبة الحراني .

                                                                          وروى البخاري حديثا عن أبي أحمد ، عن أبي غسان محمد بن يحيى الكناني ، فقيل : إنه مرار بن حمويه هذا ، وقيل : محمد بن عبد الوهاب النيسابوري ، وقيل : محمد بن يوسف البيكندي .

                                                                          قال الحافظ أبو شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي : نزل عليه أبو حاتم الرازي ، وكتب عنه ، وهو قديم الموت قريب الإسناد جليل الخطر قال : ولجمهور النهاوندي مسائل سأل عنها أبا أحمد المرار بن حمويه ، فأملى عليه الجواب فيها ، من نظر فيها عرف محل المرار من العلم الواسع ، والحفظ ، والإتقان ، والديانة .

                                                                          وقال أيضا : سمعت أحمد بن عمر يقول : سمعت محمد بن عيسى يقول : سمعت أبي يقول : سمعت فضلان بن صالح أخا الحسين بن صالح يقول : قلت لأبي زرعة : أنت أحفظ أم المرار ؟ فقال : أنا أحفظ ، والمرار أفقه .

                                                                          قال : وسمعت أبا جعفر يقول : ما أخرجت همذان أفقه من المرار . قال : وسمعت أبي يقول [ ص: 354 ] سمعت عبد الله بن أحمد بن داود الدحيمي يقول : سمعت المرار يقول : اللهم ارزقني الشهادة ، وأمر يده على حلقه ، وأراني أبي .

                                                                          قال : وكان المرار ثقة عالما فقيها سنيا ، قتل في السنة شهيدا - رحمه الله - ، وقيل : لما كانت فتنة المعتز والمستعين كان على همذان جباخ ، وجغلان من قبل المعتز فاستشار أهل البلد المرار والجرجاني في محاربتهما فأمراهم بالقعود في منازلهم ، فلما أغار أصحابهما على دار سلمة بن سهل وغيرها ، ورموا رجلا بسهم أفتياهم في الحرب ، وتقلد المرار سيفا ، فخرج معهم فقتل بين الفريقين عدد كبير ثم طلب مفلح المرار فاعتصم بأهل قم ، وهرب معه إبراهيم بن مسعود ، فأما إبراهيم فهازلهم وقاربهم فسلم ، وأما المرار فإنه أظهر مخالفتهم في التشيع ، وكاشفهم فأوقعوا به ، وقتلوه .

                                                                          وقال أيضا : أخبرنا أبو طاهر عبد الغفار بن نصر بن أحمد المقرئ قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي الخبازي المقرئ ، قال : حدثنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى إملاء ، قال : سمعت والدي يقول : سمعت أحمد بن الحسن يقول : سمعت أبا الحسن علي بن الحسن الهمذاني يقول : حضرت مجلس مرار بن حمويه فورد عليه كتاب محمد بن عبد الله بن طاهر فعظم حرمته ، وبجله فجعل يقرأه ويتهلل وجهه ، فلما فرغ من قراءته أنشأ يقول :


                                                                          إذا أهل الكرامة أكرموني فلن أخشى الهوان من اللئام [ ص: 355 ]     كريم للكرام علي حق
                                                                          وحقي واجب عند الكرام



                                                                          وقال أيضا : سمعت أحمد بن عمر يقول : سمعت محمد بن عيسى يقول : سمعت أبي يقول : سمعت الحسين بن صالح ابن أخي المرار يقول : قتل المرار سنة أربع وخمسين ومائتين وله أربع وخمسون سنة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية