الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 419 ] 3476 - (بخ ت ) : عبد الله بن غالب الحداني ، أبو قريش ، ويقال : أبو فراس ، البصري العابد .

                                                                          روى عن : أبي سعيد الخدري ( بخ ت ) .

                                                                          روى عنه : أبو مسلمة سعيد بن يزيد ، وعطاء السليمي ، وعون بن أبي شداد ، والقاسم بن الفضل الحداني ، وقتادة ، ومالك بن دينار ( بخ ت ) ، ونصر بن علي الجهضمي الكبير .

                                                                          قال نوح بن قيس : حدثنا عون بن أبي شداد أن عبد الله بن غالب كان يصلي الضحى مائة ركعة ، ويقول : لهذا خلقنا ، وبهذا أمرنا ، ويوشك أولياء الله أن يكافؤوا ويحمدوا .

                                                                          أخبرنا بذلك أحمد بن سلامة ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدثنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنا نصر بن علي ، قال : حدثنا نوح بن قيس ، فذكره .

                                                                          وبه ، قال : حدثنا نوح بن قيس ، عن أخيه خالد بن قيس ، عن قتادة ، أن عبد الله بن غالب كان يقص في مسجد الجامع فمر عليه [ ص: 420 ] الحسن ، فقال : يا عبد الله ، لقد شققت على أصحابك . فقال : ما أرى أعينهم انفقأت ، ولا أرى ظهورهم اندقت ، والله يأمرنا يا حسن أن نذكره كثيرا ، وتأمرنا أن نذكره قليلا كلا لا تطعه واسجد واقترب ثم سجد .

                                                                          قال الحسن : تالله ما رأيت كاليوم ، ما أدري أسجد أم لا .

                                                                          وبه ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا أبو عمرو الأزدي ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا نوح بن قيس ، قال : حدثني نصر بن علي ، قال : كان عبد الله بن غالب إذا أصبح يقول : لقد رزقني الله البارحة خيرا ، قرأت كذا ، وصليت كذا ، وذكرت الله كذا ، وفعلت كذا . فيقال له : يا أبا فراس إن مثلك لا يقول مثل هذا . فيقول : إن الله يقول : وأما بنعمة ربك فحدث وأنتم تقولون : لا تحدث بنعمة ربك . وبه ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الصمد ، قال : حدثنا غسان بن مضر ، قال : حدثنا سعيد بن يزيد ، قال : سجد عبد الله بن غالب ، ومضى رجل إلى الجسر يشتري علفا ، فاشترى حاجته من الجسر ، ورجع وهو ساجد .

                                                                          وبه ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثنا أبو عيسى ، قال : لما كان يوم الزاوية رأيت عبد الله بن غالب دعا بماء فصبه على [ ص: 421 ] رأسه ، وكان صائما ، وكان يوما حارا ، وحوله أصحابه ثم كسر جفن سيفه فألقاه ، ثم قال لأصحابه : روحوا إلى الجنة . قال : فنادى عبد الملك بن المهلب : أبا فراس أنت آمن أنت آمن . فلم يلتفت إليه ، ثم مضى فضرب بسيفه حتى قتل ، فلما قتل دفن ، فكان الناس يأخذون من تراب قبره كأنه مسك يصرونه في ثبابهم .

                                                                          وقال سيار بن حاتم : حدثنا جعفر بن سليمان ، قال : حدثنا مالك بن دينار ، قال : كان عبد الله بن غالب له وردان : ورد بالليل ، وورد بالنهار . قال مالك : وسمعته يقول في دعائه : اللهم إنا نشكو إليك سفه أحلامنا ، ونقص علمنا ، واقتراب آجالنا ، وذهاب الصالحين منا .

                                                                          أخبرنا بذلك أبو العز الحراني ، قال : أنبأنا أبو الفرج بن كليب ، قال : أخبرنا أبو إسماعيل بن ملة ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن أحمد ، قال : حدثنا أبو الشيخ إملاء ، قال : حدثنا أبو بكر الفريابي ، قال : حدثنا ابن أبي زياد ، قال : حدثنا سيار ، فذكره .

                                                                          قال أحمد بن حنبل ، عن يحيى بن سعيد : قتل في الجماجم سنة ثلاث وثمانين .

                                                                          [ ص: 422 ] روى له البخاري في " الأدب " ، والترمذي حديثا واحدا . وقد وقع لنا عاليا عنه .

                                                                          أخبرنا به أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، ومسعود بن أبي منصور الجمال ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ، قال : حدثنا محمد بن غالب .

                                                                          ( ح ) وأخبرنا أبو إسحاق ابن الدرجي ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا إسماعيل بن عبد الله سمويه ، قالا : حدثنا مسلم بن إبراهيم .

                                                                          ( ح ) وأخبرنا أحمد بن سلامة ، قال أنبأنا أبو المكارم اللبان ، وأبو الحسن الجمال .

                                                                          ( ح ) وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو المكارم اللبان ، وأبو جعفر الصيدلاني ، قالوا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا يونس بن حبيب ، قال : حدثنا أبو داود ، قالا : حدثنا صدقة بن موسى ، قال : حدثني مالك بن دينار ، عن عبد الله بن غالب الحداني ، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خصلتان لا تجتمعان في مؤمن : البخل ، وسوء الخلق " . وفي حديث سمويه " لا تجتمع خصلتان في مؤمن : البخل والكذب " .

                                                                          [ ص: 423 ] رواه البخاري عن مسلم بن إبراهيم على اللفظ الأول ، فوافقناه فيه بعلو . ورواه الترمذي عن عمرو بن علي ، عن أبي داود الطيالسي ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          وقد كتبناه في ترجمة صدقة بن موسى من وجهين آخرين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية