الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3710 - (خت ت ق) : عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين [ ص: 421 ] الشامي، أبو سعيد الدمشقي، ثم البيروتي كاتب الأوزاعي .

                                                                          روى عن : الأوزاعي (خت ت ق) .

                                                                          روى عنه : جنادة بن محمد بن أبي يحيى المري ، وأبو الجماهر محمد بن عثمان التنوخي ، وهشام بن عمار (خت ت ق) ، ووساج بن عقبة بن وساج ، ويحيى بن أبي الخصيب .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل ، عن أبيه : ثقة، وكان أبو مسهر يرضاه ويرضى هقلا.

                                                                          وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس.

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : لا بأس به.

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي ، عن دحيم : عمر بن عبد [ ص: 422 ] الواحد ثقة، أصح حديثا من ابن أبي العشرين بكثير، وابن أبي العشرين ضعيف.

                                                                          وقال أبو حاتم : سألت دحيما عنه، قلت : هو أحب إليك أو الوليد بن مزيد؟ قال : ابن أبي العشرين أحب إلي، قلت : كان ابن أبي العشرين صاحب حديث؟ فأومى برأسه، أي : لا.

                                                                          وقال أبو زرعة الرازي ، حديثه مستقيم، وهو من المعدودين في أصحاب الأوزاعي.

                                                                          وقال أبو حاتم : ثقة، كان كاتب ديوان، ولم يكن صاحب حديث.

                                                                          وقال في موضع آخر : ليس بذاك القوي.

                                                                          وقال هشام بن عمار : جلس يحيى بن أكثم ها هنا، وأشار إلى موضع في مسجد دمشق، وعنده الناس، فقال : من أوثق أصحاب الأوزاعي عندكم؟ فجعلوا يذكرون الوليد، وعمر بن عبد الواحد، وغيرهم، وأنا ساكت، فقال : ما تقول يا أبا الوليد؟ فقلت : أوثق أصحابه كاتبه عبد الحميد، فسكت.

                                                                          وقال البخاري : ربما يخالف في حديثه.

                                                                          [ ص: 423 ] وقال النسائي : ليس بالقوي.

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : وعبد الحميد، كما ذكره البخاري، يعرف بغير حديث يرويه غيره، وهو ممن يكتب حديثه.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          استشهد به البخاري ، وروى له الترمذي، وابن ماجه.

                                                                          أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري، وعبد الرحيم بن عبد الملك المقدسيان، وأحمد بن شيبان، وزينب بنت مكي، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزذ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، وأبو البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرخي، قالا : أخبرتنا خديجة بنت محمد بن عبد الله الشاهجانية.

                                                                          (ح) وأخبرنا أبو العز الشيباني، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي، قال : أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن الطبر الحريري، قال : أخبرنا أبو طالب العشاري.

                                                                          [ ص: 424 ] قالا : حدثنا أبو الحسين بن سمعون إملاء، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن زبان الدمشقي بدمشق، قال : حدثنا هشام بن عمار بن نصير السلمي، قال : حدثنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين كاتب الأوزاعي، قال : حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، قال : حدثنا حسان بن عطية، عن سعيد بن المسيب : أنه لقي أبا هريرة، فقال أبو هريرة : أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة، فقال سعيد : أوفيها سوق؟ قال أبو هريرة : نعم، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن أهل الجنة إذا دخلوها، فنزلوا فيها بفضل أعمالهم، فيؤذن لهم في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا فيرون الله، ويبرز لهم عرشه، ويتبدى لهم في روضة من رياض الجنة، فيوضع لهم منابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم، وما فيهم دني، على كثبان المسك والكافور، لا يرون أن أصحاب الكراسي أفضل منهم مجلسا" قال أبو هريرة : وهل نرى ربنا يا رسول الله؟ قال : "نعم، هل تمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر؟" قلنا : لا، قال : "كذلك لا تمارون في رؤية ربكم عز وجل، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة، حتى إنه ليقول للرجل منهم : يا فلان بن فلان، أتذكر يوم عملت كذا وكذا، فيذكره بعض غدراته في الدنيا، فيقول : يا رب، أفلم تغفر لي؟! فيقول : بلى، بسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه، قال فبينا هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط، قال : ثم يقول ربنا عز وجل : قوموا إلى ما أعددت لكم من [ ص: 425 ] الكرامة، فخذوا ما اشتهيتم، قال : فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة، فيه ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم يخطر على القلوب، قال : فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيه شيء ولا يشترى، في ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا، قال : فيقبل الرجل ذو المنزلة الرفيعة، فيلقى من هو دونه، وما فيهم - يعني : دني - فيروعه ما يرى - يعني : عليه من اللباس - فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه، وذلك أنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، قال : ثم ننصرف إلى منازلنا فنلقى أزواجنا، فيقولون : مرحبا وأهلا بحبنا، لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه، قال : فنقول : إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل، وبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا " .

                                                                          رواه الترمذي ، عن محمد بن إسماعيل البخاري، عن هشام بن عمار، عنه، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين، وليس عنده غيره، وقال : غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

                                                                          ورواه ابن ماجه، عن هشام بن عمار، فوافقناه فيه بعلو.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية