الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء


                                                                          3968 - (ع) : عبد الرحمن بن [ ص: 425 ] مل بن عمرو بن عدي بن وهب بن ربيعة بن سعد بن جذيمة ، ويقال : خزيمة ، بن كعب بن رفاعة بن مالك بن نهد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة ، أبو عثمان النهدي الكوفي ، سكن البصرة .

                                                                          أدرك الجاهلية وأسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصدق إليه ، ولم يلقه .

                                                                          روى عن : أبي بن كعب (م د ق) ، وأسامة بن زيد (ع) ، وأنس بن جندل ، وبلال بن رباح (د) ، وجابر بن عبد الله ، وجندب بن كعب الأزدي ، وحذيفة بن اليمان ، وحنظلة الكاتب (م ت ق) ، وزهير بن عمرو الهلالي (م س) ، وزياد بن أبي سفيان ، وزيد بن أرقم (م ت) ، وسعد بن أبي وقاص (خ م د ق) ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل (م ت) ، وسلمان الفارسي (ع) ، وطلحة بن عبيد الله (خ م) ، وعامر بن مالك (س) ، وعبد الله بن عامر (ق) ، وعبد الله بن [ ص: 426 ] عباس (م) ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (خ) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وعبد الله بن مسعود (ع) ، وعبد الرحمن بن أبي بكر الصديق (خ م د) ، وعلي بن أبي طالب (عس) ، وعمر بن الخطاب (خ م د س ق) ، وعمرو بن العاص (خ م ت س) ، وعمران بن حصين ، وقبيصة بن مخارق (م س) ، ومجاشع بن مسعود (خ م) ، وأخيه مجالد بن مسعود (خ م) ، ومطرف بن عوف ، وأبي برزة الأسلمي (م) ، وأبي بكرة الثقفي (م د ق) ، وأبي ذر الغفاري (ت س ق) ، وأبي سعيد الخدري (م) ، وأبي موسى الأشعري (ع) ، وأبي هريرة (ع) ، وعائشة (ق) ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          روى عنه : أيوب السختياني (خ م ت) ، وثابت البناني (م د س) ، وجعفر بن ميمون الأنماطي (م د ت ق) ، والحجاج بن أبي زينب الواسطي (د س ق) ، وحميد الطويل ، وحنان الأسدي (مد ت) ، وخالد الحذاء (خ م ت س) ، وداود بن أبي هند (م س) ، وسعيد الجريري (م د ت ق) ، وسليمان التيمي (ع) ، والضحاك بن يسار ، وأبو السليل ضريب بن نقير ، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي (خ ت س) ، وعاصم الأحول (ع) ، وعباس الجريري (خ م ت س ق) ، وأبو نعامة عبد ربه السعدي (م قد ت س) ، وأبو طالوت عبد السلام بن شداد ، وعبد الكريم بن رشيد البصري ، وعثمان بن غياث (خ م س) ، وعطاء بن عجلان ، وعلي بن زيد بن جدعان (د ق) ، وعمارة بن أبي حفصة ، وعمران بن حدير ، وعوف الأعرابي (خ) ، وعون بن أبي شداد (ق) ، وفائد أبو العوام الجزار (د ق) ، وقتادة (خ م) ، [ ص: 427 ] وموسى أبو العلاء القيني البصري ، وميمون الكردي (عس) ، والنزال بن عمار (د) ، وأبو مجلز لاحق بن حميد ، وأبو التياح يزيد بن حميد (خ د س) ، وأبو حبيب يزيد بن أبي صالح المروزي ، وأبو شمر الضبعي (م س) .

                                                                          قال أبو الحسن ابن البراء ، عن علي ابن المديني : كان جاهليا ثقة ، لقي عمر وابن مسعود ، وقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                          قال أبو الحسن ابن البراء : ونسخت من كتاب علي ابن المديني ولم أسمعه منه : أبو عثمان النهدي واسمه عبد الرحمن بن مل ، ويقال : مل ، وأصله كوفي ، وصار إلى البصرة بعد ، وهو من العرب ، وقد أدرك الجاهلية ، وهاجر إلى المدينة بعد موت أبي بكر ، ووافق استخلاف عمر ، وسمع من عمر ، ولم يسمع من أبي ذر .

                                                                          وقال الحسن بن قتيبة ، عن الضحاك بن يسار : سمعت أبا عثمان النهدي ، يقول : كنت ابن سبع عشرة سنة أرعى إبل أهلي فكان يمر بنا المار جائي من تهامة ، فنقول : ما هذا الصابئ الذي خرج فيكم ؟ فيقول : خرج والله رجل يدعو إلى الله وحده قد أفسد ذات بينهم .

                                                                          وقال عبد القاهر بن السري ، عن أبيه ، عن جده : كان أبو عثمان النهدي من قضاعة ، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ، وكان من ساكني الكوفة ، فلما قتل الحسين تحول إلى البصرة ، وقال : لا أسكن بلدا قتل فيه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحج سنين ما بين حجة وعمرة ، وقال : أتت علي ثلاثون ومائة سنة ، وما مني شيء إلا وقد أنكرته خلا أملي فإني أجده كما هو .

                                                                          [ ص: 428 ] وقال معتمر بن سليمان ، عن أبيه : إني لأحسبن أبا عثمان كان لا يصيب ذنبا كان ليله قائما ونهاره صائما ، وإن كان ليصلي حتى يغشى عليه .

                                                                          وقال سعيد بن عامر ، عن معتمر بن سليمان : كان أبو عثمان النهدي يصلي فربما صلى حتى يغشى عليه ، وكان له يتامى يحضرون طعامه ، فوقع الطاعون فماتوا ، فكان يقول : مات أصحابي .

                                                                          وقال يعقوب بن إسحاق الحضرمي ، عن عبد السلام بن عجلان : كان أبو عثمان النهدي إذا حدث ، قال : ارجعوا مغفورا لكم ، فلو حلفت لبررت أنه مغفور لكم .

                                                                          وقال ثابت البناني ، عن أبي عثمان النهدي : إني لأعلم حين يذكرني الله ، فنقول له : من أين تعلم ذلك ؟ قال : يقول الله عز وجل : ( فاذكروني أذكركم ) فإذا ذكرت الله ذكرني ، قال : وكنا إذا دعونا الله ، قال : والله لقد استجاب الله لنا ثم يقول : ( ادعوني أستجب لكم ) .

                                                                          وقال معتمر بن سليمان ، عن أبيه : كنت أبتدئ أبا عثمان بالحديث فيحدثني به .

                                                                          وقال حفص بن غياث ، عن عاصم الأحول : قلت لأبي عثمان : إنك تحدثنا بالحديث فربما حدثتناه كذلك ، وربما نقصت ، قال : عليك بالسماع الأول .

                                                                          [ ص: 429 ] وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت أبي يقول : أبو عثمان النهدي ثقة ، كان عريف قومه ، سئل أبو زرعة عن أبي عثمان النهدي ، فقال : بصري ثقة .

                                                                          وقال النسائي ، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش : ثقة .

                                                                          قال عمرو بن علي ، وغير واحد : مات سنة خمس وتسعين ، وهو ابن ثلاثين ومائة سنة .

                                                                          وقال يحيى ين معين ، وغير واحد : مات سنة مائة .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات بعد سنة مائة .

                                                                          ويقال : بعد سنة خمس وتسعين .

                                                                          وقال الحافظ أبو نعيم : أسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره ، حج قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية حجتين ، توفي سنة إحدى وثمانين بالبصرة وهو ابن أربعين ومائة سنة ، سلم صدقته إلى سعاة النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين وهو مسلم ثم قدم المدينة في أيام عمر بن الخطاب ، وكان كثير العبادة ، حسن القراءة ، لزم سلمان الفارسي فصحبه اثنتي عشرة سنة .

                                                                          [ ص: 430 ] وقال هشيم : بلغني أن أبا عثمان توفي وهو ابن أربعين ومائة سنة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية