4277 - (ع) : عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن [ ص: 433 ] أبي العاص بن أمية القرشي الأموي ، أبو حفص المدني ثم الدمشقي أمير المؤمنين ، الإمام ، العادل والخليفة الصالح .
وأمه أم عاصم حفصة ، وقيل : ليلى بنت عاصم بن عمر بن الخطاب .
ولي الخلافة بعد ابن عمه سليمان بن عبد الملك بن مروان .
وكان من أئمة العدل وأهل الدين والفضل ، وكانت ولايته تسعة وعشرين شهرا مثل ولاية أبي بكر الصديق .
[ ص: 434 ] روى عن : وصلى أنس بن مالك خلفه ، وقال : ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى ، وعن أنس الربيع بن سبرة بن معبد الجهني (م) ، والسائب بن يزيد ، ، واستوهب من سهل بن سعد قدحا شرب منه النبي صلى الله عليه وسلم فوهبه له ، وعن وسعيد بن المسيب عامر بن سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن إبراهيم بن قارظ (م س) ، ويقال : إبراهيم بن عبد الله بن قارظ (م) ، وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب (د سي ق) ، (م س) ، وعروة بن الزبير وعقبة بن عامر الجهني (ق) يقال : مرسل ، ومحمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، ومات قبله ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ونوفل بن مساحق العامري (ت) ، ويحيى بن القاسم بن عبد الله بن عمرو بن العاص ، ويوسف بن عبد الله بن سلام (د) ، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام (ع) ، (س) ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف وخولة بنت حكيم (ت) ، مرسل .
روى عنه : (م) ، إبراهيم بن أبي عبلة وإبراهيم بن يزيد النصري ، وإسماعيل بن أبي حكيم ، (د) ، وأيوب السختياني وتمام بن نجيح (ي) ، وتوبة العنبري (س) ، ومولاه ثروان أبو علي ، والحكم بن عمر الرعيني ، ، وحميد الطويل ورجاء بن حيوة ، ورزيق بن حيان الفزاري ، وروح بن جناح ، وأخوه زبان بن عبد العزيز بن مروان ، وزياد بن حبيب ، وسليمان بن داود [ ص: 435 ] الخولاني ، وصالح بن محمد بن زائدة أبو واقد الليثي الصغير (ق) ، وصخر بن عبد الله بن حرملة المالجي ، وابنه عبد الله بن عمر بن عبد العزيز ، وعبد الله بن العلاء بن زبر ، وعبد الله بن محمد العدوي ، وابنه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ، وعبد الملك بن الطفيل الجزري (س) فيما كتب إليهم ، وعثمان بن داود الخولاني ، وعمر بن عبد الملك الكناني ، وعمرو بن عامر البجلي والد أسد بن عمرو القاضي ، وعمرو بن مهاجر (ي) ، وعمير بن هانئ العنسي ، وعنبسة بن سعيد بن العاص (خ م) قوله في القسامة . وعيسى بن أبي عطاء الكاتب ، وغيلان بن أنس (ي) ، وكاتبه ليث بن أبي رقية الثقفي (خد) ، وأبو هاشم مالك بن زياد الحمصي ، ومحمد بن الزبير الحنظلي (مد) ، ومحمد بن أبي سويد الثقفي ، ومحمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز (س) ، (م س) ، ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، ومحمد بن المنكدر ومروان بن جناح ، ومسلمة بن عبد الله الجهني ، وابن عمه مسلمة بن عبد الملك بن مروان ، والنضر بن عربي (د) ، وكاتبه نعيم بن عبد الله بن همام القيني (س) ، ونوفل بن الفرات ، ومولاه هلال أبو طعمة (د سي ق) ، والوليد بن هشام المعيطي (خد) ، ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ويزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك ، ويعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس (د) ، وأبو بكر بن محمد بن عمرو [ ص: 436 ] بن حزم (ع) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن (م س) وهو من شيوخه ، وأبو الصلت (د) .
ذكره في الطبقة الثالثة من تابعي أهل المدينة . محمد بن سعد
قال : وأمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب .
قالوا : ولد سنة ثلاث وستين وهي السنة التي ماتت فيها ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .
قال : وكان ثقة مأمونا ، له فقه وعلم وورع ، وروى حديثا كثيرا ، وكان إمام عدل رحمه الله ورضي عنه .
وذكره أبو الحسن بن سميع الدمشقي في الطبقة الرابعة .
وقال الزبير بن بكار : ولد عبد العزيز بن مروان بن الحكم : عمر بن عبد العزيز استخلفه سليمان بن عبد الملك ، وعاصما ، وأبا بكر ، ومحمدا لا عقب له ، وأمهم أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب .
وذكر غيرهم .
وقال عمرو بن علي : سمعت عبد الله بن داود يقول : طلحة بن يحيى ، والأعمش ، وهشام بن عروة ، وعمر بن عبد العزيز ولدوا مقتل الحسين بن علي يعني سنة إحدى وستين .
وكذلك قال خليفة بن خياط ، وغير واحد أنه ولد سنة إحدى وستين .
وذكر سعيد بن كثير بن عفير أنه كان أسمر دقيق الوجه [ ص: 437 ] حسنه ، نحيف الجسم ، حسن اللحية ، غائر العينين ، بجبهته أثر نفحة دابة ، قد وخطه الشيب .
وقال إسماعيل بن علي الخطبي : رأيت صفته في بعض الكتب أنه كان رجلا أبيض ، رقيق الوجه جميلا ، نحيف الجسم ، حسن اللحية ، غائر العينين ، بجبهته أثر نفحة حافر دابة فلذلك سمي أشج بني أمية ، وكان قد وخطه الشيب .
وقال آدم بن أبي إياس عن ضمرة بن ربيعة : حدثنا أبو علي ثروان مولى عمر بن عبد العزيز قال : دخل عمر بن عبد العزيز إلى إصطبل أبيه وهو غلام فضربه فرس فشجه ، فجعل أبوه يمسح عنه الدم ، ويقول : إن كنت أشج بني أمية إنك إذا لسعيد .
وقال ضمام بن إسماعيل عن أبي قبيل : إن عمر بن عبد العزيز بكى وهو غلام صغير فبلغ ذلك أمه فأرسلت إليه وقالت : ما يبكيك ؟ قال : ذكرت الموت .
قال : وكان يومئذ قد جمع القرآن وهو غلام صغير فبكت أمه حين بلغها ذلك .
وقال أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الأسود عن جده أبي الأسود عن الضحاك بن عثمان أن عبد العزيز بن مروان ضم عمر بن عبد العزيز إلى ، فلما حج أتاه فسأله عنه ، فقال : ما خبرت أحدا الله أعظم في صدره من هذا الغلام . صالح بن كيسان
وقال عمر بن شبة : حدثنا ابن عائشة قال : سمعت أبي يقول : قيل ليحيى بن الحكم بن أبي العاص : ما بال عمر بن [ ص: 438 ] عبد العزيز ومولده مولده ومنشأه منشأه جاء على ما رأيت ؟ قال : إن أباه أرسله وهو شاب إلى الحجاز سوقة ، فكان يغضب الناس ويغضبونه ويمحصهم ويمحصونه . والله لقد كان الحجاج وما عربي أحسن منه أدبا فطالت ولايته فكان لا يسمع إلا ما يحب فمات ، وإنه لأحمق سيئ الأدب .
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : حدثنا أبي قال : حدثنا المفضل بن عبد الله عن داود بن أبي هند قال : دخل علينا عمر بن عبد العزيز من هذا الباب - يعني بابا من أبواب مسجد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم - فقال رجل من القوم : بعث إلينا الفاسق بابنه هذا يتعلم الفرائض والسنن ، ويزعم أنه لن يموت حتى يكون خليفة ويسير بسيرة عمر بن الخطاب! فقال لنا داود : فوالله ما مات حتى رأينا ذلك فيه .
وقال أبو زرعة الدمشقي : حدثنا عبيد بن حبان عن مالك بن أنس قال : كان عمر بن عبد العزيز بالمدينة قبل أن يستخلف وهو يعنى بالعلم ويحفر عنه ويجالس أهله ، ويصدر عن رأي سعيد بن المسيب وكان سعيد لا يأتي أحدا من الأمراء غير عمر ، أرسل إليه عبد الملك فلم يأته وأرسل إليه عمر فأتاه . وكان عمر يكتب إلى سعيد في علمه .
قال أبو زرعة : فحدثت به عبد الرحمن بن إبراهيم فحدثني عن ابن وهب عن عبد الجبار الأيلي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال : قدمت المدينة وبها ابن المسيب وغيره وقد بذهم عمر يومئذ رأيا .
[ ص: 439 ] وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، قال : لما قدم عمر بن عبد العزيز المدينة واليا عليها كف حاجبه الناس ثم دخلوا ، فسلموا عليه ، فلما صلى الظهر دعا عشرة نفر من فقهاء البلد : عروة بن الزبير ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وأبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ، وأبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة ، وسليمان بن يسار ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله ، وعبد الله بن عامر بن ربيعة ، وخارجة بن زيد بن ثابت ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : إني أدعوكم لأمر تؤجرون عليه وتكونون فيه أعوانا على الحق ، ما أريد أن أقطع أمرا إلا برأيكم أو برأي من حضر منكم ، فإن رأيتم أحدا يتعدى أو بلغكم عن عامل ظلامة فأحرج بالله على أحد بلغه ذلك إلا أبلغني .
فجزوه خيرا ، وافترقوا .
وقال ابن وهب ، عن الليث : حدثني قادم البربري أنه ذاكر شيئا من قضاء عمر بن عبد العزيز إذ كان بالمدينة ، قال : فقال له ربيعة : كأنك تقول : إنه أخطأ ، والذي نفسي بيده ، ما أخطأ قط . ربيعة بن أبي عبد الرحمن
وقال عطاء بن مسلم الخفاف عن : سئل عمرو بن قيس الملائي عن عمر بن عبد العزيز ، فقال : أما علمت أن لكل قوم نجيبة ، وإن نجيبة بني أمية عمر بن [ ص: 440 ] عبد العزيز ، وإنه يبعث يوم القيامة أمة وحده . محمد بن علي بن الحسين
وقال علي بن حرب عن سفيان بن عيينة : سألت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز حين قدم علينا : كم أتى على عمر ؟ قال : مات ولم يتم أربعين سنة .
وذكر أشياء من فضله .
قال : وقال : أتيناه نعلمه فما برحنا حتى تعلمنا منه . مجاهد
قال : وقال : ما كانت العلماء عند عمر بن عبد العزيز إلا تلامذة . ميمون بن مهران
وقال البخاري : وقال موسى : حدثنا نوح بن قيس ، قال : سمعت يقول : لا نعلم أحدا ممن أدركنا كان آخذ عن نبي الله صلى الله عليه وسلم منه - يعني : عمر بن عبد العزيز . أيوب
وقال محمد بن مسلم بن أبي الوضاح عن : ما رأيت رجلا قط خيرا من عمر بن عبد العزيز . خصيف
وقال ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى ، عن رياح بن عبيدة : خرج عمر بن عبد العزيز إلى الصلاة وشيخ متوكئ على يده ، فقلت في نفسي : إن هذا الشيخ جاف ، فلما صلى ودخل لحقته فقلت : أصلح الله الأمير! من الشيخ الذي كان يتكئ على يدك ؟ فقال : يا رياح رأيته ؟ قلت : نعم . قال : ما أحسبك يا رياح إلا رجلا صالحا ، ذاك أخي الخضر أتاني فأعلمني أني سألي أمر هذه الأمة وأني سأعدل فيها .
[ ص: 441 ] وقال علي بن أبي حملة عن أبي الأعيس : كنت جالسا مع خالد بن يزيد في صحن بيت المقدس ، فأقبل شاب عليه مقطعات ، فأخذ بيد خالد ، فقال : هل علينا من عين ؟ قال أبو الأعيس : فبدرت أنا فقلت : عليكما من الله عين ناظرة وأذن سامعة . قال : فترقرقت عينا الفتى ، فأرسل يده من يد خالد وولى . فقلت : من هذا ؟ قال : هذا عمر بن عبد العزيز ابن أخي أمير المؤمنين ، ولئن طالت بك حياة لترينه إمام هدى . وقال سعيد بن عامر الضبعي ، عن ابن عون : لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة قام على المنبر ، فقال : يا أيها الناس ، إن كرهتموني لم أقم عليكم . قالوا : رضينا رضينا . فقال ابن عون : آلآن حين طاب الأمر .
وقال يحيى بن حمزة ، عن سليمان بن داود الخولاني : إن رجلا بايع عمر بن عبد العزيز فمد يده إليه ، ثم قال : بايعني بلا عهد ولا ميثاق وأطعني ما أطعت الله فإن عصيت الله فلا طاعة لي عليك . فبايعه .
وقال أبو مسهر ، عن سعيد بن عبد العزيز : كانت خلافة سليمان بن عبد الملك كأنها خلافة عمر بن عبد العزيز ، كان إذا أراد شيئا قال له : ما تقول يا أبا حفص ؟ قال : فعهد إلى عمر بن عبد العزيز فأقام سنتين ونصفا ثم مات بدير سمعان .
وقال عبيد الله بن سعد ، عن عمه يعقوب بن إبراهيم بن سعد : توفي سليمان يوم الجمعة لعشر خلون من صفر سنة تسع [ ص: 442 ] وتسعين ، واستخلف عمر بن عبد العزيز في ذلك اليوم .
وقال يحيى بن بكير عن الليث بن سعد نحو ذلك إلا أنه قال : لعشر ليال بقين من صفر .
وقال الزبير بن بكار : حدثني محمد بن سلام عن سلام بن سليم قال : لما ولي عمر بن عبد العزيز صعد المنبر فكان أول خطبة خطبها حمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس ، من صحبنا فليصحبنا بخمس وإلا فلا يقربنا : يرفع إلينا حاجة من لا يستطيع رفعها ، ويعيننا على الخير بجهده ، ويدلنا من الخير على ما لا نهتدي إليه ، ولا يغتابن عندنا الرعية ، ولا يعترض فيما لا يعنيه . فانقشع عنه الشعراء والخطباء وثبت الفقهاء والزهاد ، وقالوا : ما يسعنا أن نفارق هذا الرجل حتى يخالف فعله قوله .
وقال فضيل بن عياض عن السري بن يحيى : إن عمر بن عبد العزيز حمد الله تعالى ثم خنقته العبرة ثم قال : أيها الناس ، أصلحوا آخرتكم تصلح لكم دنياكم وأصلحوا سرائركم تصلح لكم علانيتكم ، والله إن عبدا ليس بينه وبين آدم أب إلا قد مات إنه لمغرق له في الموت .
وقال إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر : إن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قام في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ، إنه لا كتاب بعد القرآن ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا وإني لست بقاض ولكني منفذ ، ألا وإني لست بمبتدع ولكن متبع . إن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بظالم ، ألا وإن [ ص: 443 ] الإمام الظالم هو العاصي ، ألا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
وقال الأصمعي ، عن الوليد بن يسار الخزاعي : لما استخلف عمر بن عبد العزيز قال للحاجب : أدن مني قريشا ووجوه الناس ، ثم قال لهم : إن فدك كانت بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يضعها حيث أراه الله ، ثم وليها أبو بكر ففعل مثل ذلك ، ثم وليها عمر ففعل مثل ذلك - قال الأصمعي : وخفي علي ما قال في عثمان - ثم إن مروان أقطعها فوهبها لمن لا يرثه من بني بنيه فكنت أحدهم ، ثم ولي الوليد فوهب لي نصيبه ، ثم ولي سليمان فوهب لي نصيبه ، ثم لم يكن من مالي شيء أرد علي منها ألا وإني قد رددتها موضعها .
قال : فانقطعت ظهور الناس ويئسوا من المظالم .
وقال جرير بن عبد الحميد ، عن مغيرة : جمع بني مروان حين استخلف ، فقال : عمر بن عبد العزيز . إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت له فدك ينفق منها ويعود منها على صغير بني هاشم ويزوج منها أيمهم ، وإن فاطمة سألته أن يجعلها لها فأبى ، وكانت كذلك في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مضى لسبيله ، فلما أن ولي أبو بكر عمل فيها بما عمل النبي صلى الله عليه وسلم حياته حتى مضى لسبيله ، فلما أن ولي عمر عمل فيها بمثل ما عملا حتى مضى لسبيله . ثم أقطعها مروان ، ثم صارت لعمر بن عبد العزيز . قال عمر : فرأيت أمرا منعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ليس لي بحق ، وإني أشهدكم أني قد رددتها على ما كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ ص: 444 ] رواه أبو داود في كتاب " المراسيل " عن عبد الله بن الجراح عن جرير .
وقال يعقوب بن سفيان : حدثني هشام بن عمار قال : حدثنا يحيى بن حمزة قال : حدثنا سليمان بن داود أن عبدة بن أبي لبابة بعث معه بخمسين ومائة يفرقها في فقراء الأمصار ، قال : فأتيت الماجشون فسألته فقال : ما أعلم أن فيهم اليوم محتاج ، أغناهم عمر بن عبد العزيز ، فزع إليهم فلم يترك منهم أحدا إلا ألحقه .
وقال أيضا : حدثنا زيد بن بشر قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدثني ابن زيد عن عمر بن أسيد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب قال : إنما ولي عمر بن عبد العزيز سنتين ونصفا ثلاثين شهرا ، والله ما مات عمر بن عبد العزيز حتى جعل الرجل يأتينا بالمال العظيم فيقول : اجعلوا هذا حيث ترون في الفقراء ، فما نبرح حتى يرجع بماله يتذكر من يضعه فيهم فلا يجدهم ، فيرجع بماله ، قد أغنى عمر بن عبد العزيز الناس .
وقال جرير بن حازم عن عيسى بن عاصم : كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن عدي : إن للإسلام سننا وشرائع وفرائض فمن استكملها استكمل الإيمان ، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان ; فإن أعش أبينها لكم لتعملوا بها ، وإن أمت فما أنا على صحبتكم بحريص .
[ ص: 445 ] وقال محمد بن سعد ، عن سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء : قال عمر بن عبد العزيز : إن نفسي هذه نفس تواقة وإنها لم تعط من الدنيا شيئا إلا تاقت إلى ما هو أفضل منه ، فلما أعطيت الذي لا أفضل منه في الدنيا تاقت إلى ما هو أفضل من ذلك .
قال سعيد : الجنة أفضل من الخلافة .
وقال عبد ربه بن أبي هلال ، عن ميمون بن مهران : قلت لعمر بن عبد العزيز ليلة بعد ما نهض جلساؤه : يا أمير المؤمنين ، ما بقاؤك على ما أرى ، أما أول الليل فأنت في حاجات الناس ، وأما وسط الليل فأنت مع جلسائك ، وأما آخر الليل فالله أعلم ما تصير إليه . قال : فعدل عن جوابي وضرب على كتفي فقال : ويحك يا ميمون إني وجدت لقي الرجال تلقيحا لألبابهم .
وقال عبد الله بن وهب ، عن عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي : أن عمر بن عبد العزيز كان يقول : ليس تقوى الله بصيام النهار وقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك ، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله ، فمن رزق بعد ذلك خيرا فهو خير إلى خير .
وقال جعفر بن سليمان الضبعي ، عن : لما جاء نعي عمر بن عبد العزيز ، قال هشام بن حسان : مات خير الناس . الحسن
ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .
[ ص: 446 ] قال عمرو بن علي : ملك سنتين وخمسة أشهر وخمسة عشر يوما ، ومات يوم الجمعة لعشر بقين من رجب سنة إحدى ومائة .
وكذلك قال أبو نعيم ، وأبو مسهر ، وغير واحد : إنه مات في رجب سنة إحدى ومائة .
وقال الهيثم بن عدي : مات سنة اثنتين ومائة .
والصحيح الأول ، وفي بعض ما ذكرناه خلاف .
روى له الجماعة .
أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، وأبو المواهب بن ملوك الوراق ، قالا : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن المظفر الحافظ ، قال : أخبرنا أبو بكر الباغندي ، قال : حدثنا عيسى بن حماد زغبة ، قال : أخبرنا الليث بن سعد ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة . " أيما امرئ أفلس ثم وجد رجل متاعه عنده بعينه فهو أولى به من غيره "
[ ص: 447 ] أخرجوه من حديث يحيى بن سعيد .
وليس له عند البخاري غيره ، وقد وقع لنا بعلو .