الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3491 - ( ع ) : عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب بن [ ص: 447 ] عامر بن عتر بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن جماهر بن الأشعر ، أبو موسى الأشعري .

                                                                          قيل : إنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة فأسلم ، ثم هاجر إلى أرض الحبشة ، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحاب السفينتين بعد فتح خيبر ، فأسهم لهم ولم يسهم لأحد لم يشهد فتح خيبر غيرهم . وقيل : إنه قدم مكة ، فحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص ثم رجع إلى بلاد قومه ، ثم خرج في خمسين رجلا من قومه في سفينة فألقتهم الريح إلى أرض الحبشة فوافقوا بها جعفر بن أبي طالب ، فأقاموا عنده ، ثم خرجوا معه إلى المدينة . وهذا هو الصحيح .

                                                                          وعمل للنبي صلى الله عليه وسلم على زبيد ، وعدن ، وساحل اليمن . واستعمله عمر بن الخطاب على الكوفة والبصرة . وشهد وفاة [ ص: 448 ] أبي عبيدة بن الجراح بالأردن . وشهد خطبة الجابية . وقدم دمشق على معاوية .

                                                                          روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ع ) ، وعن أبي بن كعب ( م ) ، وعبد الله بن مسعود ( خت ) ، وعلي بن أبي طالب ، وعمار بن ياسر ( م د س ) ، وعمر بن الخطاب ( خ م س ق ) ، ومعاذ بن جبل ( د س ) ، وأبي بكر الصديق ، وابنته عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ( م ت ) .

                                                                          روى عنه : ابنه إبراهيم بن أبي موسى الأشعري ( م س ق ) ، والأسود بن يزيد النخعي ( خ م ت س ) ، وأسيد بن المتشمس التميمي ( ق ) ، وأنس بن مالك الأنصاري ( ع ) ، ويزيد بن أبي مريم السلولي ( ق ) ، وثابت بن قيس النخعي ( س ) ، والحسن البصري ( س ق ) ، وحطان بن عبد الله الرقاشي ( م د س ق ) ، وربعي بن حراش ( م ق ) ، وزهدم بن مضرب الجرمي ( خ م ت س ) ، وزياد ، وزيد ( د ) جدا الربيع بن أنس الخراساني ، وزيد بن وهب الجهني ( م ) ، وأبو سعيد سعد بن مالك الخدري ( خ م د ت ق ) ، وسعيد بن جبير ( س ) ، وسعيد بن المسيب ( خ م ) ، وسعيد بن أبي هند ( بخ 4 ) ، وأبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي ( ع ) ، وصفوان بن محرز المازني ( م س ) ، والضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب ( ت ق ) ، وطارق بن شهاب ( خ م س ) ، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي ( س ) ، وأبو الأسود ظالم بن عمرو الدؤلي ( م ) ، وعامر الشعبي ( د ) ، وعبد الله بن بريدة ( س ) ، وأبو عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ( خ م س ) ، وعبد الله بن نافع مولى بني هاشم ( د ) ، وعبد الرحمن بن عرزب ( ق ) - على خلاف فيه - [ ص: 449 ] وعبد الرحمن بن غنم الأشعري ( د ) ، وأبو عثمان عبد الرحمن بن مل النهدي ( ع ) ، وعبد الرحمن بن نافع بن عبد الحارث ( بخ س ) ، وعبد الرحمن بن يزيد النخعي ( م س ق ) ، وعبيد بن حنين ( بخ ) ، وعبيد بن عمير ( خ م ) ، وعلقمة بن قيس النخعي ، وعمرو بن جراد ( ق ) جد الربيع بن بدر ، وأبو الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي ( م س ) ، وغنيم بن قيس المازني ( 4 ) وقسامة بن زهير ( د ت ) ، وقيس بن أبي حازم ( س ) ، وكليب بن شهاب الجرمي والد عاصم بن كليب ( ق ) ، ومرة بن شراحيل الهمداني الطيب ( خ م ت س ق ) ، ومسروق بن أوس الحنظلي ( د س ق ) ، وابنه موسى بن أبي موسى الأشعري ( ت ق ) ، وهزيل بن شرحبيل ( خ د ت ق ) ، وأبو مجلز لاحق بن حميد ( س ) ، وابناه : أبو بردة بن أبي موسى ( ع ) ، وأبو بكر بن أبي موسى ( ع ) ، وأبو رافع الصائغ ( س ) ، وأبو عائشة القرشي جليس أبي هريرة ( د ) ، وأبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود ( م س ق ) ، وأبو كبشة السدوسي ( د ) ، وأبو كنانة القرشي ( بخ د ) ، وامرأته أم عبد الله ( م س ) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية ، قال : وأمه ظبية بنت وهب من عك ، وكانت قد أسلمت ، وماتت بالمدينة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان أحسن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم صوتا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود " . وكان عمر استخلفه على البصرة ، وهو فقههم وعلمهم ، وولي الكوفة أيضا في زمن عثمان .

                                                                          [ ص: 450 ] وقال عبد الله بن بريدة : كان خفيف اللحم ، قصيرا أثط .

                                                                          وقال حميد ، عن أنس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقدم عليكم غدا قوم هم أرق قلوبا للإسلام منكم " . فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري فلما دنوا من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون : غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه . فلما أن قدموا تصافحوا ، فكانوا هم أول من أحدث المصافحة .

                                                                          وقال سماك بن حرب ، عن عياض الأشعري : لما نزلت فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هم قومك يا أبا موسى " . وقيل : عن عياض ، عن أبي موسى .

                                                                          وقال حميد ، عن أنس : إن الهرمزان نزل على حكم عمر ، يعني : حين فتحت تستر ، فبعث به أبو موسى مع أنس إلى عمر ، قال : فقدمت به عليه ، فقال له عمر : تكلم لا بأس عليك ، فاستحياه فأسلم ، وفرض له .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله ، عن أبي الحسن علي بن أحمد بن أسد التميمي الأخباري : سمعت أبا بكر أحمد بن جعفر بن المطهر الأديب ببغداد ، يقول : حدثني أحمد بن سلم العلاف الكوفي ، عن رجاله ، قال : [ ص: 451 ] لما أخذ أبو موسى الأشعري الهرمزان بعث به في وثاق إلى عمر بن الخطاب مع أنس بن مالك فسار به أنس ، فلما قرب إلى المدينة كتب إلى عمر وخبره بحاله ، فكتب إليه عمر : أن عظموا أسيركم ، وأدخلوه المدينة على هيئة جميلة . فأدخل المدينة وعليه الديباج ، وفي وسطه منطقة من ذهب ، وعليه قلائد من ذهب مرصعة بالجواهر ، فلما دخلوا به على عمر ، قام ابن ذي النمر الخزاعي ، فقال : يا أمير المؤمنين إن الناس إلى ذم المحسن أقرب منهم إلى ذم المسيء ، وإن والينا خير وال ، يأخذ منا الحق أغنى ما نكون عنه ، ويعطيناه أحوج ما نكون إليه . أسد بالنهار ، راهب بالليل ، يأكل طعام أزهدنا ، ويلبس ثياب أفقرنا ، يقاتل قتال الصعلوك ، ويسوس سياسة الملوك ، فجزاك الله عنا فيه خيرا وجزاه عنا فيك خيرا ، ثم أنشأ يقول :


                                                                          قدمنا المدينة بالهرمزان عليه القلائد والمنطقة     يزف إليك كزف العروس
                                                                          على بغلة سهوة معنقة     قد أنزله الله من حصنه
                                                                          على الحكم يرجوك أن تعتقه     وذا الأشعري لنا والد
                                                                          وأم بنا برة مشفقة     تهيئ المهاد لأولادها
                                                                          وتنقض عن لطفها المرفقة     ترى الوجه منه طليقا لنا
                                                                          ونلقاه بالأوجه المشرقة     فلسنا نريد به غيره
                                                                          عليه الجماعة مستوسقه     فلا تشمتن بنا حاسدا
                                                                          رماه بأسهمه المفرقة

                                                                          قال : فأشرق وجه عمر سرورا بكلامه .

                                                                          [ ص: 452 ] وقال مجالد ، عن الشعبي : كتب عمر في وصيته : أن لا يقر لي عامل أكثر من سنة ، وأقروا الأشعري أربع سنين .

                                                                          ومناقبه وفضائله كثيرة جدا .

                                                                          قال علي بن عمرو الأنصاري عن الهيثم بن عدي ، وأبو عبيد ، وأبو عمر الضرير : مات سنة اثنتين وأربعين .

                                                                          وقال أبو نعيم ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وقعنب بن المحرر ، وأبو بكر وعثمان : ابنا أبي شيبة ، وعبد الله بن براد الأشعري : مات سنة أربع وأربعين .

                                                                          زاد ابن براد : في ذي الحجة ، وكان سنه نيفا وستين سنة .

                                                                          وقال أبو بكر : وهو ابن ثلاث وستين سنة .

                                                                          وقال أبو عبيد في موضع آخر : يقال : مات سنة تسع وأربعين .

                                                                          وقال أبو سليمان بن زبر ، عن أبيه ، عن أحمد بن عبيد ، عن الهيثم بن عدي ، والمدائني : مات سنة خمسين .

                                                                          وقال خليفة بن خياط : مات سنة خمسين ، ويقال : سنة إحدى وخمسين .

                                                                          [ ص: 453 ] وقال الواقدي ، عن خالد بن إلياس ، عن أبي بكر بن أبي الجهم ، مات سنة اثنتين وخمسين .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن المدائني : مات سنة ثلاث وخمسين .

                                                                          وقال غيره : مات بمكة ، وقيل : بالثوية على ميلين من الكوفة .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية