الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          5902 - (ع) : مسروق بن الأجدع الهمداني الوادعي أبو [ ص: 452 ] عائشة الكوفي ، وهو مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية بن عبد الله بن مر بن سلمان ، ويقال : سلامان بن معمر بن الحارث بن سعد بن عبد الله بن وادعة بن عمرو بن عامر بن ناشج بن رافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان . قال الحافظ أبو بكر الخطيب : يقال : إنه سرق وهو صغير ، ثم وجد فسمي مسروقا ، وأسلم أبوه الأجدع .

                                                                          روى عن : أبي بن كعب (س) ، وخباب بن الأرت (خ م ت س) ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب (س) ، وعبد الله بن عمرو بن العاص (ع) ، وعبد الله بن مسعود [ ص: 453 ] (ع) ، وعبيد بن عمير الليثي ، وهو من أقرانه ، وعثمان بن عفان ، وعلي بن أبي طالب (س) ، وعمر بن الخطاب (د ق) ، ومعاذ بن جبل (4) ، ومعقل بن سنان الأشجعي (د س ق) ، والمغيرة بن شعبة (خ م س ق) ، وأبي بكر الصديق ، وسبعية الأسلمية (ق) ، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (ع) ، وأمها أم رومان (خ) يقال : مرسل ، وأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (ق) .

                                                                          روى عنه : إبراهيم النخعي (ع) ، وأنس بن سيرين ، وأيوب بن هانئ (ق) ، وحبال بن رفيدة ، وأبو وائل شقيق بن سلمة (ع) ، وعامر الشعبي (ع) ، وعبد الله بن مرة الخارفي (ع) ، وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود (خ م) ، وعبيد بن نضلة (س) ، وعمارة بن عمير ، والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود (س) ، وابن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع (س) ، ومحمد بن نشر الهمداني ، وأبو الضحى مسلم بن صبيح (ع) ، ومكحول الشامي (س) ، ويحيى بن الجزار (س) ، ويحيى بن وثاب (خ م ت س ق) ، وأبو الأحوص الجشمي (سي) ، وأبو إسحاق السبيعي (م د س) ، وأبو الشعثاء المحاربي (ع) ، وامرأته قمير بنت عمرو (س) .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل الكوفة .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : مسروق بن الأجدع [ ص: 454 ] كان أبوه أفرس فارس باليمن ، ومسروق ابن أخت عمرو بن معديكرب ، وعمرو خاله .

                                                                          وقال مجالد عن الشعبي عن مسروق : لقيت عمر بن الخطاب فقال : ما اسمك فقلت : مسروق بن الأجدع ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : الأجدع شيطان ، أنت مسروق بن عبد الرحمن . قال الشعبي : فرأيته في الديوان مسروق بن عبد الرحمن .

                                                                          وقال مالك بن مغول : سمعت أبا السفر عن مرة قال : ما ولدت همدانية مثل مسروق .

                                                                          وقال أيوب الطائي ، عن الشعبي : ما علمت أن أحدا كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق .

                                                                          وقال منصور عن إبراهيم : كان أصحاب عبد الله الذين يقرئون الناس ، ويعلمونهم السنة : علقمة ، والأسود ، وعبيدة ، ومسروق ، والحارث بن قيس ، وعمرو بن شرحبيل .

                                                                          [ ص: 455 ] وقال عبد الملك بن أبجر عن الشعبي : كان مسروق أعلم بالفتوى من شريح ، وكان شريح أعلم بالقضاء من مسروق ، وكان شريح يستشير مسروقا ، وكان مسروق لا يستشير شريحا .

                                                                          وقال شعبة عن أبي إسحاق : حج مسروق فلم ينم إلا ساجدا على وجهه حتى رجع .

                                                                          وقال أنس بن سيرين ، عن امرأة مسروق : كان مسروق يصلي حتى تورم قدماه ، فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل : قال سفيان بن عيينة : بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد .

                                                                          وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : ثقة لا يسأل عن مثله .

                                                                          وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : مسروق أحب إليك عن عائشة أو عروة ؟ فلم يخير .

                                                                          وقال علي بن المديني : ما أقدم على مسروق أحدا من [ ص: 456 ] أصحاب عبد الله ، صلى خلف أبي بكر ، ولقي عمر ، وعليا ، ولم يرو عن عثمان شيئا ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله ، والمغيرة ، وخباب بن الأرت . هذا ما انتهى إلينا من لقيه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                          وقال العجلي : كوفي تابعي ثقة ، وكان أحد أصحاب عبد الله الذين يقرئون ويفتون ، وكان يصلي حتى ترم قدماه .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة ، وله أحاديث صالحة .

                                                                          أخبرنا أبو العز بن المجاور الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الحافظ ، قال : أخبرنا عبيد الله بن عمر الواعظ قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا يعقوب بن أحمد بن ثوابة بحمص ، قال : حدثنا سعيد بن عثمان التنوخي ، قال : حدثنا علي بن الحسن السامي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن فطر بن خليفة ، عن الشعبي قال : غشي على مسروق بن الأجدع في يوم صائف وهو صائم ، وكانت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قد تبنته ، فسمى ابنته عائشة ، وكان لا يعصي ابنته شيئا ، قال : فنزلت إليه فقالت : يا أبتاه أفطر واشرب . قال : ما أردت بي يا بنية ؟ قالت : الرفق . قال : يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة .

                                                                          [ ص: 457 ] قال أبو نعيم : مات سنة اثنتين وستين .

                                                                          وقال محمد بن عبد الله بن نمير ، ويحيى بن بكير ، ومحمد بن سعد : مات سنة ثلاث وستين .

                                                                          وقال هارون بن حاتم ، عن الفضل بن عمرو : مات وله ثلاث وستون .

                                                                          روى له الجماعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية