الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          3499 - ( ع ) : عبد الله بن كثير الداري المكي ، أبو معبد القارئ ، مولى عمرو بن علقمة الكناني ، من أبناء فارس . وكان عطارا بمكة ، وأهل مكة يقولون للعطار : داري . ويقال : إنما قيل له الداري لأنه من بني الدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم ، واسمه مالك بن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن سبإ .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي داود ، والدارقطني : عبد الله بن كثير الداري من لخم رهط تميم الداري .

                                                                          [ ص: 469 ] وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني : عبد الله بن كثير القارئ المكي الداري ، مولى بني عبد الدار .

                                                                          روى عن : درباس مولى ابن عباس ، وعبد الله بن الزبير ، وأبي المنهال عبد الرحمن بن مطعم ( ع ) ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعلي الأزدي ، ومجاهد بن جبر المكي ( د س ) - وقرأ عليه القرآن - .

                                                                          روى عنه : إسماعيل بن أمية ، وإسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين ، وأيوب السختياني ( د س ) ، وجرير بن حازم ، والحسين بن واقد المروزي ، وحماد بن سلمة ( قد ) ، - حرفا من قراءته - وزمعة بن صالح ، وسفيان بن عيينة ، وشبل بن عباد ( قد ) - أو غيره - وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، وعبد الله بن أبي نجيح ( ع ) ، وعبد الملك بن جريج ( قد ) ، وعمر بن حبيب المكي ، وليث بن أبي سليم ، ومعروف بن مشكان .

                                                                          قال علي بن المديني : قد روى عن عبد الله بن كثير الدراي : أيوب وابن جريج ، وكان ثقة .

                                                                          وقال محمد بن سعد : كان ثقة ، وله أحاديث صالحة .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود ، عن حجاج بن منهال ، عن حماد بن سلمة : رأيت أبا عمرو بن العلاء يقرأ على عبد الله بن كثير - يعني : المكي - .

                                                                          وقال النسائي : عبد الله بن كثير ثقة .

                                                                          [ ص: 470 ] وقال سفيان بن عيينة : لم يكن بمكة أحد أقرأ من حميد بن قيس ، وعبد الله بن كثير .

                                                                          وقال جرير بن حازم : رأيت عبد الله بن كثير فرأيت رجلا فصيحا بالقرآن .

                                                                          وذكر أبو عمرو الداني المقرئ أنه أخذ القراءة عن عبد الله بن السائب المخزومي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم . والمعروف أنه أخذ القراءة عن مجاهد .

                                                                          وقال الحميدي ، عن سفيان بن عيينة : سمعت مطرفا أبا بكر في جنازة عبد الله بن كثير وأنا غلام في سنة عشرين ومائة ، قال : سمعت الحسن . وقال أبو بكر بن مجاهد المقرئ : حدثنا بشر بن موسى قال : حدثنا الحميدي ، عن سفيان ، قال : حدثنا قاسم الرحال في جنازة عبد الله بن كثير ، يعني : في سنة عشرين ومائة .

                                                                          وقد ذكرنا قول علي ابن المديني عن سفيان في ترجمة عبد الله بن كثير بن المطلب .

                                                                          [ ص: 471 ] روى له الجماعة .

                                                                          ومن عيون حديثه ما أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن أبي نجيح ، عن عبد الله بن كثير ، عن أبي المنهال عن ابن عباس ، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة والناس يسلفون في الثمر العام والعامين ، أو قال : عامين وثلاثة ، فقال : " من سلف في ثمر فليسلف في كيل معلوم ووزن معلوم " . أخرجوه من حديث ابن أبي نجيح عنه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية