الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 492 ] من اسمه عبد الرحمن.

                                                                          3746 - 4 : عبد الرحمن بن أبان بن عثمان بن عفان القرشي الأموي المدني .

                                                                          روى عن : أبيه أبان بن عثمان .

                                                                          روى عنه : عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وعمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب ، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وموسى بن محمد بن إبراهيم التيمي .

                                                                          قال النسائي : ثقة.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          وقال الواقدي : كان قليل الحديث.

                                                                          وقال أيضا : حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي ، قال : ما [ ص: 493 ] رأيت أجمع للدين وللمملكة والشرف من عبد الرحمن بن أبان.

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : كان سبب عبادة علي بن عبد الله بن عباس أنه نظر إلى عبد الرحمن بن أبان، فقال : والله لأنا أولى بهذا منه، وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رحما، فتجرد للعبادة.

                                                                          وقال أيضا : حدثني مصعب بن عثمان، قال : كان عبد الرحمن بن أبان يشتري أهل البيت، ثم يأمر بهم فيكسون ويدهنون، ثم يعرضون عليه، فيقول، أنتم أحرار لوجه الله تعالى، أستعين بكم على غمرات الموت، قال : فمات وهو نائم في مسجده بعد السبحة.

                                                                          روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي حديثا، وابن ماجه آخر.

                                                                          ومن الرواة من جمعهما جميعا في حديث واحد، كما أخبرنا أبو الفرج بن قدامة، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين، قال : أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال : أخبرنا أبو بكر بن مالك، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد، قال : [ ص: 494 ] حدثني أبي، قال : حدثنا يحيى بن سعيد، قال : حدثنا شعبة، قال : حدثنا عمر بن سليمان من ولد عمر بن الخطاب، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، عن أبيه : أن زيد بن ثابت خرج من عند مروان نحوا من نصف النهار، فقلنا : ما بعث إليه الساعة إلا لشيء سأله عنه، فقمت إليه فسألته، فقال : أجل! سألنا عن أشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فإنه رب امرئ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فإنه رب حامل فقه ليس بفقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم أبدا : إخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم الجماعة؛ فإن دعوتهم تحيط من وراءهم".

                                                                          وقال : "من كان همه الآخرة جمع الله له شمله، وجعل غناه في قلبه، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه ضيعته، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له" وسألناه عن الصلاة الوسطى، فقال : "الظهر"
                                                                          .

                                                                          روى أبو داود الفصل الأول منه، عن مسدد، عن يحيى بن سعيد، ولم يذكر قوله : ثلاث خصال، ولا ما بعده، ولا قصة مروان، فوقع لنا بدلا عاليا.

                                                                          [ ص: 495 ] وروى الترمذي ذلك مع قصة مروان، عن محمود بن غيلان، عن أبي داود الطيالسي، عن شعبة، وقال : حسن، فوقع لنا عاليا.

                                                                          وروى النسائي ذلك عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن يحيى بن سعيد، فوقع لنا بدلا عاليا أيضا.

                                                                          وروى ابن ماجه الفصل الثالث منه، عن محمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، ولفظه : من كانت الدنيا همه، ومن كانت الآخرة نيته، وذكر قصة مروان، ولم يذكر الصلاة الوسطى، فوقع لنا عاليا.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية