الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3513 - ( م د ت ق ) : عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن [ ص: 488 ] ربيعة بن ثوبان الحضرمي الأعدولي ، ويقال : الغافقي من أنفسهم ، أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو النضر . والأول أصح ، المصري الفقيه قاضي مصر .

                                                                          روى عن : أحمد بن خازم المعافري ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، وبكر بن سوادة الجذامي ، وبكر بن عمرو المعافري ، وبكير بن عبد الله بن الأشج ( د ) ، وجعفر بن ربيعة ( د ق ) ، والحارث بن يزيد الحضرمي ( د ) ، وحبان بن واسع الأنصاري ، والحجاج بن شداد الصنعاني ( د ) ، والحسن بن ثوبان ( ق ) ، وحفص بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص ( د ) ، وأبي صخر حميد بن زياد المدني ، وأبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني ( د ق ) ، وحيي بن عبد الله المعافري ( ق ) ، وخالد بن أبي عمران ، وخالد بن يزيد المصري ( د ق ) ، ودراج أبي السمح ( ت ) ، وزبان بن خالد ، وزبان بن فائد ( ق ) ، والزبير بن سليم ( ق ) ، وسالم أبي النضر ، وسلمة بن عبد الله بن الحصين بن وحوح الأنصاري ، وسليمان بن زياد ( تم ق ) ، وشرحبيل بن شريك المعافري ، وصالح بن أبي عريب ، والضحاك بن أيمن ( ق ) ، وعامر بن يحيى المعافري ( ت ) ، وعبد الله بن أبي بكر بن حزم ( د ) ، وعبد الله بن أبي مليكة ، وعبد الله بن هبيرة السبئي ( د ق ) ، ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري ( ق ) ، وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ( ق ) ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج ( ق ) ، وعبيد الله بن أبي جعفر ( د ت ق ) ، [ ص: 489 ] وعبيد الله بن المغيرة بن معيقيب ( ت ق ) ، وعثمان بن نعيم الرعيني ، وعطاء بن دينار ( د ت ) ، وعطاء بن أبي رباح ، وعقيل بن خالد ( د ق ) ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعمار بن سعد السلهمي ( ق ) ، وعمارة بن غزية الأنصاري ، وعمرو بن جابر الحضرمي ( ق ) ، وعمرو بن دينار ، وعمرو بن شعيب ( ت ) ، وعياش بن عباس القتباني ( ت ) ، .وعيسى بن عبد الرحمن بن فروة الزرقي ( ق ) ، وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل ( ق ) ، وقيس بن الحجاج ( ت ق ) ، وكعب بن علقمة ( د ) ، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ ( ق ) ، ومحمد بن عبد الله بن مالك الدار ، وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ( د ت ق ) ، ومحمد بن عجلان ( ق ) ، ومحمد بن .المنكدر ، ومشرح بن هاعان المعافري ( د ت ) ، وموسى بن أيوب الغافقي ( ق ) ، وموسى بن جبير ( د ) ، وموسى بن وردان ( ق ) ، ويزيد بن أبي حبيب ( م ت ق ) ، ويزيد بن عمرو المعافري ، ( د ت ق ) ، وأبي الزبير المكي ( ت ق ) ، وأبي عشانة المعافري ، وأبي قبيل المعافري ( قد فق ) ، وأبي وهب الجيشاني ( ت ق ) ، وأبي يونس مولى أبي هريرة ( ت ) .

                                                                          روى عنه : ابن ابنه أحمد بن عيسى بن عبد الله بن لهيعة ، وإسحاق بن عيسى ابن الطباع ( ق ) ، وأسد بن موسى ، وأشهب بن عبد العزيز ، وبشر بن عمر الزهراني ( ق ) ، وحجاج بن سليمان الرعيني ، وحسان بن عبد الله الواسطي ( ق ) ، والحسن بن موسى الأشيب ( ت ) ، وروح بن صلاح ، وزيد بن الحباب ، وسعيد بن شرحبيل ( ق ) ، وسعيد بن كثير بن عفير ، وسعيد بن أبي مريم ( ق ) ، وسفيان الثوري - ومات [ ص: 490 ] قبله - وشعبة بن الحجاج كذلك ، وأبو صالح عبد الله بن صالح المصري ( ق ) ، وعبد الله بن المبارك وربما نسبه إلى جده ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعبد الله بن وهب ( م د ق ) ، وعبد الله بن يزيد المقرئ ( د ) ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي - ومات قبله - وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني ( ق ) ، وعثمان بن الحكم الجذامي ، وعثمان بن صالح السهمي ( ق ) ، وعمرو بن الحارث المصري - ومات قبله - وعمرو بن خالد الحراني ( ق ) ، وعمرو بن هاشم البيروتي ( ق ) ، وفضالة بن إبراهيم النسائي ، وقتيبة بن سعيد ( د ت ) ، وكامل بن طلحة الجحدري ، وابن أخيه لهيعة بن عيسى بن لهيعة ، والليث بن سعد - وهو من أقرانه - ومجاعة بن ثابت ، ومحمد بن الحارث المصري صدرة ، ومحمد بن حمير السليحي الحمصي ( ق ) ، ومحمد بن رمح التجيبي ( ق ) ، ومحمد بن كثير بن مروان الفهري ، ومحمد بن معاوية النيسابوري ، ومروان بن محمد الطاطري الدمشقي ( ق ) ، ومنصور بن عمار ، وأبو الأسود النضر بن عبد الجبار ( ق ) ، والوليد بن مزيد البيروتي ، والوليد بن مسلم ( ت ق ) ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ( ق ) .

                                                                          قال روح بن صلاح : لقي ابن لهيعة اثنين وسبعين تابعيا ، ولقي الليث بن سعد اثني عشر تابعيا .

                                                                          وقال البخاري ، عن الحميدي : كان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا .

                                                                          [ ص: 491 ] وقال علي ابن المديني : سمعت عبد الرحمن بن مهدي ، وقيل له ، تحمل عن عبد الله بن يزيد القصير ، عن ابن لهيعة ؟ فقال عبد الرحمن ، لا أحمل عن ابن لهيعة قليلا ولا كثيرا : ثم قال عبد الرحمن : كتب إلي ابن لهيعة كتابا فيه ، حدثنا عمرو بن شعيب . قال عبد الرحمن : فقرأته على ابن المبارك ، فأخرجه إلي ابن المبارك من كتابه عن ابن لهيعة ، قال : أخبرني إسحاق بن أبي فروة ، عن عمرو بن شعيب .

                                                                          وقال محمد بن المثنى : ما سمعت عبد الرحمن يحدث عن ابن لهيعة شيئا قط .

                                                                          وقال نعيم بن حماد : سمعت ابن مهدي ، يقول : ما اعتد بشيء سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه .

                                                                          وقال أبو جعفر العقيلي ، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن علي ، قال : سمعت أبا عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - وذكر ابن لهيعة ، فقال : كان كتب عن المثنى بن الصباح ، عن عمرو بن شعيب وكان بعد يحدث بها عن عمرو بن شعيب نفسه ، وكان ليث أكبر منه بسنتين .

                                                                          [ ص: 492 ] وقال يعقوب بن سفيان ، عن سعيد بن أبي مريم : كان حيوة بن شريح أوصى إلى وصي ، وصارت كتبه عند الوصي وكان ممن لا يتقي الله ، يذهب فيكتب من كتب حيوة الشيوخ الذين قد شاركه ابن لهيعة فيهم ، ثم يحمل إليه ، فيقرأ عليهم .

                                                                          وقال : وحضرت ابن لهيعة ، وقد جاءه قوم من أصحابنا كانوا حجوا ، وقدموا ، فأتوا ابن لهيعة مسلمين عليه ، فقال : هل كتبتم حديثا طريفا ؟ قال : فجعلوا يذاكرونه بما كتبوا ، حتى قال بعضهم : حدثنا القاسم العمري ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا رأيتم الحريق فكبروا ، فإن التكبير يطفئه " ، قال ابن لهيعة : هذا حديث طريف ، كيف حدثتم . قال : فحدثه ، فوضعوا في حديث عمرو بن شعيب ، وكان كلما مروا به ، قال : حدثنا به صاحبنا فلان . قال : فلما طال ذلك نسي الشيخ فكان يقرأ عليه فيخبره ويحدث به في جملة حديثه ، عن عمرو بن شعيب .

                                                                          وقال ميمون بن الأصبغ : سمعت ابن أبي مريم ، يقول : حدثنا القاسم بن عبد الله بن عمر ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : " إذا رأيتم الحريق فكبروا فإنه يطفئه " . قال ابن أبي مريم : هذا الحديث سمعه ابن لهيعة من زياد بن [ ص: 493 ] يونس الحضرمي رجل كان يسمع معنا الحديث عن القاسم بن عبد الله بن عمر ، فكان ابن لهيعة يستحسنه ، ثم إنه بعد قال : إنه يرويه عن عمرو بن شعيب .

                                                                          وقال يحيى بن بكير : قيل لابن لهيعة : إن ابن وهب يزعم أنك لم تسمع هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب ، فضاق ابن لهيعة ، وقال : ما يدري ابن وهب ، سمعت هذه الأحاديث من عمرو بن شعيب ، قبل أن يلتقي أبواه .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق : سمعت أبا عبد الله ، يقول : ما حديث ابن لهيعة بحجة ، وإني لأكتب كثيرا مما أكتب أعتبر به وهو يقوى بعضه ببعض .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل ، عن إسحاق بن عيسى : احترقت كتب ابن لهيعة سنة تسع وستين ولقيته سنة أربع وستين ، ومات سنة أربع وسبعين ، أو ثلاث وسبعين .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : قال ابن أبي مريم : لم تحترق كتب ابن لهيعة ولا كتاب ، إنما أرادوا أن يقفوا عليه أمير فأرسل إليه أمير بخمس مائة دينار .

                                                                          [ ص: 494 ] وقال أيضا : سمعت أبا داود يقول : وسمعت أحمد بن حنبل يقول من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه ؟ وحدث عنه أحمد بحديث كثير .

                                                                          قال : وسمعت أبا داود يقول : سمعت قتيبة يقول : كنا لا نكتب حديث ابن لهيعة إلا من كتب ابن أخيه أو كتب ابن وهب إلا ما كان من حديث الأعرج .

                                                                          وقال جعفر بن محمد الفريابي : سمعت بعض أصحابنا يذكر أنه سمع قتيبة يقول : قال لي أحمد بن حنبل : أحاديثك عن ابن لهيعة صحاح . قال : قلت : لأنا كنا نكتب من كتاب عبد الله بن وهب ثم نسمعه من ابن لهيعة .

                                                                          وقال أبو صالح الحراني : سمعت ابن لهيعة وسألته عن حديث ليزيد بن أبي حبيب حدثناه حماد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يزيد ، فقال : ما تركت ليزيد حرفا .

                                                                          وقال عثمان بن صالح السهمي ، عن إبراهيم بن إسحاق قاضي مصر حليف بني زهرة : أنا حملت رسالة الليث بن سعد إلى مالك بن أنس ، وأخذت جوابها ، فكان مالك يسألني عن ابن لهيعة فأخبره بحاله ، [ ص: 495 ] فجعل مالك يقول لي : فابن لهيعة ليس يذكر الحج فسبق إلى قلبي أنه يريد مشافهته والسماع منه .

                                                                          وقال الحسن بن علي الخلال ، عن زيد بن الحباب : سمعت سفيان الثوري يقول : عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع . قال : وسمعت سفيان يقول : حججت حججا لألقى ابن لهيعة .

                                                                          وقال علي بن عبد الرحمن بن المغيرة ، عن محمد بن معاوية : سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول : وددت أني سمعت من ابن لهيعة خمس مائة حديث ، وأني غرمت مؤدى ، كأنه يعني : دية .

                                                                          وقال أبو الطاهر بن السرح : سمعت ابن وهب يقول : وسأله رجل عن حديث فحدثه به فقال له الرجل : من حدثك بهذا يا أبا محمد ؟ قال : حدثني به - والله - الصادق البار عبد الله بن لهيعة . قال أبو الطاهر : وما سمعته يحلف بمثل هذا قط . وفي رواية : أن السائل كان إسماعيل بن معبد أخا علي بن معبد .

                                                                          وقال حنبل بن إسحاق بن حنبل ، عن أحمد بن حنبل : ابن لهيعة أجود قراءة لكتبه من ابن وهب .

                                                                          وقال النسائي ، عن سليمان بن الأشعث - وهو أبو داود : سمعت [ ص: 496 ] أحمد يقول : من كان بمصر يشبه ابن لهيعة في ضبط الحديث وكثرته وإتقانه ؟ . قال : وسمعت أحمد يقول : ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة .

                                                                          وقال البخاري ، عن يحيى بن بكير : احترق منزل ابن لهيعة وكتبه في سنة سبعين ومائة .

                                                                          وقال يحيى بن عثمان بن صالح السهمي : سألت أبي متى احترقت دار ابن لهيعة ؟ فقال : في سنة سبعين ومائة . قلت : واحترقت كتبه كما تزعم العامة ؟ فقال : معاذ الله ما كتبت كتاب عمارة بن غزية إلا من أصل كتاب ابن لهيعة بعد احتراق داره غير أن بعض ما كان يقرأ منه احترق . وبقيت أصوله بحالها .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان : سمعت أبا جعفر أحمد بن صالح ، وكان من أخيار الثبوتيين يثني عليه . وقال لي : كنت أكتب حديث أبي الأسود - يعني النضر بن عبد الجبار - في الرق فاستفهمته ، فقال لي : كنت أكتبه عن المصريين وغيرهم ممن يخالجني أمرهم ، فإذا ثبت لي حولته في الرق وكتبت حديث أبي الأسود وما أحسن حديثه ، عن ابن لهيعة . قال : فقلت له : يقولون : سماع قديم وسماع حديث . فقال لي : ليس من هذا شيء . ابن لهيعة صحيح الكتاب ، كان أخرج كتبه [ ص: 497 ] فأملى على الناس حتى كتبوا حديثه إملاء ، فمن ضبط كان حديثه حسنا صحيحا إلا أنه كان يحضر من يضبط ويحسن ، ويحضر قوم يكتبون ولا يضبطون ولا يصححون ، وآخرون نظارة وآخرون سمعوا مع آخرين ، ثم لم يخرج ابن لهيعة بعد ذلك كتابا ، ولم ير له كتاب ، وكان من أراد السماع منه ذهب فاستنسخ ممن كتب عنه وجاءه فقرأه عليه ، فمن وقع على نسخة صحيحة فحديثه صحيح ومن كتب من نسخة لم تضبط جاء فيه خلل كثير ثم ذهب قوم ، فكل من روى عنه ، عن عطاء بن أبي رباح فإنه سمع من عطاء ، وروى عن رجل ، عن عطاء وعن رجلين ، عن عطاء ، وعن ثلاثة ، عن عطاء تركوا من بينه وبين عطاء وجعلوه عن عطاء .

                                                                          قال يعقوب : وكنت كتبت عن ابن رمح كتابا عن ابن لهيعة وكان فيه نحو ما وصف أحمد بن صالح ، فقال : هذا وقع على رجل ضبط إملاء ابن لهيعة . فقلت له : في حديث ابن لهيعة ؟ فقال : لم تعرف مذهبي في الرجال إني أذهب إلى أنه لا يترك حديث محدث حتى يجتمع أهل مصره على ترك حديثه .

                                                                          وقال يعقوب بن سفيان في موضع آخر : سمعت أحمد بن صالح يقول : كتبت حديث ابن لهيعة عن أبي الأسود في الرق ، وقال : كنت أكتب عن أصحابنا في القراطيس وأستخير الله فيه . فكتبت حديث ابن لهيعة عن النضر في الرق . قال يعقوب : فذكرت له سماع القديم وسماع الحديث فقال :كان ابن لهيعة طلابا للعلم صحيح الكتاب ، وكان أملى عليهم حديثه من كتابه ، فربما يكتب عنه قوم يعقلون الحديث [ ص: 498 ] وآخرون لا يضبطون ، وقوم حضروا فلم يكتبوا فكتبوا بعد سماعهم ، فوقع علمه على هذا إلى الناس ، ثم لم يخرج كتبه ، وكان يقرأ من كتب الناس ، فوقع حديثه إلى الناس على هذا ، فمن كتب بأخرة من كتاب صحيح قرأ عليه في الصحة ، ومن قرأ من كتاب من كان لا يضبط ولا يصحح كتابه وقع عنده على فساد الأصل . قال : وظننت أن أبا الأسود كتب من كتاب صحيح ، فحديثه صحيح يشبه حديث أهل العلم .

                                                                          وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سمعت يحيى بن معين يسأل عن رشدين بن سعد ، قال : ليس بشيء ، وابن لهيعة أمثل من رشدين ، وقد كتبت حديث ابن لهيعة . قلت ليحيى بن معين : ابن لهيعة ورشدين سواء ؟ قال : لا ، ابن لهيعة أحب إلي من رشدين ، رشدين ليس بشيء . ثم قال لي يحيى بن معين : قال أهل مصر ما احترق لابن لهيعة كتاب قط ، وما زال ابن وهب يكتب عنه حتى مات . قال يحيى : وكان أبو الأسود النضر بن عبد الجبار راوية عنه ، وكان شيخ صدق ، وكان ابن أبي مريم سيئ الرأي في ابن لهيعة فلما كتبوها عنه وسألوه عنها سكت عن ابن لهيعة . قلت ليحيى : فسماع القدماء والآخرين من [ ص: 499 ] ابن لهيعة سواء ؟ قال : نعم سواء واحد .

                                                                          قال يحيى بن بكير ، والمفضل بن غسان الغلابي : ولد سنة ست وتسعين .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وأبو سعيد بن يونس : ولد سنة سبع وتسعين .

                                                                          وقال أحمد بن صالح : في قول الناس : أن الليث ولد سنة ثلاث وتسعين ، وولد ابن لهيعة بعد الليث بنحو من سنتين .

                                                                          وقال يحيى بن بكير ، وأحمد بن صالح ، ومحمد بن سعد ، [ ص: 500 ] والمفضل بن غسان ، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأبو سعيد بن يونس ، في آخرين : مات سنة أربع وسبعين ومائة .

                                                                          قال ابن عبد الحكم : في جمادى الأولى .

                                                                          وقال يحيى بن المفضل : في جمادى الآخرة .

                                                                          زاد يحيى : لست بقين منه .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وأبو سعيد بن يونس : يوم الأحد النصف من ربيع الأول .

                                                                          زاد محمد بن سعد : في خلافة هارون .

                                                                          وزاد ابن يونس : وصلى عليه داود بن يزيد بن حاتم الأمير .

                                                                          وقد تقدم قول إسحاق بن عيسى : أنه مات سنة أربع أو ثلاث وسبعين .

                                                                          وقال هشام بن عمار : مات سنة خمس وسبعين ومائة ولم يتابعه أحد على هذا القول .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه عمرو بن الحارث ومحمد بن رمح ، وبين وفاتيهما أربع وتسعون سنة . وحدث عنه سفيان

                                                                          [ ص: 501 ] الثوري ، ومحمد بن رمح ، وبين وفاتيهما إحدى وثمانون سنة .

                                                                          [ ص: 502 ] روى له مسلم مقرونا بعمرو بن الحارث ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه .

                                                                          وروى البخاري في " الفتن " من " صحيحه " عن المقرئ عن حيوة ، وغيره ، عن أبي الأسود : " قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه [ ص: 503 ] فبلغ عكرمة " الحديث .

                                                                          وفي تفسير سورة البقرة : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة . وزاد عثمان بن صالح ، عن ابن وهب ، قال : أخبرني فلان وحيوة بن شريح ، عن بكر بن عمرو ، عن بكير بن الأشج ، عن نافع ، عن ابن عمر حديث " بني الإسلام على خمس " ،

                                                                          وفي " الاعتصام " عن سعيد بن تليد ، عن ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن شريح وغيره ، عن أبي الأسود ، عن عروة ، عن عبد الله بن عمرو " إن الله لا ينزع العلم " ،

                                                                          وفي تفسير سورة النساء ، وفي آخر الطلاق ، وفي غير موضع فقال أبو عبد الله بن يربوع الإشبيلي : أنه ابن لهيعة في هذه المواضع كلها .

                                                                          وروى النسائي أحاديث كثيرة من روايية ابن وهب وغيره يقول فيها عن عمرو بن الحارث ، وذكر آخر : وعن فلان ، وذكر آخر ، ونحو ذلك . وجاء كثير من ذلك مبينا في رواية غيره أنه ابن لهيعة .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية