الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3602 - (د ت س) : عبد الوهاب بن عبد الحكم بن نافع .

                                                                          [ ص: 498 ] الوراق أبو الحسن البغدادي ، صاحب أحمد بن حنبل وخاصته ، ويقال : ابن الحكم أيضا ، وهو نسائي الأصل .

                                                                          روى عن : أبي صخرة أنس بن عياض الليثي ، وحجاج بن محمد المصيصي (س) ، وشعيب أبي صالح ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد (د ت) ، ومعاذ بن معاذ العنبري (ت س) ، ويحيى بن سعيد الأموي (ت) ، ويحيى بن سليم الطائفي (ت) ، ويزيد بن هارون .

                                                                          روى عنه : أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني ، وأبو علي أحمد بن الهيثم بن إسماعيل الحطاب الشوكي ، وابنه الحسن بن عبد الوهاب الوراق ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، وخطاب بن بشر ، وأبو بكر عبد الله بن أبي داود ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، وعمر بن محمد بن بجير البجيري ، ومحمد بن أحمد بن أبي عون الزيادي ، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة ، ومحمد بن إسحاق الثقفي السراج ، ومحمد بن العباس بن أيوب الأخرم الأصبهاني ، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي ، ويحيى بن محمد بن صاعد قال أبو بكر المروذي : سمعت أبا عبد الله يقول : عبد الوهاب الوراق رجل صالح ، مثله يوفق لإصابة الحق .

                                                                          وقال أبو الحسن الميموني ، وذكر عنده - يعني عند أحمد بن [ ص: 499 ] حنبل عبد الوهاب الوراق ، وقيل له : يا أبا عبد الله ، إنه ليس يعرف مثله ، قال أبو عبد الله عبد الوهاب : عافاه الله ، قل من يرى مثله .

                                                                          وقال أحمد بن يوسف بن إسحاق بن بهلول التنوخي ، عن أبيه ، عن جده قال : المثنى - يعني ابن جامع الأنباري - ذكرت عبد الوهاب لأحمد فقال : إني لأدعو الله له ، قال : وروي لنا عن أحمد قال : ومن يقوى على ما يقوى عليه عبد الوهاب .

                                                                          وقال النسائي والدارقطني : ثقة .

                                                                          وقال أبو بكر الخطيب : كان ثقة صالحا ، ورعا زاهدا .

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          ، وقال أبو مزاحم الخاقاني ، عن الحسن بن عبد الوهاب الوراق : ما رأيت أبي ضاحكا قط إلا تبسما ، قال : وما رأيته ممازحا قط ، لقد رآني مرة ، وأنا أضحك مع أمي ، فجعل يقول لي : صاحب قرآن يضحك هذا الضحك ، وإنما كنت مع أمي .

                                                                          [ ص: 500 ] وقال أبو الحسين بن المنادي ، ومنهم - يعني ممن كان يسكن الجانب الغربي ببغداد - أبو الحسن عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق حدث الناس بألوف يسيرة ، وكان من الصالحين العقلاء ، قال لي ابنه أبو بكر الحسن بن عبد الوهاب : كان أبي إذا وقعت منه قطعة فأكثر لا يأخذها ، ولا يأمر أحدا أن يأخذها ، قال : فقلت له يوما : يا أبة الساعة سقطت منك هذه القطعة ، فلم لم تأخذها ؟ فقال : قد رأيتها ، وإني لا أعود نفسي أخذ شيء من الأرض كان لي أو لغيري ، قال : وكنت قد اعتزمت على الخروج إلى سر من رأى في أيام المتوكل ، فبلغه ذلك فقال لي : يا حسن ما هذا الذي بلغني عنك ، فقلت : يا أبة ما أريد بذلك إلا التجارة ، فقال لي : إنك إن خرجت لم أكلمك أبدا ، قال لي الحسن ابنه : فلم أخرج ، وأطعته فجلست ، ورزقني الله بعد ذلك فأكثر ، وله الحمد ، قال أبو بكر بن محمد بن عبد الخالق : مات سنة خمسين ومائتين سنة الفتنة ، وصلي عليه خارج الباب بعد ما صلى عليه أبو أحمد الموفق ، ودفن بباب البردان .

                                                                          وقال عمر بن أحمد بن شاهين : وجدت في كتاب جدي ، توفي عبد الوهاب الوراق في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ومائتين .

                                                                          [ ص: 501 ] وكذلك قال أبو القاسم البغوي .

                                                                          وقال محمد بن إسحاق السراج : مات في آخر سنة إحدى وخمسين ومائتين .

                                                                          أخبرنا أبو العز الشيباني قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور القزاز قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب قال : حدثني الخلال لفظا قال : حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان قال : حدثنا حمزة بن الحسين السمسار قال : أخبرني أحمد بن جعفر ، عن عاصم الحربي قال : رأيت في المنام كأني دخلت درب هشام ، فلقيني بشر بن الحارث فقلت : من أين يا أبا نصر ؟ فقال : من عليين ، قلت : ما فعل أحمد بن حنبل ؟ قال : تركت الساعة أحمد بن حنبل وعبد الوهاب الوراق بين يدي الله عز وجل يأكلان ، ويشربان ، ويتنعمان ، قلت : فأنت ؟ قال : علم الله قلة رغبتي في الطعام ، فأباحني النظر إليه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية