الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          5947 - (م د س ق) : مسلم بن هيصم العبدي .

                                                                          [ ص: 548 ] روى عن : الأشعث بن قيس الكندي (ق) ، والنعمان بن مقرن المزني (م د س ق) .

                                                                          روى عنه : سليمان بن بريدة ، وعقيل بن طلحة (ق) ، ومقاتل بن حيان (م د س ق) .

                                                                          ذكره ابن حبان في كتاب " الثقات " .

                                                                          روى له : مسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه .

                                                                          أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان قالوا : أخبرنا حنبل ، قال : أخبرنا ابن الحصين ، قال : أخبرنا ابن المذهب ، قال : أخبرنا القطيعي ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمر أميرا على جيش أو سرية أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ، ثم قال : اغزوا بسم الله في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، اغزوا ولا [ ص: 549 ] تغلوا ، ولا تغدروا ، ولا تقتلوا وليدا ، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم ، وكف عنهم : ادعهم إلى الإسلام ، فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأخبرهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين ، فإن هم أبوا أن يتحولوا منها فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المسلمين ، ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء إلا أن يجاهدوا مع المسلمين ، فإن هم أبوا فسلهم الجزية ، فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم ، فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم ، وإذا حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تجعل لهم ذمة الله ، وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه ، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك ، وذمة أصحابك ، فإنكم إن تخفروا ذمتكم وذمة آبائكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله ، وإن حاصرت أهل حصن فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله فلا تنزلهم على حكم الله ، ولكن أنزلهم على حكمك فإنك [ ص: 550 ] لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا .

                                                                          قال عبد الرحمن : هذا أو نحوه .

                                                                          وأخبرنا أحمد بن أبي الخير قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا أبو أحمد ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثنا يحيى بن آدم ، قال : حدثنا سفيان إملاء علينا ، عن علقمة بن مرثد ، فذكر الحديث ، وزاد في آخره : قال علقمة : فحدثت به مقاتل بن حيان فقال : حدثني مسلم بن هيصم ، عن النعمان بن مقرن المزني ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

                                                                          رواه مسلم عن عبد الله بن هاشم ، عن عبد الرحمن بن مهدي ، واللفظ له فوقع لنا بدلا عاليا ، وعن إسحاق بن إبراهيم بالإسنادين جميعا فوافقناه فيه بعلو ، وعن أبي بكر ، عن وكيع ، عن سفيان بالإسناد الأول .

                                                                          ورواه أبو داود ، عن محمد بن سليمان الأنباري ، عن وكيع .

                                                                          ورواه النسائي ، عن عبد الرحمن بن محمد بن سلام ، عن [ ص: 551 ] إسحاق الأزرق .

                                                                          ورواه ابن ماجه ، عن محمد بن يحيى ، عن الفريابي جميعا ، عن سفيان بالإسنادين جميعا ، فوقع لنا عاليا .

                                                                          وقد كتبنا له حديثا آخر في ترجمة عقيل بن طلحة ، وهذا جميع ما له عندهم ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية