الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          5956 - (د) : مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم [ ص: 563 ] القرشي الأموي ، أبو سعيد ، وأبو الأصبغ يكنى بهما جميعا ، وهو أخو سليمان بن عبد الملك ، ويزيد بن عبد الملك ، ووالد سعيد بن مسلمة الأموي .

                                                                          روى عن : ابن عمه عمر بن عبد العزيز (د) .

                                                                          روى عنه : أبو واقد صالح بن محمد بن قدامة الليثي المدني (د) ، وغزا معه ، وعبد الملك بن أبي عثمان ، وعبيد الله بن قزعة الجرشي ، وعيينة بن أبي عمران والد سفيان بن عيينة ، ومعاوية بن خديج أراه والد زهير بن معاوية الجعفي ، ويحيى بن يحيى الغساني .

                                                                          ذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الرابعة من تابعي أهل الشام .

                                                                          وقال الزبير بن بكار : كان من رجالهم ، وكان يلقب الجرادة الصفراء ، وله آثار كثيرة في الحروب ، ونكاية في الروم .

                                                                          وذكره عبد الله بن عياش الهمداني فيمن ولي العراق ، وجمع له المصران .

                                                                          [ ص: 564 ] وقال غيره : كانت داره بدمشق عند باب الجامع القبلي .

                                                                          وولي الموسم في أيام الوليد، وغزا الروم غزوات ، وحاصر القسطنطينية ، وولاه أخوه يزيد بن عبد الملك إمرة العراقين ، ثم عزله وولي أرمينية .

                                                                          وكان يقول : إن أقل الناس في الدنيا هما أقلهم في الآخرة هما .

                                                                          وكان يقول : مروءتان ظاهرتان : الرياش ، والفصاحة ، وقيل : إنه أوصى بثلث ماله لأهل الأدب ، وقال : إنها صناعة مجفو أهلها .

                                                                          وروي أنه دخل إلى الوليد فاسترضاه في شيء بلغه عنه فرضي عنه ، وخرج بعد المغرب ، فقال : الوليد خذوا الشمع بين يدي أبي سعيد ، فقال مسلمة : يا أمير المؤمنين لا سريت الليلة إلا في ضياء رضاك .

                                                                          وروي أن مسلمة قال لنصيب : سلني . قال : لا لأن كفك بالجزيل أكثر من مسألتي باللسان ، فأعطاه ألف دينار ، وقيل : إنه لم يقل شعرا قط إلا هذا البيت :


                                                                          ولو بعض الكفاف ذهلت عنه لأغناك الكفاف عن الفضول

                                                                          وقد روي له شعر غير هذا .

                                                                          وقال ابن أخيه الوليد بن يزيد بن عبد الملك يرثيه :


                                                                          أقول وما البعد إلا الردى     أمسلم لا يبعدن مسلمه
                                                                          فقد كنت نورا لنا في البلاد     مضيئا أصبحت مظلمه
                                                                          ونكتم موتك نخشى اليقين     فأبدى اليقين عن الجمجمه

                                                                          [ ص: 565 ]

                                                                          قال خليفة بن خياط : مات سنة عشرين ومائة في المحرم .

                                                                          وقال محمد بن عائذ : مات سنة إحدى وعشرين ومائة .

                                                                          روى له أبو داود .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية