الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          [ ص: 52 ] 3415 - (ع) : عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري مولاهم اليماني أبو بكر الصنعاني .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني ، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي ، وإبراهيم بن ميمون الصنعاني (ت) ، [ ص: 53 ] وإبراهيم بن يزيد الخوزي (ت) ، وإسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي الكوفي (ت) ، وإسماعيل بن عبد الله البصري (س) ، وإسماعيل بن عياش الحمصي ، وأمية بن شبل الصنعاني ، وأيمن بن نابل المكي ، وبشر بن رافع الحارثي اليمامي (د ت) ، وثور بن يزيد الحمصي ، وجعفر بن سليمان الضبعي (د ت س) ، والحجاج بن أرطاة ، والحسن بن عمارة ، والحسين بن مهران ، وداود بن قيس المدني الفراء ، وداود بن قيس الصنعاني ، ورباح بن زيد (س) ، وزكريا بن إسحاق المكي (م د) ، وسعيد بن بشير ، وسعيد بن عبد العزيز ، وسعيد بن مسلم بن قماذتن ، وسفيان الثوري (خ م ت ق) ، وسفيان بن عيينة (د) ، وعباد بن راشد البصري ، وعبد الله بن بحير بن ريسان (ت) ، وعبد الله بن زياد بن سمعان ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند (م) ، وعبد الله بن عمر العمري (د ت ق) ، وعبد الله بن عمرو بن علقمة الكناني (ت) ، وعبد الله بن عمرو بن مسلم الجندي ، وعبد الله بن المبارك (ت) عبد الرحمن بن بوذويه (د س) ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (س) ، وعبد الصمد بن معقل بن منبه ، وعبد العزيز بن أبي رواد (س) ، وعبد الملك بن أبي سليمان (م د) ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج (ع) ، وعبيد الله بن عمر العمري (خت م 4) ، وعقيل بن معقل بن منبه (د) ، وعكرمة بن عمار (د) ، وعمر بن حبيب المكي ، وعمر بن حوشب .الصنعاني (مد) ، وعمر بن راشد اليمامي ، وعمر بن زيد الصنعاني (د ت ق) ، وفضيل بن عياض (س) ، وقيس بن الربيع ، ومالك بن أنس ، والمثنى بن الصباح (ق) ، ومحمد بن راشد [ ص: 54 ] المكحولي ، ومحمد بن عبيد الله العرزمي ، ومحمد بن مسلم الطائفي (د) ، ومعتمر بن سليمان ، ومعمر بن راشد (ع) ، وأبي معشر نجيح بن عبد الرحمن المدني ، وهشام بن حسان ، وهشيم بن بشير ، وأبيه همام بن نافع (ت) ، وعمه : وهب بن نافع ، ويحيى بن العلاء الرازي (ق) ، ويعقوب بن عطاء بن أبي رباح ، ويونس بن سليم الصنعاني (ت س) ، وأبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة (ق) ، وأبي بكر بن عياش .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن عباد الدبري ، والد إسحاق بن إبراهيم الدبري ، وابن أخيه : إبراهيم بن عبد الله بن همام ، وإبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني ، وإبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد الشبامي ، وإبراهيم بن موسى الرازي (د) ، وأبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري (س ق) ، وأحمد بن سعيد الرباطي (س) ، وأحمد بن صالح المصري (د) ، وأحمد بن عبد الله المكتب ، وأحمد بن علي الجرجاني ، وأبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي (د) ، وأحمد بن فضالة بن إبراهيم النسائي (س) ، وأحمد بن محمد بن حنبل (م د) ، وأحمد بن محمد بن شبويه الخزاعي (د) ، وأبو سهل أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليمامي ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وأحمد بن يوسف السلمي (م ق) ، وإسحاق بن إبراهيم بن راهويه (خ م س) ، وإسحاق بن إبراهيم بن عباد الدبري ، وإسحاق بن إبراهيم بن نصر السعدي (خ) ، وإسحاق بن إبراهيم الطبري ، وإسحاق بن أبي إسرائيل ، وإسحاق بن منصور الكوسج (خ م ت س ق) ، وبشر بن [ ص: 55 ] السري (س) ، وأبو بشر بكر بن خلف (ق) ، وحاتم بن سياه المروزي (ت) ، وحجاج بن يوسف الشاعر (م) ، والحسن بن أبي الربيع الجرجاني (ق) ، والحسن بن عبد الأعلى الصنعاني ، والحسن بن علي الخلال (م د ت ق) ، والحسين بن محمد البلخي الجريري (ت) ، والحسين بن مهدي الأبلي (ت ق) ، وحفص بن عمر المهرقاني ، وأبو أسامة حماد بن أسامة - وهو من أقرانه - وخشيش بن أصرم النسائي (د س) ، وخلف بن سالم المخرمي ، وأبو خيثمة زهير بن حرب ، وزهير بن محمد بن قمير المروزي (ق) ، وسعيد بن ذؤيب المروزي (س) ، وسفيان بن عيينة - وهو من شيوخه - وسلمة بن شبيب النيسابوري (م د .ت ق) ، وسليمان بن داود الشاذكوني ، وسليمان بن معبد السنجي (ت) ، وعباس بن عبد العظيم العنبري (4) ، وعبد الله بن محمد الجعفي المسندي (خ) ، وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم (م) ، وعبد بن حميد (م ت) ، وعبيد الله بن فضالة بن إبراهيم النسائي (س) ، وعلي بن بحر بن بري ، وعلي بن المديني (خ) ، وعمرو بن محمد الناقد (م) ، وفياض بن زهير النسائي ، ومحمد بن أبان البلخي (ت ق) ، ومحمد بن إسحاق بن الصباح الصنعاني ، ومحمد بن إسحاق السجزي ، ومحمد بن إسماعيل الرازي الضراوي ، ومحمد بن حماد الطهراني ، ومحمد بن أبي خالد القزويني (ق) ، ومحمد بن داود بن سفيان (د) ، ومحمد بن رافع النيسابوري (م د ت س) ، ومحمد بن أبي السري العسقلاني (د) ، ومحمد بن سماعة الرملي (مد) ، ومحمد بن سهل بن عسكر التميمي (س) ، ومحمد بن عبد الله بن المهل الصنعاني ، ومحمد بن الأعلى الصنعاني (ت س ق) ، وأبو بكر [ ص: 56 ] محمد بن عبد الملك بن زنجويه الغزال (4) ، ومحمد بن علي النجار ، ومحمد بن مسعود ابن العجمي ، ومحمد بن مهران الجمال الرازي (م) ، ومحمد بن يحيى بن أبي عمر العدني (م) ، ومحمد بن يحيى الذهلي (خ د ت سي ق) ، وأبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي ، ومحمود بن غيلان المروزي (خ م ت) ، ومخلد بن خالد الشعيري (د) ، ومعتمر بن سليمان ، وهو من شيوخه ، ومؤمل بن إهاب (س) ، ونوح بن حبيب القومسي (د س) ، وهارون بن إسحاق الهمداني (ت س) ، ووكيع بن الجراح ، وهو من أقرانه ، ويحيى بن جعفر البيكندي (خ) ، ويحيى بن معين (د) ، ويحيى بن موسى (خت) .البلخي (خ د ت) .

                                                                          قال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين ، وسئل عن أصحاب الثوري ، فقال : أما عبد الرزاق ، والفريابي ، وعبيد الله بن موسى ، وأبو أحمد الزبيري ، وأبو عاصم وقبيصة ، وطبقتهم ، فهم كلهم في سفيان قريب بعضهم من بعض ، وهم دون يحيى بن سعيد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، ووكيع ، وابن المبارك ، وأبي نعيم .

                                                                          وقال محمد بن أبان البلخي ، عن عبد الرزاق : جالسنا معمرا ما بين سبع سنين أو ثمان سنين .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي ، عن أبي الحسن بن سميع ، عن أحمد بن صالح المصري قلت لأحمد بن حنبل : رأيت أحدا أحسن [ ص: 57 ] حديثا من عبد الرزاق ؟ قال : لا ، قال أبو زرعة : عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه .

                                                                          وقال محمد بن أبي السري العسقلاني ، عن عبد الوهاب بن همام أخي عبد الرزاق : كنت عند معمر ، وكان خاليا ، فقال : يختلف إلينا في طلب العلم من أهل اليمن أربعة : رباح بن زيد ، ومحمد بن ثور ، وهشام بن يوسف ، وعبد الرزاق بن همام ، فأما رباح فخليق أن تغلب عليه العبادة فينتفع بنفسه ، ولا ينتفع به الناس ، وأما هشام فخليق أن يغلب عليه السلطان ، وأما ابن ثور ، فكثير النسيان قليل الحفظ ، وأما ابن همام فإن عاش فخليق أن تضرب إليه أكباد الإبل . قال محمد بن أبي السري : فوالله لقد أتعبها .

                                                                          وقال محمد بن أبي السري أيضا : ودعت عبد الرزاق فقال لي : أما في الدنيا فلا أظن أنا نلتقي فيها ، ولكنا نسأل الله أن يجمع بيننا في الجنة .

                                                                          وقال أبو بكر الأثرم ، عن أحمد بن حنبل : حديث عبد الرزاق ، عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البصريين - كان يعني معمرا - يتعاهد كتبه ، وينظر فيها - يعني باليمن - وكان يحدثهم حفظا بالبصرة .

                                                                          وقال الأثرم أيضا : سمعت أبا عبد الله يسأل ، عن حديث النار جبار ؟ فقال : هذا باطل ليس من هذا شيء ، ثم قال : ومن يحدث به عن عبد الرزاق ؟ قلت : حدثني أحمد بن شبويه ، قال : هؤلاء سمعوا بعد ما عمي ، كان يلقن فلقنه ، وليس هو في كتبه ، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه ، كان يلقنها بعد ما عمي .

                                                                          [ ص: 58 ] وقال حنبل بن إسحاق ، عن أحمد بن حنبل نحو ذلك .

                                                                          وزاد من سمع من الكتب فهو أصح .

                                                                          وقال أبو زرعة الدمشقي : قلت لأحمد بن حنبل : كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر ؟ قال : نعم ، قيل له : فمن أثبت في ابن جريج عبد الرزاق أو محمد بن بكر البرساني ؟ قال : عبد الرزاق .

                                                                          قال : وأخبرني أحمد بن حنبل قال : أتينا عبد الرزاق قبل المائتين ، وهو صحيح البصر ومن سمع منه بعد ما ذهب بصره فهو ضعيف السماع .

                                                                          وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : كان عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف ، وكان هشام بن يوسف في حديث ابن جريج أثبت من عبد الرزاق ، وكان أقرأ للكتب ، وكان أعلم بحديث سفيان الثوري من عبد الرزاق .

                                                                          قال : وقال يحيى : سمعت هشام بن يوسف يقول : كان لعبد الرزاق حين قدم ابن جريج - يعني اليمن - ثماني عشرة سنة .

                                                                          وقال يعقوب بن شيبة ، عن علي بن المديني : قال لي هشام بن يوسف : كان عبد الرزاق أعلمنا ، وأحفظنا . قال يعقوب : وكلاهما ثقة ثبت .

                                                                          [ ص: 59 ] وقال الحسن بن جرير الصوري ، عن علي بن هاشم قال : عبد الرزاق كتب عني ثلاثة لا أبالي أن لا يكتب عني غيرهم : كتب عني ابن الشاذكوني ، وهو من أحفظ الناس ، وكتب عني يحيى بن معين ، وهو من أعرف الناس بالرجال ، وكتب عني أحمد بن حنبل ، وهو من أزهد الناس .

                                                                          وقال أبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر ، عن جعفر بن محمد بن أبي عثمان الطيالسي : سمعت يحيى بن معين يقول : سمعت من عبد الرزاق كلاما يوما فاستدللت به على ما ذكر عنه من المذهب ، فقلت له : إن أستاذيك الذين أخذت عنهم ثقات كلهم أصحاب سنة معمر ، ومالك بن أنس ، وابن جريج ، وسفيان الثوري ، والأوزاعي ، فعمن أخذت هذا المذهب ؟ فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي ، فرأيته فاضلا حسن الهدي ، فأخذت هذا عنه .

                                                                          وقال محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي : سألت محمد بن أبي بكر المقدمي ، عن حديث لجعفر بن سليمان فقلت : روى عنه عبد الرزاق ؟ فقال : فقدت عبد الرزاق ما أفسد جعفرا غيره - يعني : في التشيع .

                                                                          وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت يحيى بن معين ، وقيل له : إن أحمد بن حنبل قال : إن عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع ، فقال : كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مائة [ ص: 60 ] ضعف ، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سمعت من عبيد الله .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سألت أبي ، قلت : عبد الرزاق كان يتشيع ، ويفرط في التشيع ؟ فقال : أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا ، ولكن كان رجلا تعجبه أخبار الناس أو الأخبار .

                                                                          وقال عبد الله أيضا : سمعت سلمة بن شبيب يقول : سمعت عبد الرزاق يقول : والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبي بكر ، وعمر رحم الله أبا بكر ورحم الله عمر ، ورحم الله عثمان ، ورحم الله عليا ، من لم يحبهم فما هو مؤمن ، وقال : أوثق عم لي حبي إياهم .

                                                                          وقال أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري : سمعت عبد الرزاق يقول : أفضل الشيخين بتفضيل علي إياهما على نفسه ، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما ، كفى بي آزرا أن أحب عليا ثم أخالف قوله .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير ، وقد رحل إليه ثقات المسلمين ، وأئمتهم ، وكتبوا عنه ، ولم يروا بحديثه بأسا ، [ ص: 61 ] إلا إنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ، ولما رواه في مثالب غيرهم ، وأما في باب الصدق ، فإني أرجو أنه لا بأس به إلا أنه قد سبق منه أحاديث في فضائل أهل البيت ، ومثالب آخرين مناكير .

                                                                          قال أحمد بن حنبل : ويعقوب بن شيبة مولده سنة ست وعشرين ومائة .

                                                                          وقال محمد بن سعد ، وخليفة بن خياط ، والبخاري ، وغير واحد : مات سنة إحدى عشرة ومائتين .

                                                                          زاد محمد بن سعد : في النصف من شوال .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه المعتمر بن سليمان التيمي ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري ، وبين وفاتيهما ثمان وتسعون سنة ، وحدث عنه ابن عيينة ، وبين ، وفاته ، ووفاة الدبري سبع وثمانون سنة .

                                                                          [ ص: 62 ] روى له الجماعة .

                                                                          أخبرنا أحمد بن أبي الخير قال : أنبأنا خليل بن أبي الرجاء الراراني ، ومسعود بن أبي منصور الجمال قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : أخبرنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا معمر ، عن همام بن منبه ، أنه سمع أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ " رواه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي من حديث عبد الرزاق ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية