الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3539 - (خ م س ق) : عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، القرشي التيمي المدني، المعروف بابن أبي عتيق، والد محمد وعبد الرحمن ابني عبد الله بن أبي عتيق، وأمه رميثة بنت الحارث بن حذيفة بن مالك بن ربيعة من بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة .

                                                                          روى عن : عامر بن سعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعمة أبيه عائشة أم المؤمنين (خ م س ق) .

                                                                          [ ص: 66 ] روى عنه : خالد بن سعد (خ ق) ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر (م س) ، وابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عتيق ، وعمرو بن دينار ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وابنه محمد بن عبد الله بن أبي عتيق ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبو جزرة يعقوب بن مجاهد المدني (م) ، وأبو سفيان بن العلاء المازني، أخو أبي عمرو بن العلاء .

                                                                          ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة.

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي : مدني، تابعي، ثقة.

                                                                          وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : كان امرأ صالحا وكان فيه دعابة.

                                                                          وذكره ابن حبان في كتاب "الثقات".

                                                                          وقال أحمد بن يحيى البلاذري : إنما قيل له : ابن أبي عتيق؛ لأنه كان يرمي ذات يوم، فانتمى إلى أبي قحافة، فقال : أنا ابن أبي عتيق، فغلب ذلك على اسم أبيه.

                                                                          وقال الزبير بن بكار : قد سمع من عائشة، ودخل عليها في مرضها الذي ماتت فيه، فقال : كيف أصبحت يا أمه جعلني الله فداك؟ فقالت : أصبحت ذاهبة، قال : فلا إذا.

                                                                          وقال الزبير بن بكار أيضا : حدثني عبد الله بن كثير بن جعفر [ ص: 67 ] قال : اقتتل غلمان عبد الله بن عباس وغلمان عائشة، فأخبرت عائشة بذلك، فخرجت في هودج على بغلة، فلقيها ابن أبي عتيق ، فقال : أي أمي جعلني الله فداك، أين تريدين؟ قالت : بلغني أن غلماني وغلمان ابن عباس اقتتلوا، فركبت لأصلح بينهم، فقال : يعتق ما تملك إن لم ترجعي، قالت : يا بني ما الذي حملك على هذا؟! قال : ما انقضى عنا يوم الجمل حتى تريدي أن تأتينا بيوم البغلة!! .

                                                                          وقال الزبير أيضا : حدثني محمد بن يحيى، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي عتيق : أنه مر به رجل ومعه كلب، فقال للرجل : ما اسمك؟ قال : وثاب، قال : فما اسم كلبك؟ قال : عمرو، قال : واخلافاه.

                                                                          وقال أيضا : حدثني عمي مصعب بن عبد الله : أن ابن أبي عتيق لقي عبد الله بن عمر، فقال له : ما تقول في إنسان هجاني؟ فقال في :


                                                                          أذهبت مالك غير مترك في كل مومسة وفي الخمر     ذهب الإله بما تعيش به
                                                                          فبقيت وحدك غير ذي وفر



                                                                          قال : أرى أن تأخذ بالفضل وتصفح.

                                                                          فقال له ابن أبي عتيق : أنا والله أرى غير ذلك، قال : وما هو؟ قال : أفعل به، لا يكني، فقال عبد الله بن عمر : سبحان الله، ما تترك الهزل! وافترقا، ثم لقيه ابن أبي [ ص: 68 ] عتيق بعدما ظن أن ابن عمر قد نسي ذلك، فقال له : أتدري ما فعلت بذاك الإنسان؟ قال : أي إنسان؟ قال : الذي أعلمتك أنه هجاني، قال : ما فعلت به، قال : كل مملوك له فهو حر إن لم أكن فعلت به، ما يكني، فأعظم ذلك ابن عمر، فقال له ابن أبي عتيق : امرأتي والله الذي قالته. قال : وامرأته أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله، وكانت قد غارت عليه، فقالت له ذلك .

                                                                          وقال أبو بكر الخرائطي : حدثنا الحسين بن محمد الديبلي، قال : حدثنا محمد بن أحمد الدولابي، قال : حدثنا سعيد بن بشير، قال : أخبرني حماد بن إسحاق بن إبراهيم، عن أبيه، قال : أخبرني الحسين بن عتبة اللهبي، قال : قال عمر بن أبي ربيعة وهو أول من وصف القوادة بهذين البيتين :


                                                                          فأتتها طبة عالمة     تخلط الجد مرارا باللعب
                                                                          ترفع الصوت إذا لابت لها     وتطاطي عند سورات الغضب



                                                                          فقال ابن أبي عتيق : قد طلبنا مثل هذه تصلح أمور الناس يوم قتل عثمان فلم نصبها.

                                                                          وقال أحمد بن طارق الوابشي، عن أحمد بن بشير، عن مجالد : دخل ابن أبي عتيق على الحسين بن علي وعنده جماعة، فقعد عنده فجاء غريم لابن أبي عتيق يتقاضاه، فجلس مع القوم، فقال غريم ابن [ ص: 69 ] أبي عتيق : من أشرف العرب؟ قال : يا جاهل، وهل يشك في ذلك، حرب بن أمية، لا تصدر قريش إلا عن رأيه.

                                                                          فاستحيى الرجل، ووجد الحسين في نفسه، فقال له الرجل : فأين عبد المطلب؟ قال : يا جاهل، تذكر عبد المطلب مع الناس؟ اذكر جبريل وميكائيل وإسرافيل وعبد المطلب.

                                                                          قال : فتبسم الحسين وقال : هل له من حاجة؟ .

                                                                          وفي رواية أخرى : أنه سئل بحضرة ابن عباس، فأجاب بنحو ذلك، فقال ابن عباس : ألك حاجة؟ قال : نعم، علي دين، فقال : قد قضيناه عنك .

                                                                          روى له البخاري، ومسلم، والنسائي، وابن ماجه، وروى له أبو داود، وسماه في روايته : عبد الله بن محمد بن أبي بكر، وقد ذكرنا حديثه فيما تقدم.

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية