الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          5721 - محمد بن يونس بن موسى بن سليمان بن عبيد [ ص: 67 ] بن ربيعة بن كديم القرشي السلمي الكديمي أبو العباس البصري ، وكان ابن امرأة روح بن عبادة .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي ، وأزهر بن سعد السمان ، وإسماعيل بن نصر العبدي ، وبشر بن عمر الزهراني ، وبكر بن بكار ، وبهلول بن مورق ، والحسن بن عنبسة الوراق ، وحسين بن حسن الأشقر ، وحسين بن حفص الأصبهاني ، والحسين بن علي بن مصعب النخعي ، والحكم بن مروان السلمي ، وخالد بن عبد الرحمن المخزومي ، وخلاد بن يحيى ، وخلاد بن يزيد الأرقط ، وروح بن عبادة ، وسعيد بن عامر الضبعي ، وسليمان بن حرب ، وسليمان بن الفرج بن بهرام ، وسليمان بن كراز ، وسهل بن حماد أبي عتاب الدلال ، وسهل بن زنجلة الرازي ، وشاصونة بن عبيد اليمامي ، وأبي عاصم الضحاك بن مخلد ، وعبد الله بن داود الخريبي ، وعبد الله بن رجاء الغداني ، وعبد الله بن الزبير الحميدي ، وعبد الله بن سنان الهروي ، وعبد الله [ ص: 68 ] بن يحيى الثقفي ، وعبد الملك بن قريب الأصمعي ، وعبيد الله بن محمد الثقفي ، وعبيد الله بن معاذ العنبري ، وعبيد الله بن موسى ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وعثمان بن الهيثم المؤذن ، وعفان بن مسلم ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، وعمير بن عبد المجيد الحنفي ، والعلاء بن سلمة ، والعلاء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية المنقري ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد بن جهضم ، ومحمد بن الصلت الأسدي ، ومحمد بن الصلت التوزي ، ومحمد بن الطفيل النخعي ، ومحمد بن عبد الله الأنصاري ، ومحمد بن كثير العبدي ، ومحمد بن يزيد بن خنيس المكي ، ومصعب بن عبد الله الزبيري ، ومعاذ بن هانئ ، وأبي عبيدة معمر بن المثنى ، ومكي بن إبراهيم البلخي ، وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي ، ومؤمل بن إسماعيل ، والهيثم بن عبيد الصيد ، ووهب بن جرير بن حازم ، ويحيى بن كثير العنبري ، ويزيد بن أبي حكيم العدني ، وأبي أحمد الزبيري ، وأبي بكر الحنفي ، وأبي داود الطيالسي ، وأبي زيد الأنصاري النحوي ، وأبي زيد الهروي ، وأبي عامر العقدي ، وأبي علي الحنفي ، وأبي مروان العثماني .

                                                                          روى عنه : أبو داود فيما قيل ، وأبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي ، وهو آخر من روى عنه ، وأحمد بن سلمان النجاد ، وأحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي ، وأبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان ، وأبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي ، وإسحاق بن إبراهيم القزاز [ ص: 69 ] وإسماعيل بن علي الخطبي ، وإسماعيل بن محمد الصفار ، وجعفر بن علي بن سهل الدوري الدقاق الحافظ ، والحسين بن إسماعيل المحاملي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وأبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك ، وعلي بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقابري ، وعلي بن محمد بن عبيد البغدادي الحافظ ، ومحمد بن أحمد الحكيمي ، وأبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي القارئ ، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي البزاز ، وأبو عمر محمد بن عبد الواحد النحوي غلام ثعلب ، وأبو عبيد محمد بن علي بن عمر الآجري صاحب أبي داود ، وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز ، وأبو بكر محمد بن القاسم بن بشار بن الأنباري ، ومحمد بن قريش بن سليمان بن قريش المروذي ، ومحمد بن مخلد بن حفص الدوري ، وأبو بكر محمد بن يحيى الصولي النديم .

                                                                          قال أحمد بن كامل القاضي : ذكر عن محمد بن يونس أنه قال : ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة .

                                                                          وقال إسماعيل بن علي الخطبي : قال لي الكديمي : ولدت سنة ثلاث وثمانين ومائة .

                                                                          وقال غيره : ولد ليلة مات هشيم بن بشير .

                                                                          [ ص: 70 ] وقال أبو بكر بن خنب البخاري : سمعت الكديمي يقول : كتبت عن البصريين ، عن ألف ومائة وستة وثمانين رجلا قال : وسألته عن سنه فقال : ولدت سنة خمس وثمانين ومائة .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : والقول الأول في مولده أصح ، والله أعلم .

                                                                          وقال أحمد بن كامل القاضي ، عن الكديمي : حضرت جنازة عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمان وتسعين ومائة .

                                                                          وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : كان محمد بن يونس الكديمي حسن الحديث حسن المعرفة . ما وجد عليه إلا صحبته لسليمان الشاذكوني ، ويقال : إنه ما دخل دار دميك أكذب من سليمان الشاذكوني .

                                                                          وقال أبو سعيد عمرو بن محمد بن منصور النيسابوري : سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق يعني ابن خزيمة يقول لي : يا أبا سعيد كتبت عن محمد بن يونس الكديمي ؟ قلت : نعم قال : كتبت عنه بالبصرة في حياة أبي موسى ، وبندار .

                                                                          [ ص: 71 ] وقال أبو بكر الشافعي : سمعت أبا الأحوص محمد بن الهيثم ، وسئل عن الكديمي فقال : تسألوني عنه ، وهو أكبر مني ، وأكثر علما ما علمت إلا خيرا .

                                                                          وقال صالح بن أحمد الهمذاني الحافظ : سمعت أحمد بن عبيد يقول ، وسألته يعني إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ، عن الكديمي فقال : كنت أراه بالبصرة مع رجل يقال له : عبيد يأتي المجالس يذاكر بكتب في ألواح قال صالح : وسمعت إبراهيم بن محمد بن يعقوب يقول : سمعت إبراهيم بن الحسين ، وذكر الكديمي فقال : رأيته أيام الشاذكوني يذاكرهم .

                                                                          وقال أبو عمرو بن حمدان النيسابوري : سمعت عبدان الأهوازي ، وسئل عن الكديمي فقال : رجل معروف بالطلب والسماع الكثير فاتني عن محمد بن معمر بعض التفسير فسمعته من الكديمي يعني تفسير روح بن عبادة .

                                                                          وقال أبو الحسين بن المنادي : كتبنا عنه ، والناس عندنا أحياء بعد السبعين بقليل ، ثم بلغنا كلام أبي داود السجستاني فيه فتركناه ، ورمينا بالذي سمعنا منه .

                                                                          [ ص: 74 ] وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : كان حافظا كثير الحديث سافر ، وسمع بالحجاز ، واليمن ثم انتقل إلى بغداد فسكنها ، وحدث بها ، ولم يزل معروفا عند أهل العلم بالحفظ ، مشهورا بالطلب مقدما في الحديث حتى أكثر روايات الغرائب ، والمناكير فتوقف إذ ذاك بعض الناس عنه ، ولم ينشطوا للسماع منه .

                                                                          وقال أبو عبيد الآجري : سمعت أبا داود يتكلم في محمد بن سنان يعني القزاز ، وفي محمد بن يونس يطلق فيهما الكذب .

                                                                          وقال أبو بكر محمد بن وهب البصري المعروف بابن التمار الوراق : ما أظهر أبو داود تكذيب أحد إلا رجلين : الكديمي ، وغلام خليل فذكر أحاديث ذكرها في الكديمي أنها كذب .

                                                                          وقال أبو سهل بن زياد القطان كان موسى بن هارون ينهى الناس عن السماع من الكديمي ، ويقول : قد تقرب إلي بأني كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم الأسدي ، وما حدث [ ص: 75 ] أبي قط عن محمد بن القاسم الأسدي !

                                                                          قال الحافظ أبو بكر الخطيب : وهذا القول لا حجة فيه لجواز أن يكون هارون بن عبد الله والد موسى سمع من محمد بن القاسم الأسدي ، ولم يحدث عنه .

                                                                          وقال إبراهيم بن فهد بن حكيم الساجي : سمعت عزرة بن إبراهيم بن عزرة يقول : سمعت سليمان الشاذكوني يقول : الكديمي يعني يونس بن موسى وأخو الكديمي ، وابن الكديمي بيت الكذب ، قال : وكان ليونس بن موسى أخ يقال له : عمر بن موسى يلقب بالحادي .

                                                                          وقال الدارقطني : قال أبو بكر أحمد بن المطلب بن عبد الله بن الواثق الهاشمي : كنا يوما عند القاسم المطرز ، وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة فمر به في كتابه حديث عن الكديمي ، فامتنع عن قراءته فقام إليه محمد بن عبد الجبار ، وكان قد أكثر عن الكديمي فقال : أيها الشيخ أحب أن تقرأه فأبى ، وقال : أنا أجاثيه بين يدي الله يوم القيامة ، وأقول إن هذا كان يكذب على [ ص: 72 ] رسولك صلى الله عليه وسلم ، وعلى العلماء .

                                                                          وقال حمزة بن يوسف السهمي : سمعت الدارقطني يقول : كان الكديمي يتهم بوضع الحديث .

                                                                          وقال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري الحافظ : سمعت أبا بكر بن إسحاق يعني الصبغي ، وقال له أبو عبد الله بن يعقوب : قد أكثرت عن الكديمي ؟ فقال : سمعت أبا العباس الكديمي يوما وبكى يقول : ألا من رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل ، ألا من رماني بالكذب في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني خصمه بين يدي الله يوم القيامة . قال الحاكم : وسمعت أبا بكر غير مرة يقول : ما سمعت أحدا من أهل العلم - يعني بالحديث - يتهم الكديمي في لقيه كل من روى عنه .

                                                                          وقال أبو بكر الشافعي سمعت جعفرا الطيالسي يقول : الكديمي ثقة ، ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون .

                                                                          أخبرنا يوسف بن يعقوب ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب الحافظ قال : وكان مما تكلم موسى بن هارون به في الكديمي [ ص: 73 ] حديث شاصونة بن عبيد الذي أخبرناه محمد بن أحمد بن رزق ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الأدمي القارئ ، قال : حدثنا محمد بن يونس القرشي .

                                                                          (ح) : قال الحافظ أبو بكر : وأخبرناه القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن يوسف بن خلاد ، قال : حدثنا محمد بن يونس الكديمي .

                                                                          (ح) : قال : وأخبرنيه علي بن أحمد الرزاز ، وسياق الحديث له ، قال : حدثنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم إملاء ، قال : حدثنا محمد بن يونس بن موسى إملاء ، قال : حدثنا شاصونة بن عبيد أبو محمد اليمامي منصرفا من عدن سنة عشر ومائتين بقرية يقال لها الجردة قال : حدثني معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب اليمامي ، عن أبيه ، عن جده قال : حججت حجة الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجهه مثل دارة القمر ، وسمعت منه عجبا جاءه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد ، وقد لفه في خرقة ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام من أنا ؟ قال : أنت رسول الله . قال : صدقت بارك الله فيك . قال : ثم إن الغلام لم [ ص: 76 ] يتكلم بعدها حتى شب قال : قال أبي : فكنا نسميه مبارك اليمامة .

                                                                          هذا آخر حديث الأدمي ، وابن خلاد .

                                                                          وزاد أبو عمر قال : قال شاصونة : سمعت هذا الحديث منه منذ ثمانين سنة ، وكنت أمر بصنعاء على معمر فأراه يحدث فلم أسمع منه . قال : ولم أسمع إلا هذا الحديث .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن فضالة النيسابوري بالري قال : سمعت أبا الربيع محمد بن الفضل البلخي قال : سمعت محمد بن قريش بن سليمان بن قريش المروروذي بها يقول : دخلت على موسى بن هارون الحمال منصرفي من مجلس الكديمي فقال لي : ما الذي حدثكم الكديمي اليوم ؟ فقلت : حدثنا عن شاصونة بن عبيد اليمامي بحديث ، وذكرته له ، وهو حديث مبارك اليمامة ، فقال موسى بن هارون : أشهد أنه حدث عمن لم يخلق بعد ، فنقل هذا الكلام إلى الكديمي ، فلما كان من الغد خرج فجلس على الكرسي ، وقال : بلغني أن هذا الشيخ يعني موسى بن هارون تكلم في ، ونسبني إلى أنني حدثت عمن لم يخلق بعد ، وقد عقدت بيني [ ص: 77 ] وبينه عقدة لا نحلها إلا بين يدي الملك الجبار ثم أملى علينا فقال : حدثنا جبل من جبال البصرة أبو عامر العقدي ، قال : حدثنا زمعة بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن طاوس ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من الشعر لحكمة ، وحدثنا جبل من جبال الكوفة أبو نعيم الفضل بن دكين ، قال : حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة قالت : أهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة غنما قال : وأملى علينا في ذلك المجلس كل حديث فرد ، وانتهى الخبر إلى موسى بن هارون فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير ، أو كما قال .

                                                                          وبه ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي ، قال : حدثنا أبو عبد الله عثمان بن جعفر العجلي مستملي ابن شاهين بحديث الكديمي ، عن شاصونة بن عبيد ، ثم قال عثمان : سمعت بعض شيوخنا يقول : لما أملى الكديمي هذا الحديث استعظمه الناس ، وقالوا : هذا كذب من هو شاصونة ؟ فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاؤوا من عدن فقالوا : وصلنا قرية يقال لها الجردة فلقينا بها شيخا فسألناه عندك شيء من الحديث ؟ قال : نعم فكتبنا عنه ، وقلنا : ما اسمك ؟ قال : محمد بن شاصونة بن عبيد ، وأملى علينا هذا الحديث فيما أملى عن أبيه .

                                                                          [ ص: 78 ] وبه قال الحافظ أبو بكر ، وقد وقع إلينا حديث شاصونة من غير طريق الكديمي أخبرناه أبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله الصوري ببغداد ، وأبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل القاضي بصور ، وأبو نصر علي بن الحسين بن أحمد بن أبي سلمة الوراق بصيدا قالوا : أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني ، قال : حدثنا العباس بن محبوب بن عثمان بن شاصونة بن عبيد بمكة ، قال : حدثنا أبي قال : حدثني جدي شاصونة بن عبيد قال : حدثني معرض بن عبد الله بن معيقيب اليمامي ، عن أبيه ، عن جده قال : حججت حجة الوداع فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجهه كدارة القمر ، فسمعت منه عجبا ; أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد ، وقد لفه في خرقة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا غلام من أنا ؟ فقال : أنت رسول الله . قال فقال له : بارك الله فيك ، ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها .

                                                                          قد ذكرنا مولده في أوائل الترجمة .

                                                                          وقال جعفر بن محمد بن الحكم المؤدب ، وإسماعيل بن علي الخطبي مات في جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين .

                                                                          زاد الخطبي : يوم الخميس ، ودفن يوم الجمعة قبل الصلاة للنصف من جمادى الآخرة ، وصلى عليه يوسف بن يعقوب [ ص: 79 ] القاضي ، وما رأيت أكثر ناسا من مجلسه ، وكان ثقة .

                                                                          [ ص: 80 ] ورأيت نسخة من سنن أبي داود في كتاب الطلاق عقيب حديثه ، عن زهير بن حرب بن نصر بن علي ، عن عبيد الله بن عبد المجيد ، وهو أبو علي الحنفي ، عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن القاسم ، عن عائشة أنها أرادت أن تعتق مملوكين لها زوج ، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأمرها أن تبدأ بالرجل قبل المرأة : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا العباس محمد بن يونس بن موسى الكديمي ، قال : حدثنا أبو علي الحنفي ، قال : حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب ، عن القاسم ، عن عائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

                                                                          هكذا رأيته ملحقا في رواية أبي عمرو أحمد بن علي البصري ، وفي أوله : حدثنا أبو داود كما مضى ، وأخشى أن يكون ذلك من زيادات أبي عمرو البصري أو غيره ، عن الكديمي ، وأن يكون قوله في أوله : حدثنا أبو داود سهوا من الكاتب فإن أبا داود كان سيئ الرأي في الكديمي كما حكينا عنه فكيف يروي عنه حديثا قد رواه عن زهير بن حرب ، ونصر بن علي ، وهما من أوثق شيوخه ، عن أبي علي الحنفي شيخ الكديمي من غير زيادة في رواية الكديمي على روايتهما ، والأشبه أن يكون ذلك من رواية بعض أصحاب أبي داود عن الكديمي فيكون له في ذلك فائدة ، وهي علو إسناده فإن الكديمي فيه بمنزلة زهير بن حرب ، ونصر بن علي [ ص: 81 ] شيخي أبي داود ، والله أعلم .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية