الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3421 - (ق) : عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة القرشي ، أبو الصلت الهروي ، مولى عبد الرحمن بن سمرة ، سكن نيسابور ، ورحل في الحديث إلى البصرة ، والكوفة ، والحجاز ، واليمن ، وهو خادم علي بن موسى الرضى ، أديب فقيه عالم .

                                                                          روى عن : إسماعيل بن عياش ، وجرير بن عبد الحميد ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، وحماد بن زيد ، وخلف بن خليفة ، وزافر بن سليمان ، وسفيان بن عيينة ، وسلم بن أبي سلم الخياط ، وسليمان بن حيان أبي خالد الأحمر ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وأبي صالح شعيب بن الضحاك المدائني ، وعباد بن العوام [ ص: 74 ] وعبد الله بن إدريس ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد السلام بن حرب ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعطاء بن مسلم الخفاف ، وعلي بن حكيم الأودي ، وهو من أقرانه ، وعلي بن موسى الرضى (ق) ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وفضيل بن عياض ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن خازم أبي معاوية الضرير ، وأبي خداش مخلد بن خداش الكوفي ، ومعتمر بن سليمان ، وهشيم بن بشير ، ويحيى بن يمان ، ويوسف بن عطية الصفار .

                                                                          روى عنه : إبراهيم بن إسحاق السراج ، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة ، وأحمد بن سيار المروزي ، وأبو جعفر أحمد بن عبد الله الطبرستاني الغزاء ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وجعفر بن طرخان ، والحسن بن حباب البغدادي المقرئ ، والحسن بن العباس الرازي ، والحسن بن علوية القطان ، والحسن بن علي التميمي الطبري ، وأبو العباس الحسن بن عيسى بن حمران البسطامي ، أخو الحسين بن عيسى ، والحسين بن إسحاق التستري ، والحسين بن حميد بن الربيع اللخمي ، وأبو الهيثم خالد بن أحمد أمير همذان ، وسهل بن أبي سهل (ق) ، وهو ابن زنجلة الرازي ، والعباس بن سهل المذكر ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه ، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي ، وعلي بن حرب الموصلي ، وعلي بن الحسن السلمي ، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي ، وعمار بن رجاء الحرجاني ، والقاسم بن سلمة ، والقاسم بن عبد الرحمن الأنباري [ ص: 75 ] ومحمد بن إسماعيل الأحمسي (ق) ، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، وأبو بكر محمد بن داود بن يزيد الرازي ، ومحمد بن رافع النيسابوري ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، وأبو جعفر محمد بن عبد الرحمن القرشي ، وابنه أبو جعفر محمد بن عبد السلام بن صالح الهروي ، ومحمد بن علي المديني فستقة ، ومحمد بن عمر بن الوليد الكندي ، ومحمد بن هشام بن عجلان الرازي ، ومذكور بن سليمان ، ومعاذ بن المثنى بن معاذ العنبري ، وأبو السري منصور بن محمد بن عبد الله الأسدي الرازي ، وموسى بن عمر ، وآخرون .

                                                                          قال أحمد بن سيار المروزي : أبو الصلت الهروي ذكر لنا أنه من موالي عبد الرحمن بن سمرة ، وقد لقي وجالس الناس ، ورحل في الحديث ، وكان صاحب قشاف ، وهو من المعدودين في الزهد ، قدم مرو أيام المأمون يريد التوجه إلى الغزو ، فأدخل على المأمون ، فلما سمع كلامه جعله من الخاصة من إخوانه ، وحبسه عنده إلى أن خرج معه إلى الغزو ، فلم يزل عنده مكرما إلى أن أراد إظهار كلام جهم ، وقول القرآن مخلوق ، وجمع بينه وبين بشر المريسي ، وسأله أن يكلمه ، وكان عبد السلام يرد على أهل الأهواء من المرجئة ، والجهمية ، والزنادقة ، والقدرية ، وكلم بشرا المريسي غير مرة بين يدي المأمون مع غيره من [ ص: 76 ] أهل الكلام ، كل ذلك كان الظفر له ، وكان يعرف بكلام الشيعة ، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يفرط ، ورأيته يقدم أبا بكر ، وعمر ، ويترحم على علي ، وعثمان ، ولا يذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالجميل ، وسمعته يقول : هذا مذهبي الذي أدين الله به إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب ، وسألت إسحاق بن إبراهيم ، عن تلك الأحاديث ، وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى ، وما روي في معاوية ، فقال : هذه أحاديث قد رويت ، قلت : فتكره كتابتها أو روايتها أو الرواية عن من يرويها ؟ فقال : أما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك ، وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم ، فإني لا أرى الرواية عنه .

                                                                          أخبرنا بذلك : أبو العز بن المجاور قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور الشيباني ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، قال : قرأت على الحسن بن أبي القاسم ، عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال : سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام ، يقول : سمعت أحمد بن سيار بن أيوب ، يقول : فذكره .

                                                                          وبه قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مكرم القاضي ، قال : حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري ، قال : حدثنا [ ص: 77 ] أبو الصلت الهروي قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت بابه " .

                                                                          قال القاسم : سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث ، فقال : هو صحيح .

                                                                          قال أبو بكر بن ثابت الحافظ : أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه .

                                                                          وقال أبو بكر المروذي : سئل أبو عبد الله عن أبي الصلت ، فقال : روى أحاديث مناكير ، قيل له : روى حديث مجاهد عن علي : " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ؟ قال : ما سمعنا بهذا ، قيل له : هذا الذي ينكر عليه ؟ قال : غير هذا ، أما هذا فما سمعنا به روى عن عبد الرزاق واحدا لا نعرفها ، ولم نسمعها ، قيل لأبي عبد الله : قد كان عند عبد الرزاق من هذه الأحاديث الرديئة ؟ قال : لم أسمع منها شيئا .

                                                                          وقال عمر بن الحسن بن علي بن مالك ، عن أبيه : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت الهروي ، فقال : ثقة صدوق ، إلا أنه يتشيع .

                                                                          [ ص: 78 ] وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت الهروي فقال : قد سمع ، وما أعرفه بالكذب ، قلت : فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ؟ فقال : ما سمعت به قط ، وما بلغني إلا عنه .

                                                                          وقال مرة أخرى : سمعت يحيى ، وذكر أبا الصلت الهروي فقال : لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب ، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها .

                                                                          وقال عبد الخالق بن منصور : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت فقال : ما أعرفه ، فقلت : إنه يروي حديث الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس " أنا مدينة العالم ، وعلي بابها " ، فقال : ما هذا الحديث بشيء .

                                                                          قال الحافظ أبو بكر بن ثابت : أحسب عبد الخالق سأل يحيى عن حال أبي الصلت قديما ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد ، فأجاب إبراهيم بن الجنيد عن حاله ، وأما حديث الأعمش : فإن أبا الصلت كان يرويه عنه ، فأنكره أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين من حديث أبي معاوية ، ثم بحث يحيى عنه ، فوجد غير أبي الصلت قد رواه ، عن أبي معاوية .

                                                                          [ ص: 79 ] وقال عباس بن محمد الدوري : سمعت يحيى بن معين يوثق أبا الصلت عبد السلام بن صالح ، فقلت : أو قيل له : إنه حدث عن أبي معاوية ، عن الأعمش " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ؟ فقال : ما تريدون من هذا المسكين ، أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي ، عن أبي معاوية هذا أو نحوه .

                                                                          وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : ليس ممن يكذب ، فقيل له في حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال : حدث به أبو معاوية قديما ، ثم كف عنه ، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها .

                                                                          وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي : سألت أبا علي صالح بن محمد ، عن أبي الصلت الهروي ، فقال : رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه ، ورأيت يحيى بن معين عنده ، وسئل عن الحديث الذي روى عن أبي معاوية ، حديث علي " أنا مدينة العلم " فقال : رواه أيضا الفيدي ، قلت : ما اسمه ؟ قال : محمد بن جعفر .

                                                                          [ ص: 80 ] وقال زكريا بن يحيى الساجي : يحدث بمناكير ، هو عندهم ضعيف .

                                                                          وقال النسائي : ليس بثقة .

                                                                          وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : لم يكن عندي بصدوق ، وهو ضعيف ، ولم يحدثني عنه ،

                                                                          وأما أبو زرعة : فأمر أن يضرب على حديث أبي الصلت ، وقال : لا أحدث عنه ، ولا أرضاه .

                                                                          وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان أبو الصلت الهروي زائغا عن الحق ، مائلا عن القصد ، سمعت من حدثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه : هو أكذب من روث حمار الدجال ، وكان قديما متلوثا في الأقذار .

                                                                          وقال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث مناكير في فضل أهل البيت ، وهو متهم فيها .

                                                                          وقال أبو بكر البرقاني ، عن أبي الحسن الدارقطني : كان رافضيا خبيثا ، قال لي دعلج : إنه سمع أبا سعد الهروي الزاهد ، وقيل له : ما تقول في عبد السلام بن صالح ؟ فقال : نعيم بن الهيصم ثقة ، فقيل : إنما سألتك عن عبد السلام ؟ فقال : نعيم ثقة ، لم يزد على هذا .

                                                                          [ ص: 81 ] قال أبو الحسن : وروى عن جعفر بن محمد الحديث ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الإيمان إقرار بالقول ، وعمل بالجوارح ... الحديث " ، وهو متهم بوضعه ، لم يحدث به إلا من سرقه منه ، فهو الابتداء في هذا الحديث .

                                                                          قال أبو بكر البرقاني : وحكى لنا أبو الحسن أنه سمع يقول : كلب للعلوية خير من جميع بني أمية ، فقيل : فيهم عثمان ؟ فقال : فيهم عثمان .

                                                                          قال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي : مات يوم الأربعاء لست بقين من شوال سنة ست وثلاثين ومائتين .

                                                                          روى له ابن ماجه هذا الحديث ، وقد وقع لنا عنه عاليا جدا .

                                                                          [ ص: 82 ] أخبرنا به : أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك المقدسي ، قال : أنبأنا المؤيد بن عبد الرحيم بن الإخوة قال : أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي ، قال : أخبرنا أبو سعد الكنجروذي ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن شيرويه ، قال : حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن الإيمان ما هو ؟ قال : " معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان " .

                                                                          رواه عن محمد بن إسماعيل الأحمسي ، وسهل بن زنجلة الرازي عنه ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

                                                                          تابعه الحسن بن علي التميمي الطبرستاني ، عن محمد بن صدقة العنبري ، عن موسى بن جعفر ، وتابعه أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي ، عن عباد بن صهيب ، عن جعفر بن محمد .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية