الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3328 - ( خت م د س ق ) : عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل . وقيل : عبد الله بن شبرمة بن الطفيل بن عمرو بن ضرار بن عمرو بن زيد بن مالك بن زيد بن كعب بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي ، أبو شبرمة الكوفي القاضي ، فقيه أهل الكوفة . عداده في التابعين . وهو عم عمارة بن القعقاع بن شبرمة ، وكان عمارة أكبر منه .

                                                                          روى عن : إبراهيم بن يزيد التيمي ، وإبراهيم بن يزيد النخعي ( س ) ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وأنس بن مالك ، وإياد بن [ ص: 77 ] لقيط ، وإياس بن معاوية ، وثابت البناني ، والحارث العكلي ( س ) ، والحسن البصري ، والحكم بن عتيبة ، وزرعة بن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، وأبي معشر زياد بن كليب ، وسالم بن أبي الجعد ، وسالم بن أبي حفصة ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وسلمة بن كهيل ، وأبي وائل شقيق بن سلمة ، وأبي الخليل صالح بن أبي مريم ، وطلحة بن مصرف ( س ) ، وعامر بن شراحيل الشعبي ( د ) ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي ، وأبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي ، وعبد الله بن شداد بن الهاد ( س ) ، وعبد العزيز بن رفيع ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعمار الدهني ، وابن أخيه عمارة بن القعقاع بن شبرمة ، ومحارب بن دثار ، ومحمد بن سيرين ، ومحمد بن عمرو ، ومحمد بن المنكدر ، ومنصور بن المعتمر ، ونافع مولى ابن عمر ، وأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وأبي زرعة بن عمرو بن جرير ( خت م ق ) ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، وقمير امرأة مسروق بن الأجدع ( د ) .

                                                                          روى عنه : أحمد بن بشير الكوفي ، وأبو العلاء أيوب بن أبي مسكين القصاب ( د ) ، وبشر بن المفضل ، وجرير بن عبد الحميد ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، وجعفر بن مرزوق ، وحاتم بن إسماعيل المدني ، وحبان بن علي العنزي ، والحسن بن صالح بن حي ، وأبو جنادة حصين بن مخارق ، وحماد بن زيد ( س ) ، وحماد بن الوليد ، وزهير بن معاوية ، وسعيد بن خثيم الهلالي ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ( خت ) ، وسلم أبو مقاتل المروزي ، وسعيد بن عبد العزيز [ ص: 78 ] وسيف بن عمر التميمي ، وسيف بن عميرة النخعي ، وأبو بدر شجاع بن الوليد ، وشريك بن عبد الله ( م ق ) ، وشعبة بن الحجاج ، وشعيب بن صفوان ، وعبد الله بن الأجلح ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد العزيز بن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، وابنه عبد الملك بن عبد الله بن شبرمة الضبي ، وعبد الواحد بن زياد ، وعبد الوارث بن سعيد ( س ) ، وعمارة بن غزية الأنصاري ، وعيسى بن راشد الثقفي ، ومحمد بن جعفر بن أبي كثير ( س ) ، ومحمد بن طلحة بن مصرف ( م ) ، ومحمد بن فضيل بن غزوان ، ومعمر بن راشد ، ومندل بن علي ، وناصح المحلمي ، ونوح بن دراج ، وهشيم بن بشير ( د س ) ، والوزير بن عبد الله ، ووهيب بن خالد ( بخ م ) ، ويحيى بن نصر بن حاجب .

                                                                          قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ، وأبو حاتم ، والنسائي : ثقة .

                                                                          وقال علي ابن المديني : قلت لسفيان : كان ابن شبرمة جالس الحسن ؟ قال : لا ، ولكن رأى ابن سيرين بواسط .

                                                                          وقال مسدد ، عن عبد الله بن داود : سمعت سفيان ، يقول : فقهاؤنا ابن شبرمة .

                                                                          وقال أحمد بن عبد الله العجلي كان قاضيا لأبي جعفر على [ ص: 79 ] سواد الكوفة وضياعها ، وكان سفيان الثوري إذا قيل له : من مفتيكم ؟ قال : مفتينا : ابن أبي ليلى ، وابن شبرمة . وكان ابن شبرمة عفيفا صارما عاقلا فقيها ، يشبه النساك ، ثقة في الحديث ، شاعرا ، حسن الخلق ، جوادا . وكان إذا اختلف إليه الرجل ثلاثة أيام ، دعاه ، فقال له : أراك قد لزمتنا منذ ثلاثة أيام عليك خراج نتكلم فيه . وسمع من الشعبي وكانت روايته عنه وعن غيره قدر خمسين حديثا أو نحوها .

                                                                          وقال عمرو بن علي ، عن يحيى بن سعيد : كان ابن شبرمة إذا أراد أن يخرج إلى مجلس القضاء ، قال : يا جارية قربي غدائي حتى أقوم إلى بلائي .

                                                                          وقال محمد بن فضيل ، عن أبيه ، كان ابن شبرمة ، ومغيرة ، والحارث العكلي ، والقعقاع بن يزيد وغيرهم ، يسمرون في الفقه ، فربما لم يقوموا حتى يسمعوا النداء بالفجر .

                                                                          وقال أحمد بن حنبل ، عن محمد بن فضيل : سمعت ابن شبرمة ، يقول : كنت إذا اجتمعت أنا والحارث - يعني العكلي - على مسألة لم نبال من خالفنا .

                                                                          وقال أبو معمر ، عن عبد الوارث : ما رأيت أحدا أسرع جوابا من ابن شبرمة ، ما كان الرجل يتم المسألة حتى يرميه بالجواب .

                                                                          وقال محمد بن حميد ، عن جرير بن عبد الحميد : رأيت ابن شبرمة يخضب لحيته بالحناء ثم يغسله فتراه أصفر .

                                                                          وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، سمعت ابن شبرمة إذا قال له الرجل : جعلني الله فداك ، يغضب ، ويقول : قل غفر الله لك .

                                                                          [ ص: 80 ] وقال محمد بن صبيح ابن السماك ، عن ابن شبرمة : من بالغ في الخصومة أثم ، ومن قصر فيها خصم ، ولا يطيق الحق من بالى على من دار الأمر .

                                                                          وقال حبان بن علي ، عن ابن شبرمة : ما لبس إنسان لباسا أزين من العربية .

                                                                          وقال ابن المبارك ، عن ابن شبرمة : عجبت للناس يحتمون من الطعام مخافة الداء ، ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار .

                                                                          قال يحيى بن بكير : مات سنة أربع وأربعين ومائة .

                                                                          استشهد به البخاري في " الصحيح " وروى له في " الأدب " وروى له الباقون ، سوى الترمذي .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية