الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          معلومات الكتاب

                                                                          تهذيب الكمال في أسماء الرجال

                                                                          المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

                                                                          صفحة جزء
                                                                          3423 - (مق د) : عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معبد الأسدي الوابصي ، أبو الفضل الرقي ، قاضي الرقة وحران وحلب ، ثم ولي القضاء ببغداد في أيام المتوكل .

                                                                          روى عن : عبد الله بن جعفر الرقي (مق) ، وأبيه عبد الرحمن بن صخر الأسدي (د) ، وجد أبيه عبد الرحمن بن وابصة ، ولم يدركه ، ووكيع بن الجراح .

                                                                          روى عنه : أبو داود حديثا واحدا قد كتبناه في ترجمة أبيه عبد الرحمن بن صخر ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي (مق) ، وأحمد بن علي الأبار ، وأحمد بن موسى بن معدان ، وثمامة بن عتبة بن عياض بن سالم بن وابصة بن معبد ، وجعفر بن محمد بن الحجاج الرقي ، وأبو عروبة الحسين بن محمد الحراني ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي ، وعمر بن شبة بن عبيدة النميري ، وأبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، ومحمد بن إسحاق الصاغاني ، وأبو الأصبغ محمد بن [ ص: 85 ] عبد الرحمن بن كامل القرقساني ، وابن أخيه : أبو الهيثم محمد بن عبد الصمد بن عبد الرحمن الوابصي .

                                                                          ذكر أبو مزاحم الخاقاني : أن عمه أبا علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان سأل أحمد بن حنبل ، عن عبد السلام الرقي قاضي الجزيرة ، فأحسن القول فيه ، وقال : ما بلغني عنه إلا خير .

                                                                          وقال طلحة بن محمد بن جعفر : عزل المتوكل عبيد الله بن أحمد بن غالب في سنة أربع وثلاثين ومائتين ، واستقضى عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر ، ويعرف بالوابصي ، وكان قبل ذلك على قضاء الرقة أيضا ، وكان رجلا جميل الطريقة ، وكان أهل بغداد قد ضجوا من أصحاب ابن أبي داود ، وقالوا - بعد أن عزل عبيد الله بن أحمد بن غالب - : لا يلي علينا إلا من نرضى به ، فكتب المتوكل العهد مطلقا ليس عليه اسم أحد ، وأنفذه من سر من رأى مع يعقوب قوصرة أحد الحجاب الكبار ، وقال : أحضر عبد السلام والشيوخ واقرأ العهد ، فإن رضوا به قاضيا فوقع على العهد اسمه ، فقدم قوصرة ففعل ذلك ، فصاح الناس : ما نريد غير الوابصي ، فوقع في الكتاب اسمه ، وحكم من وقته في الرصافة .

                                                                          وذكر أحمد بن كامل القاضي أن عبد السلام كان يتولى القضاء ببغداد ، فصرفه يحيى بن أكثم ، ثم كتب المتوكل عهدا مطلقا بالقضاء ، وساق نحو ما ذكر طلحة ، والظاهر من هذا : أن الوابصي ولي قضاء بغداد مرتين .

                                                                          [ ص: 86 ] قال أحمد بن كامل : كان عبد السلام بن عبد الرحمن الأسدي الوابصي على قضاء بغداد ، وكان عفيفا ، فصرفه يحيى بن أكثم في أيام المتوكل ، قال : فأخبرني أبو عبد الله المباركي أن المتوكل قال ليحيى : لم صرفت الوابصي ؟ فذكر له أشياء أراه ضعفه في الفقه ، قال : فكتب المتوكل إلى أهل بغداد كتابا ، وكتب عهدا منه ، ولم يسم القاضي فيه ، وأنفذهما مع يعقوب قوصرة ، وأمره أن يحضر الجامع ببغداد ، ويحضر الناس ويسألهم عن الوابصي ، فإن رضوا به وقع اسمه في العهد ، ودفعه إليه قال : فوافى يعقوب ، وجمع الناس إلى جامع الرصافة ، قال : فرأيتهم يدخلون الجامع كدخولهم يوم الجمعة من كثرة الناس ، ثم قرأ عليهم كتاب المتوكل ، والوابصي حاضر ، وفيه مسألتهم ، عن الوابصي ، فأجمعوا على الرضى به ، فسلم إليه العهد على القضاء فقبله ، فقيل له : ادع بالخصوم ، فدعي له بمن له حاجة فحضر خصمان ، فنظر في أمرهما ثم قام فصار إلى منزله ، ولم ينظر بعد ذلك .

                                                                          قال أبو عروبة الحراني : مات سنة سبع . وقال أبو علي محمد بن سعيد الحراني : مات سنة تسع وأربعين ومائتين بالرقة ، [ ص: 87 ] وروى له مسلم في مقدمة كتابه .

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية