الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
84 - أنا حميد ثنا هاشم بن القاسم ، أنا محمد بن طلحة ، عن عبد الرحمن بن الأصم ، عن أيوب ، عن عكرمة بن خالد المخزومي ، عن مالك بن أوس بن الحدثان ، قال : أتى علي والعباس عمر أمير المؤمنين ، فدخلا عليه ، فقال العباس : يا أمير المؤمنين ، افصل بيني وبين هذا . فسكت عمر .

فقال الناس : افصل بينهما يا أمير المؤمنين . فقال عمر : " لا والله لا أفصل بينهما " . ثم ذكر مثل الذي ذكرنا في حديث ابن شهاب عن مالك بن أوس ، وقرأ عمر : ( واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين ) ، فهذه (لهؤلاء) ثم قال : " ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) " ، ثم قال : ( وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ) " قال : " هذه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصة ، " ثم قال : " ( ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين ) وهذه لهؤلاء .

[ ص: 109 ] . ثم قال : ( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا ، وينصرون الله ورسوله ، أولئك هم الصادقون ) ثم قال : " ( والذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم ، يحبون من هاجر إليهم ) حتى أتمها ثم قال : ( والذين جاؤوا من بعدهم يقولون : ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ) حتى أتمها فقد استوعبت هذه الآية الناس ، فلم تدع أحدا من المسلمين ، إلا أن له في هذا المال نصيبا ، إلا بعض من تملكون من أرقائكم ، لئن عشت - إن شاء الله - ليأتين منه كل ذي حق حقه ، حتى يأتي الراعي بسرو حمير ، نصيبه ، ما عرق فيه جبينه . [ ص: 110 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية