الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2043 - أخبرنا حميد أنا محمد بن يوسف ، ثنا محرز البصري ، عن الحسن ، في قوله : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين ) قال : " الفقير : هو الذي لا يسأل ، فإن أعطي شيئا أخذ ما يكتفي به ، والمسكين : هو الذي يسأل إذا احتاج ، فإذا أصاب ما يكتفي به أمسك ، ( والعاملين عليها ) كان يجعل للرجل منهم قوته ، وحملان رجليه ، إذا كانت الصدقة مفترقة حتى يجمعها ، ويكون هو يتجر بذلك على المسلمين ، ( والمؤلفة قلوبهم ) قال : كان أناس من الفقراء يجتمعون إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم يتصدق عليهم ويتعاهدهم فيقولون : أهل هذا الدين أحسن صنيعا إلى أهل دينهم من قومنا ، وكان يقول المؤلفة قلوبهم : ذهب سهمهم ( وفي الرقاب والغارمين ) : الرجل تصيبه المصيبة في ماله ، فيصير ذلك غارما ، ( وفي سبيل الله ) ، قال : كان أناس ممن يغزون لم يكن يبلغ ما يأخذون في نفقاتهم ، فكان من احتاج منهم زاده المنزلة سهما في الصدقة ، ( وابن السبيل ) : إذا مر بأرض منقطع به ، ليس معه ما يكتفي به ، فإن له في الصدقة حقا ، يعطى ما يبلغ به بلاده ، ولا يكون دينا عليه ، وإن كان غنيا في بلاده ، فإن الصدقات [ ص: 1103 ] ليست بالأجزاء المسمين في كتاب الله ، ولكن يقسمها على ما رأى من قلة كل صنف أو كثرتهم أو حاجتهم ، وكذلك كانت أئمة الهدى يلونها من بعده " .

التالي السابق


الخدمات العلمية