الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2087 - أخبرنا حميد قال قال أبو عبيد : وهذا التشديد في مسألة الناس ، فيما نرى ، إنما هو من أجل أن الصدقة أوساخ الناس فلا تحل إلا لمضطر إليها ، وهو الذي ليس عند أهله ما يغديهم أو يعشيهم ، ومن أجل أن الله قد حرم أموال الناس بعضهم على بعض إلا بطيب أنفسهم ، وقل ما سأل رجل أخاه مسألة إلا كرهها المسؤول ، فإن أعطاه أعطاه بغير طيب النفس ، فلم يطب للسائل ما أخذ ، وإن منعه وهو كاره ، فإثم السائل بإدخاله المكروه على أخيه ومن كان سائلا لا محالة فمسألة الصالحين أيسر من مسألة غيرهم ؛ لأن الصدقة أوساخ الناس ، وأوساخ الصالحين أخف من أوساخ غيرهم ؛ ولأن الصالح أجدر أن تطيب بما يعطي نفسه ، ولا يكره ما يسأل لما يرغب فيه من ثوابه ممن سواه وأشد المسائل وأخبثها ما كانت على وجه المسكنة والتكثير ، فإن استوهب الرجل أخاه الشيء على غير وجه المسكنة والتكثير فهو أسهل إن شاء الله ولا يدخل القرض ، ولا العارية ، ولا المنحة في المسألة ، ولم يبلغنا أن أحدا عاب شيئا من ذلك ولا كرهه ، بل كانوا يستقرضون إذا احتاجوا ، ويستعيرون ويستمنحون ، وكان المذموم عندهم من يمنع ذلك ولا يبذله . [ ص: 1125 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية