الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
102 - حدثنا حميد أنا محمد بن يوسف ، أنا سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أمر رجلا على سرية ، أوصاه في خاصة نفسه بتقوى الله ، وبمن معه من [ ص: 122 ] المسلمين خيرا ، وقال : اغزوا بسم الله وفي سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله . اغزوا ، فلا تغدروا ، ولا تغلوا ، ولا تمثلوا ، ولا تقتلوا وليدا . وإذا أنت لقيت عدوك من المشركين ، فادعهم إلى (احدى) خلال أو خصال فأيتهن أجابوك إليها فاقبل منهم ، وكف عنهم ، ادعهم إلى الإسلام ، فإن هم أجابوك ، فاقبل منهم وكف عنهم ، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين ، وأخبرهم إن هم فعلوا ، أن لهم ما للمهاجرين ، وأن عليهم ما على المهاجرين ، وإن أبوا ، فأخبرهم أنهم يكونوا كأعراب المسلمين ، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين ، ولا يكون لهم في الفيء ولا الغنيمة شيء ، إلا أن يجاهدوا مع المسلمين . فإن أبوا أن يدخلوا في الإسلام ، فسلهم إعطاء الجزية ، فإن فعلوا فاقبل منهم وكف عنهم ، وإن هم أبوا فاستعن بالله عليهم ثم قاتلهم .

وإن حاصرت حصنا ، فأرادوا أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك - عليه السلام - فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيك ، ولكن اجعل ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك ، فإنكم إن تخفروا ذمتكم وذمم آبائكم أهون عليكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله . وإن حاصرت حصنا فأرادوك أن ينزلوا على حكم الله فلا . أنزلهم على حكمك . فإنك لا تدري أتصيب فيهم حكم الله أم لا .


قال علقمة : فحدثت به مقاتل بن حيان ، فقال : حدثني مسلم بن (هيضم) العبدي عن النعمان بن مقرن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله [ ص: 123 ] .

103 - أنا حميد أناه عبيد الله بن موسى غير مرة عن سفيان ، عن علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية