الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
255 - حدثنا حميد أنا أبو نعيم ، أنا إسرائيل ، عن ثوير ، قال : سمعت مجاهدا ، يقول : الحرم كله المسجد .

قال أبو عبيد : فإذا كانت مكة هذه سنتها ، أنها مناخ لمن سبق ، وأنها لا تباع رباعها ، ولا يطيب كراء بيوتها ، وأنها مسجد لجماعة الناس ، فكيف تكون هذه غنيمة ، فتقسم بين قوم يحوزونها دون الناس ، أو تكون فيئا تصير أرض خراج ، وهي أرض من أرض العرب الأميين الذين كان الحكم عليهم الإسلام أو القتل ، فإذا أسلموا كانت أرضهم أرض عشر ، ولا تكون خراجا أبدا ؟

فليست مكة تشبه شيئا من البلاد ، لما خصت به . فلا حجة لمن زعم أن الحكم عليها حكم غيرها . وليست تخلو بلاد العنوة ، سوى مكة من أن تكون غنيمة ، كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر أو فيئا ، كما فعل عمر بالسواد وغيره من أرض الشام ومصر . [ ص: 209 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية