الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
275 - أنا أبو الأسود ، أنا ابن لهيعة ، عن عياش بن عباس ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " لا تقوم الساعة حتى يغلب أهل المدي على مديهم ، وأهل القفيز على قفيزهم ، وأهل الإردب على إردبهم ، وأهل [ ص: 218 ] الدينار على دينارهم ، وأهل الدرهم على درهمهم ، ويرجع الناس إلى بلادهم .

276 - قال أبو عبيد : فمعناه - والله أعلم - أن هذا كائن ، وأنه سيمنع بعد في آخر الزمان .

فاسمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدرهم والقفيز ، كما فعل عمر بأهل السواد . فهو عندي الثبت .

وفي تأويل فعل عمر أيضا ، حين وضع الخراج ووظفه على أهله من العلم : أنه جعله شاملا عاما على كل من لزمه المساحة ، وصارت الأرض في يده ، من رجل أو امرأة أو صبي أو مكاتب أو عبد . فصاروا متساوين فيها لم يستثن أحد دون أحد .

ومما يبين ذلك قول عمر في دهقانة نهر الملك حين أسلمت ، فقال : دعوها في أرضها تؤدي عنها الخراج ، فأوجب عليها ما أوجب على الرجال .

وفي تأويل حديث عمر من العلم أيضا ، أنه إنما جعل الخراج على الأرضين التي تغل ، من ذوات الحب والثمار ، والتي تصلح للغلة من العامر والغامر ، وعطل منها المساكن والدور التي هي منازلهم ، فلم يجعل عليهم فيها شيئا . [ ص: 219 ]

. ويقال : إن حد السواد (الذي) وقعت عليه المساحة من لدن تخوم الموصل ، مادا مع الماء إلى ساحل البحر ببلاد عبادان من شرقي دجلة . هذا طوله ، أما عرضه ، فحده منقطع الجبل من أرض حلوان إلى منتهى طرف القادسية المتصل بالعذيب من أرض العرب .

فهذه حدود السواد ، وعليه وقع الخراج . .

التالي السابق


الخدمات العلمية