الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
463 - أنا حميد ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني سعيد بن أبي سعيد ، أنه سمع أبا هريرة ، يقول : بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيلا [ ص: 301 ] قبل نجد ، فجاءت برجل من بني حنيفة ، يقال له ثمامة بن أثال ، سيد أهل اليمامة ، فربطوه بسارية من سواري المسجد ، فخرج إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : ماذا عندك يا ثمامة ؟ قال : عندي يا محمد خير ، إن تقتل تقتل ذا دم ، وإن تنعم تنعم على شاكر ، وإن ترد المال ، فسل تعط منه ما شئت ، فتركه حتى كان الغد ، ثم قال له : " ماذا عندك ؟ " قال : ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال ، فسل تعط منه ما شئت . فتركه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى كان بعد الغد ، قال : " ماذا عندك يا ثمامة ؟ " قال : عندي ما قلت لك ، إن تنعم تنعم على شاكر ، وإن تقتل تقتل ذا دم ، وإن كنت تريد المال ، فسل تعط منه ما شئت ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أطلقوا ثمامة " ، فانطلق إلى نخل قريب من المسجد ، فاغتسل ، ثم دخل المسجد ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، يا محمد ، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك ، فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي . والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك ، فقد أصبح دينك أحب الدين إلي . والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك ، فأصبح بلدك أحب البلاد إلي ، وإن خيلك أخذتني ، وأنا أريد العمرة ، فماذا ترى ؟ فبشره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمره أن يعتمر ، فلما قدم مكة ، قال له قائل : صبوت . قال : لا ، ولكني أسلمت مع محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حتى يأذن رسول الله فيها . [ ص: 302 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية